الرئيسية » مقالات » الأستاذ جورج اسحق يكتب “أنا والتعليم تلميذا ومدرساً ومديراً”

الأستاذ جورج اسحق يكتب “أنا والتعليم تلميذا ومدرساً ومديراً”

جورج اسحق يعرض خلاصة تجربته من أجل إصلاح التعليم في مصر

تمتلئ الساحة الآن بأخبار وتصريحات عن إصلاح التعليم فى مصر وهذا إيجابي جدا ، ومن منا لا يتمني ان يري تعليما محترما يخدم المستقبل ويعمل علي تقدم المجتمع، ويعمل على تخريج دفعات تؤمن بالعقل وليس النقل مبدعة خلاقة تثير الكثير من الأسئلة وتبحث في المراجع عن الرد عليها . وفي نفس الوقت هناك رؤي متعددة لإصلاح التعليم يجب أن يستمع من يقوم علي اصلاح التعليم اليوم الى ما يقوله الخبراء فاننا نريد للتجربة أن تستمر وتنجح في ظل اشراك كل فئات المجتمع التي يجب أن تدلو بدلوها لما في هذا المجال من تنوع وآراء مختلفة حتى يشعروا ان الجميع شركاء في هذا التغير من أول خبراء التعليم والمعلمين واولياء الامور والطلبة أنفسهم وقد طلب الكثير ومنهم الدكتور محمد غنيم أن تشكل مفوضية للتعليم مستقلة عن وزارة التربية والتعليم مكونة من خبراء التربية المعروفين بالكفاءة العالية وتكون الوظيفة تطوعية أي تكون بدون مقابل

وهذه المفوضية وظيفتها وضع استراتيجية للتعليم لمدة خمس سنوات أو عشرة حتي لا تتغير منظومة التعليم بتغير كل وزير جديد يتولى هذا المنصب

وسوف استعرض هنا كيف تعلمنا في السابق وما هي الاسباب التي ادت إلي تردي التعليم حتي لا تتكرر الماساة .

فقد عاصرت وأنا تلميذ كيف أثرت الأنشطة المدرسية في تكوين شخصياتنا من خلال تنوع النشاط من رياضي وثقافي ويبدأ التدريب بان يسمح للتلاميذ بإدارة اليوم الدراسي كاملا وهذا يؤثر في تحملهم للمسؤولية وتعلم فن الإدارة . إلي جانب الأنشطة المهمة حيث يخصص وقت فى الجدول الدراسي للمكتبة وتدعونا ادارة المدرسة من خلال الانشطة للخطابة فى المناسبات العامة واول مرة تجرات وتحدثت فى اجتماع عام كنت فى الصف الاول الثانوي وكان بالمدرسة مسرح كبير نمارس علي خشبته الانشطة والعروض المختلفة وملحق بالمدرسة نادي المعارف الذي سعدت بانه مازال قائما بجوار مدرستي في بورسعيد . واخرجت المدرسة التي تعلمت فيها ومارست فيها تلك الأنشطة التي ذكرتها نخب زاملتها فى مراحل الدراسة منهم ابراهيم سعده ومصطفي شردي ومحمود يس وصلاح طايل ومجموعة من الفنانين والرياضيين أمثال عادل الجزار ومنير جرجس الذين مارسوا الرياضة بملعب المعارف الملاصق للمدرسة والذي كانت تمارس فيه كل أنواع الرياضة .وكل هؤلاء شهرتهم بدأت في المدرسة نتيجة الانشطة التي مارسوها داخل نظام التعليم هذا. هذا في عجاله ما تعلمته وأنا تلميذ نتيجة ممارسة الأنشطه التي كانت مواكبة للتغير والتقدم في التعليم .

ثم عملت مدرساً في مهنة التدريس والمعلم في هذه المنظومة ركن أساسي في العملية التعليمية فكان من شروط التدريس ضرورة أن يحمل المدرس مؤهلاً تربوياً دبلوم عام أو دبلوم خاص من كلية التربية الى جانب استمرار التدريب علي احدث نظم التعليم تدريب جاد وأكرر جاد وليس شكلي لتنمية قدرات المعلمين واطلاعهم على احدث الطرق في التعليم وليس تدريبا روتينيا لا يستفيد منه احد ويكون هذا التدريب مستمراً ويقيم كل من تدرب بعد فترة لمعرفة مدى تأثير هذا التدريب على ادائهم.

وكنا في نهاية العام يطلب منا أن نقيم وننقد المنهج الذي ندرسه كنا نشعر اننا بالفعل شركاء في العملية التعليمية وتأخذه وزارة التربية والتعليم بجدية كل ذلك بالإضافة إلي الإحترام الدائم للمعلم دون تملق او تقليل من شأنه . وشاهدت خلال فترة عملي كيف كان المعلمين يساعدون طلابهم بشكل ودي دون مقابل و كونت ثروة ممن درستهم في جميع المجالات نتيجة لطريقة التعامل التي يسودها الإحترام والمحبة .

وعاصرت ايضا أسابيع الأنشطة حيث كان الطلبة بمساعدة الرواد يقومون بالأنشطة من خلال فاعليات جميلة وفي تلك الأسابيع تمكن الطلبة من مشاهدة عن قرب لفنانين عظماء أمثال محمد عبد الوهاب وأمينة رزق وفريد شوقي وسعاد حسني وكمال الطويل وسامي السلاموني . وكان أهم ما يميز تلك الاسابيع أن الطلاب بانفسهم كانوا يتولون إدارة المدرسة طوال اسبوع النشاط وهذا يكسبهم ثقة بالنفس وخبرة في الإدارة .

وعندما أصبحت مديرا كانت الأحوال بدأت فى التدهور وحاولت أن أطبق نظام التعليم الذي تربيت عليه . فبدات بالحضانات وتطبيق التعليم باللعب فقط وعدم إعطاء واجبات مدرسية حيث أن النظم التربوية الحديثة تمنع إعطاء اي طفل دون السادسة من عمره حرفا او رقما والإعتماد فقط علي اللعب في التعليم لإعطاء الأطفال الفرصة لخلق وتنمية القدرات الخلاقه التي وهبها الله للإنسان لأستكمال تكوينها ، ولكن أولياء الأمور ثاروا كالعادة ويريدون الواجبات المدرسية وخلافه وحاولت أن أقنعهم بضرورة تطبيق مثل هذه الأنظمة للأطفال ولكن للأسف دون جدوي .

ولكن في اثناء ممارستي للعمل أدركت أن هذا الجيل الصغير هو ثروة مصر الحقيقية واشراكهم في الأفكار والاقتراحات شئ هام للغاية وادعو وزير التعليم أن يلتقي بهؤلاء العباقرة في مؤتمر كل عام وسوف يسمع منهم ما لايصدق من عبقرية وفهم واستيعاب وبالفعل قمنا بهذه التجربة زمن الوزير د/ حسين كامل بهاء الدين وكانت تجربة ثرية وغنيه جدا.

وكل من شارك في هذه تامؤتمرات تعلم النقد الموضوعي وأصبحوا الان قيادات في المجتمع وكنا في الامانه العامة للمدارس الكاثوليكية اول من تكلمنا عن المواطنة من خلال مشروع كبير هو

(المشاركة مدخل لبناء روح المواطنة)لتنمية الانتماء وحب الوطن ونحن اول من طرح فكرة حقوق الانسان في تدريب للمعلمين وللتلاميذ.

هذه بعض الافكار التي نطرحها للوزير حتى يستجيب لبعض ما يقوله الاخرين لبناء دولة ديموقراطية حديثة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.