الرئيسية » البيانات الرسمية » التحالف الاشتراكي: لا تسايروا النظم الرجعية في غِيِّها

التحالف الاشتراكي: لا تسايروا النظم الرجعية في غِيِّها


تابع حزب التحالف الشعبي الاشتراكي فعاليات اجتماع وزراء الخارجية العرب بكثير من الدهشة والامتعاض إزاء المستوى المزري لتورط النظم العربية عامة في إثارة نعرات وصراعات مذهبية على الأصعدة الإقليمية والعربية والمحلية.

ولا يمكننا أن نعزل مناقشات الاجتماع وقراراته عن المحاولات المستميتة للولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهما لتعويض الخسائر التي لحقت بهم جراء الهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش وما تسمى جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة) وغيرها، بعد إنفاق عشرات المليارات من الدولارت لتخريب وهدم البلدان العربية، دولاً ومجتمعات.

ويعيد الاجتماع إلى الذاكرة سابق الاجتماعات المشئومة التي خولت للقوى الإمبريالية والرجعية تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن. وبدا أن المطلوب هو إعادة المجتمعات العربية إلى العصور البدائية، مقابل تمكين نظم وجماعات وميلشيات همجية تسببت في قتل الملايين وتهجير ونزوح عشرات الملايين، وتخريب ونهب الموارد الوطنية وتدمير الصناعات والاقتصادات العربية عامة.

إن الشبهات واضحة جدًا وراء قرارات الاجتماع المشئوم، وخاصة التمهيد لما تسمى صفقة القرن، والتي تتطلب فيما يبدو تصفية القضية الفلسطينية، وليس حلها، وهدم معظم الدول العربية أو إضعافها بحيث لا تبقى في المنطقة سوى قوة إسرائيل “التي لا تُقهر” ونظم عائلية تشيع التخلف وتتوارث نهب ثروات الشعوب، مع دفع إتاوة هائلة للإمبريالية العالمية، وخاصة الأمريكية، مقابل الحماية للحكام.

تتذرع النظم العربية الفاسدة بما تراه أو تصوره تهديدًا وتوغلاً إيرانيًا، وتتهم إيران بزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة النعرات الطائفية، بينما ممارسات النظم العربية في الخليج بصفة خاصة، تطفح بطائفية بغيضة، بل إن قرارات الاجتماع تكرس الطائفية والمذهبية بكل سفور.

كما يبدو بشكل خاص أن أزمة توريث الحكم السعودي، ومأزقها في اليمن، واندحار الجماعات الإرهابية التي تدعمها في سوريا والعراق، والتنافس على العمالة بينها وبين النظام القطري، بالإضافة إلى رعونة المتسلطين الجدد، تدفعها إلى خيارات خرقاء، بتشجيع من إدارة ترامب الحمقاء التي لا تمانع في الذهاب بـ “النظام الدولي” إلى سياسة “حافة الهاوية” من أجل إخراج مؤقت للرأسمالية المالية العالمية من أزمتها البنيوية.

وليس معنى إدانتنا للقرارات المستفزة والمغامرة التي اتخذها وزراء الخارجية العرب، أن ننكر وجود ممارسات غير مقبولة من جانب إيران، وبالنسبة لحزب الله فقد ارتضى المجتمع اللبناني وقواه السياسية حلاً للتعايش بين مكوناته المختلفة منذ انتخاب الرئيس عون وتكليف الحريري بتشكيل الوزارة، وهو فيما يبدو تسبب انزعاجا بالغا للنظم الرجعية في الخليج، فأقدمت السعودية على تصرف فج لم يعرفه المجتمع الدبلوماسي من قبل باحتجاز الحريري وعائلته في الرياض وإجباره على كتابة الاستقالة، بهدف توتير الأحوال في لبنان وإشعال فتنة فيه لا تنتظر سوى شرارة حمقاء أو مريبة من هذا الطرف أو ذاك.
ولا يمكن أيضًا أن نتغاضى عن حقيقة أن استهداف حزب الله في هذا الوقت بالذات تكشف عن رغبة مريضة في إقامة “تحالف سني” تشارك فيه إسرائيل، وهو ما سيكون هوانًا وترديًا لم يسبق أن بلغه ما يسمى “النظام العربي”.

ويدعو الحزب الشعب المصري وقواه السياسية الوطنية الضغط بقوة على الحكومة المصرية كي لا تتمادى في مسايرة المغامرات الخليجية- الأمريكية- الصهيونية، بالتورط في آتون صراعات تبدو في الظاهر طائفية، لكنها في الجوهر صراعات يتم تفجيرها لخدمة الإمبريالية الأمريكية وحلفائها والكيان الصهيوني وإطالة عمر نظم حكم تجاوزها العصر.

ان الوضع يستدعى تطوير وتعزيز العلاقات بين القوى الشعبية الوطنية والديمقراطية فى المنطقة العربية وبينها وبين الحركات المعادية للصهيونية والامبريالية وللعولمة الرأسمالية فى كل انحاء العالم لبناء جبهة عريضة فى مواجهة هذه السياسات ولدعم نضالات الشعوب ضد الاستعمار والطائفية والهيمنة.

حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
20/11/2017

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.