الرئيسية » مقالات » بوابة «التحالف» تعيد نشر مقال «خلق الأعداء» للكاتبة كريمة كمال

بوابة «التحالف» تعيد نشر مقال «خلق الأعداء» للكاتبة كريمة كمال

في مقال بعنوان “خلق الأعداء”؛ استعرضت الكاتبة الدكتورة كريمة كمال، نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي للحقوق والحريات، دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنشر “فوبيا تثبيت الدولة”، وقمع النظام لأي معارضة على أرض الكنانة، وجمعه بين الإرهابين والمعارضين الشباب في نفس الخندق. وانطلاقا من اتفاق موقف الكاتبة مع موقف حزب “التحالف الاشتراكي” من نفس الأزمة، “بوابة التحالف” تؤكد تضامن الحزب مع الزميل إسلام مرعي، وكل شباب ٢٥ يناير، وتعيد نشر المقال على صفحاتها.

وإلى نص المقال:

كان لافتاً لى أن يركز الرئيس عبدالفتاح السيسى على «فوبيا إسقاط الدولة» وضرورة نشر «فوبيا تثبيت الدولة»، واللافت أكثر لى أن تقوم الهيئة الوطنية للصحافة بعقد اجتماع مباشرة بعد كلام الرئيس مع رؤساء تحرير الصحف القومية من أجل تنفيذ التكليفات.. اللافت حقاً أن «الفوبيا» هى فى الأصل مرض؛ فهل نسعى لنصبح مجتمعاً مريضاً بالخوف، مريضاً بمواجهة هذا الخوف؟!.. مصر تواجه تحديات صعبة نعم.. مصر تواجه إرهاباً فى الداخل مدعوماً من الخارج نعم.

لكن هل تتم مواجهة هذا بمجتمع يتم نشر الخوف فيه أم بمجتمع يتم تحديد العدو فيه، ومواجهة هذا العدو بتوحيد هذا المجتمع فى مواجهة هذا العدو وحده؛ لأنه هو العدو الحقيقى؟! بينما يتم التوقف عن مخطط تقسيم مصر باستهداف جزء منها بشكل أمنى من اعتقالات وحبس احتياطى يمتد لسنوات، سواء كان هذا الاستهداف يتم فى مواجهة الشباب الفاعل سياسياً أو حتى مَنْ كان فاعلاً سياسياً، أو فى مواجهة شباب الأحزاب لمجرد الاختلاف حول القضايا السياسية، بين ما تتبناه السلطة وما تتبناه هذه الأحزاب من مواقف.. نعم هناك تحدٍّ حقيقى وصعب لا يواجَه إلا بتوحيد الجبهة الداخلية، وهذا الاستهداف يقسم هذه الجبهة ولا يوحِّدها.

علينا أن نعى أننا صار لدينا مثلاً شبابان: شباب مؤتمرات الشباب الذين يلتقى بهم الرئيس والشباب الذين إما ينتمون لـ«يناير»، وقد تم استهدافهم، وكثيرٌ منهم فى السجون، وشباب الأحزاب السياسية المدنية الذين يشعرون بأن المجال السياسى مغلق أمامهم إلى حد أن يصل الأمر إلى حبسهم على ذمة قضايا لمجرد اختلاف أحزابهم فى المواقف السياسية مع السلطة السياسية، فهل يصنع هذا جبهة داخلية موحدة وقوية أم أنه يقسم هذه الجبهة ويضعفها؟ هل من صالح مصر، بل هل من صالح السلطة السياسية، أن يوضع شباب الأحزاب فى نفس موقف المتهمين بالتفجير والقتل ممن ينتمون للجماعات الإرهابية؟، بل أمام نفس المحاكم التى يحاكم أمامها هؤلاء الأخيرون لمجرد أن هذه الأحزاب تبنت مصرية تيران وصنافير؟ الأمثلة كثيرة وعديدة، لكننى سأكتفى هنا بمثال واحد فقط دال جداً على ما يجرى، وهو القبض على أمين التنظيم فى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى «إسلام مرعى» من بيته، وتوجيه عدة اتهامات له، منها الانتماء لجماعة الإخوان، وهو أمين تنظيم حزب رسمى معلن، له نواب فى البرلمان الحالى، وتمت الإحالة بعد عدة قرارات بمد الحبس إلى محكمة الجنايات (دوائر الإرهاب)، وإن كانت الإحالة لم تتضمن الانتماء إلى الإخوان، إلا أنها تضمنت اتهامه بتمويل الإرهاب لمجرد وجود مبلغ ثمانية عشر ألف جنيه فى منزله.. فهل هذا مبلغ يمول إرهاباً؟.

هل أمين تنظيم حزب معروف باتجاهه السياسى الديمقراطى الاجتماعى يمكن أن يموِّل الإرهاب أو يقف فى نفس الخندق معه؟، فلماذا تضعونه معه وكأنما هناك سعى حثيث لتقسيم مصر؟، شباب المؤتمرات من ناحية وشباب الأحزاب والقوى السياسية وشباب يناير، وكل من يمكن أن ينتمى إليهم ممن يتم استهدافهم فى الناحية الأخرى.

بوضوح وصراحة، من دافع عن مصرية تيران وصنافير دافع عنها من منطلق وطنى بحت وإن اختلف مع السلطة السياسية القائمة، واستهدافه لا يفعل شيئاً سوى تفتيت الجبهة الداخلية وخلق عدو آخر لا ينتمى للأعداء فى حقيقة الأمر، لكنه ينتمى للوطنيين الذين يختلفون مع السلطة حول موقف محدد.

نشر فوبيا إسقاط الدولة يخلق دولة ضعيفة وشعباً مسكوناً بالخوف، وتثبيت الدولة لا يأتى سوى بفتح المجال العام وإطلاق الحريات السياسية والحريات الإعلامية.. الشعب الواعى وحده هو القادر على تثبيت دولته لذا يجب التوقف فوراً عن تصفية الحسابات، سواء مع من انتصر لمصرية الجزيرتين أو من انتصار ليناير. دولة مازالت أجهزتها تصفى حساباتها مع جزء من شعبها لن تقوى على مواجهة عدوها بينما هى تخلق لنفسها أعداء فى الداخل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.