الرئيسية » أخبار » الجنوب لم يعد هادئاً 2 : تصاعد وتيرة إحتجاجات السودان و النظام يرد بالعصا والاعتقالات

الجنوب لم يعد هادئاً 2 : تصاعد وتيرة إحتجاجات السودان و النظام يرد بالعصا والاعتقالات

تقرير : يحيى الجعفري

أستمرت الإحتجاجات الرافضة للاجراءات التقشفية لحكومة البشير بالسودان ، على مدار الأسبوعين الماضيين  ،  و  أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق مظاهرات ضد الغلاء؛ نفذها المصلون عقب صلاة الجمعة فى أم درمان ووسط الخرطوم، وفقا لموقع “سودان تربيون”.   وشهدت الشوارع الفرعية  في تلك المدن ، عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات الأمنية التى اقتحمت العديد من المساجد و البيوت التى شهدت احتجاجات، بعد إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع عليها من الخارج !

وتتعامل الأجهزة الأمنية في السودان، منذ إندلاع الاحتجاجات – التي دعا لها الحزب الشيوعي السوداني–    بعنف مفرط  حيث تستخدم الغاز المسيل للدموع و  حملات القبض على النشطاء و زعماء التيارات السياسية  الداعية لهذه الفعاليات.

حيث نقلت وكالة أنباء france 24 خبراً عن إعتقال مراسلها ضمن عدداً من الصحفيين ما أكدته لجنة حماية الصحفيين في بيانها ،   الذي أصدرته أمس الخميس، بأن أجهزة الاستخبارات والأمن السوداني ألقت القبض على 7 صحفيين يومي 16 و17 يناير الجاري، خلال تغطيتهم للأحتجاجات في مدينة الخُرطوم. وبحسب شبكة الصحفيين السودانيين، فإن الصحفيين مجدي العجيب من صحيفة الوطن السوداني، وريشان عويشي من صحيفة مجهر السياسي، وامتنان الرادي من صحفية اليوم التالي، وأمل حباني أُلقي القبض عليهم يوم 16 يناير، وفي اليوم التالي ألقت السلطات القبض على شوقي عبدالعظيم، الصحفي في اليوم التالي، وخالد عبدالعزيز مُراسل وكالة رويترز في البلاد، وعبدالمنعم أبودريس مُراسل “أ ف ب”. وجميعهم ما يزالوا قيد الاعتقال.  ما يعد مخالفة واضحة وصريحة وجريمة أخرى تضاف لرصيد النظام السوداني

وفي سياق متصل ألقت قوات الأمن القبض على سكرتير عام الحزب الشيوعي  السوداني مختار الخطيب  وعدد من أعضاء الحزب وقياداته على خلفية  إعلان الحزب دعمه للهبة الشعبية الأخيرة  ، كما ألقت قوات الأمن القبض على زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي الأربعاء الماضي  بحسبا أفاد حزب المؤتمر السوداني، عبر صفحته على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”، بأن أجهزة الأمن ، قد ألقت القبض على المهدي في مدينة أم درمان، بالعاصمة السودانية الخرطوم ، أثناء مشاركته في الفعاليات الاحتجاجيةوأشار الحزب، إلى أن اعتقال “المهدي” تم خلال مسيرة خلاص الوطن التي دعت إليها قوى المعارضة السودانية، اليوم الجمعة تنديداً بالأوضاع الحالية .

وتعد تظاهرات الثلاثاء هي الأكبر في الخرطوم، منذ تظاهرات جرت في وقت سابق من الشهر الجاري، في مناطق من السودان، بسبب ارتفاع أسعار الخبز. وقد شددت السلطات على أنها سوف تستخدم القوة في مواجهة أي احتجاجات.

تأتي تلك الإجراءات الاقتصادية على خلفية إنصياع نظام البشير لإملاءات صندوق النقد الدولي لرفع الدعم كجزءا من تدابير التقشف التي اتخذها السودان لمواجهة أزمة ديونه   والتي  ينصاع فيها لإملاءات صندوق النقد الدولي لمواجهة ارتفاع نسبة التضخم  إلى نحو 25 % علاوة على النقص الحاد في العملة الصعبة الذي أثر على حركة الاستيراد.  ما أجبرها أن ترفع الدعم على المحروقات وعلى الحبوب والذي ولد بالضرورة إرتفاعاً في سعر الوقود في 2016 تلته موجة إحتجاجات مشابهة ، و أخيراً موجة الاحتجاج الأخيرة على خلفية رفع سعر الخبز بنسبة 50 %.

يذكر أن  نظام البشير سعى في موازنته الحالية إلى خفض معدل التضخم إلى 19,5% هذا العام مقارنة بــ 34,6% العام 2017. وأعلنت وزارة المالية السودانية خفض قيمة الجنيه السودانى إلى 18 جنيها للدولار الأمريكى الواحد مقارنة ب 6,9 جنيهات فى السابق. متوقعة  أن يبلغ حجم الدين الخارجي 54.1 مليار دولار في عام 2017 و56.5 مليار دولار في عام 2018 وفق لما جاء في تقرير لصندوق النقد الدولي في ديسمبر ، ما أنعكس بالضرورة كما سلف الذكر على حركة البيع والشراء في ظل حركة سوق منفلت لم يؤمن لا الوقود ولا الحبوب للمواطن البسيط

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.