Site icon بوابة التحالف الإخبارية

المناضل سمير ريانة يحلل نتائج الانتخابات البلدية في تونس الخضراء

سمير بن ريانة "صورة أرشيفية ، الإنتخابات البلدية بتونس

” المستقلون يتصدرون ، اليسار يتراجع ، نداء تونس يتحلل ، النهضة و الإسلاميون يتوغلون”

التحالف يستكمل حواره مع المناضل سمير ريانة حول اول إنتخابات بلدية في تونس عقب الربيع العربي

حاوره : يحيي الجعفري

أسفرت نتائج الانتخابات البلدية في تونس عن تصدر القوائم المستقلة للأصوات، حيث حصلت على 32,9% متقدمة على حركة “النهضة” التي احتلت المركز الثاني بـ29,6%، في حين حل حزب “نداء تونس” في المرتبة الثالثة بـ22,7% من الأصوات. كما أسفرت عن نجاح مرشحة “النهضة” سعاد عبد الرحيم، وتغلبها على مرشح “نداء تونس” كمال إيدير.

وفي ضوء هذه النتائج تسكمل بوابة التحالف حوارها مع المناضل اليساري سمير بن ريانة  حول تحليله لنتائج الانتخابات البلدية و عن انعكاسات ذلك على المشهد السياسي بتونس الخضراء . وما الذي يتوقعه لتونس في انتخابات 2019 الرئاسية  .

كتقييم عام لهذه الانتخابات فقد  مكنت الائتلاف الحاكم نداء/نهضة من السيطرة على المحليات بعد أن تمكن من الهيمنة على المركز، كما حسمت تلك الانتخابات الاستحقاق الرئاسي لسنة ٢٠١٩ لمرشح النداء بدعم من النهضة ، فالنهضة  لن تقدم مرشحا للرئاسة و هو خيار مدروس في ظل توازن اقليمي و دولي في غير صالحها..المهم بالنسبة لها مواصلة تكتيك التدافع الاجتماعي و مشروع اخونة المجتمع التونسي لبلوغ التمكين.

بالفعل كانت التشكيلات اليسارية ذات محصلة  ضعيفة إذ فقدت ثلثي قاعدتها الانتخابية مقارنة باستحقاقات ٢٠١٤ للاعتبارات السابق ذكرها ، و التحالفات التي صاغتها لا تمكنها من أن تكون ذات تاثير في المجالس البلدية، بل إن الجبهة الشعبية قد تحالفت مع النهضة في مسقط رأس الزعيم اليساري الكبير حمزة الهمامي و في مدن اخرى شمالاً و جنوباً و كان التحالف يستند إلى المعطيات القبلية و العشائرية و ليس حتى  الى البرامج المحلية  ،نخلص من هنا هو تمكن القوائم المستقلة من الفوز بمجالس محلية هامة و هناك أفق تحالف مدني مع التيارات و الأحزاب الديمقراطية لتسيير الشأن المحلي و ربما خوض الاستحقاق الرئاسي لسنة ٢٠١٩. أما عن المشروع اليساري أو بناء الحزب اليساري الكبير ما زال بعيد المنال إذا لم يغير من خطابه و اسلوب تنظمه و حقق النقلة من الأيديولوجي الى السياسي ..لذلك فلا أظن أن له تأثير سيذكر عام ٢٠١٩ حيث الاستحقاق الرئيسي.

يكاد يكون حزب النهضة هو الوحيد الذي أستعد منذ سنوات للاستحقاق المحلي و ملفاته جاهزة و لكن ما يخشى هو جعل مدينة سوسة مدينة الأثرياء و قبلة للعثمانيين و القطريين بعد أن كانت مدينة جامعة و دامجة للكل..و حماية مصالح الأقلية المحلية و تغيير المعمار الفريد و المتميز لرئة سوسة و هي المدينة العتيقة التي مرت عليها أكثر من ٧ الاف من السنوات و ١٢ حضارة و حصرها في البعد العربي الاسلامي.

الحزب الذي يعيد إنتاج النظام القديم و يحمي مصالح الفاسدين هو في طريقه إلى التحلل ، و تحرص النهضة على بقاءه واجهة لها حتى تحكم بدون أن تكون في الحكومة.

إعطاء سلطات واسعة للمحليات هي احدى العشر اصلاحات التي أوصى بها البنك الدولي لاسناد الانتقال الاقتصادي في تونس…لكن الأزمة السياسية و أزمة الحكم باتت تهدد السلم الاجتماعي في غياب رؤية و أفق سياسي

الانتقال من مجالس بلدية تخضع لاشراف السلطة التنفيذية إلى مجالس بلدية سيدة قرارها ، لن يمر دون مشاكل ذات صبغة اجرائية و هيكلية و تحت اشراف فاعلين سياسيين فاشلين و فاسدين ..إلا أن الأمل قائم نظراً لمجتمع مدني نشيط سيشكل في اعتقادي سلطة رقابة لمنع أي أنزلاق أو إنحراف أو تهديد للديمقراطية و لوحدة البلاد.

Exit mobile version