بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
كشف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة “WFP” أن نصف سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، أي ما يقرب من 5ر2 مليون شخص يعانون الجوع.
وقال نائب مدير مكتب البرنامج في جمهورية أفريقيا الوسطى، جاي أدوا، الذي كشف عن تلك الحقائق الصادمة في بيان نشر في أعقاب إجراء المؤسسة لتقييم عام للأمن الغذائي، “إن ثلاثة أعوام من الأزمة تسببت في سحب أعداد هائلة من شعب جمهورية أفريقيا الوسطى إلى دائرة الجوع”.
ولفت إلى أن “عائلات كثيرة أرغمت على بيع ممتلكاتها، وإخراج أبنائهم من المدارس، واللجوء أحياناً إلى التسول بعدما نفدت كل سبل المعيشة بالنسبة لهم وأصبحوا لا يملكون شيئا من حطام الدنيا”.
ويشير البيان إلى أن واحدا من بين كل 6 نساء أو رجال أو أطفال يعانون نقصا شديدا في الغذاء، ويفتقرون بصورة مزمنة للأمن الغذائي، بينما هناك أكثر من واحد بين كل ثلاثة لديهم أمن غذائي متوسط الدرجة، أي أنهم لا يعرفون إن كانوا سيتناولون وجبتهم التالية أم لا.
وأطلق برنامج الغذاء تحذيرا مدوياً، معرباً عن مخاوفه حيال الوضع الحرج الذي بلغته الأوضاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، مؤكدا أن الناس لا يعانون نقصا في الغذاء فحسب بل إنهم يرغمون على تناول أغذية رخيصة، تفتقر للقيم الغذائية والتي لا تلبي احتياجاتهم الغذائية”.
وعلى مدار السنوات الثلاثة الأخيرة، تعافت جمهورية أفريقيا الوسطى تدريجياً من معارك طائفية عانتها البلاد بين حركات متمردة وهجمات بربرية متناثرة شنتها جماعات مسلحة.
وأظهر التقييم الخاص بالوضع الغذائي في جمهورية أفريقيا الوسطى لعام 2014/ 2015 أن محصول البلاد كان هزيلا وبقيت أسعار الغذاء مرتفعة، بينما غاب المزارعون عن أراضيهم خشية التعرض لهجمات من المتمردين، كما أجبر مئات الآلاف من المواطنين على الهروب من بيوتهم ومدنهم ما تسبب في هجرهم لأراضيهم وثروتهم الحيوانية.
وأوصى برنامج الغذاء العالمي في تقريره بضرورة مواصلة المساعدات الغذائية العاجلة لجمهورية أفريقيا الوسطى، لاسيما للعائلات التي أرغمت على الرحيل من ديارها بسبب الاشتباكات المسلحة، والعائلات العائدة إلى منازلها، وتقديم المساعدة الفنية للمزارعين لإعاناتهم على استئناف نشاطهم مجددا، وإيجاد شبكات أمان من خلال برامج اجتماعية مثل برنامج الوجبات المدرسية، وتقديم المساعدة لإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية من خلال برامج وأنشطة مبادلة الغذاء بالأصول.
