الرئيسية » اقتصاد » تشيلي : الحكومة رفعت اسعار تذاكر المترو فخرجت الملايين الي الشوارع

تشيلي : الحكومة رفعت اسعار تذاكر المترو فخرجت الملايين الي الشوارع

رفعوا اسعار تذاكر المترو فتفجرت مظاهرات الغضب

23 قتيل و أكثر من 7000 معتقل علي خلفية الاحتجاجات 

إيزابيل الليندي: إنه حقا غضب ويأس المواطنين الذين يشعرون أن النظام غير عادل”. “كل شيء تمت خصخصته- التعليم، الرعاية الصحية، النقل، المياه، الإضاءة، الكهرباء- كل شيء في أيد خاصة. هذا ما يجعل الناس غاضبين للغاية”.

أعرب رئيس فنزويلا ، نيكولاس مادورو ، مرة أخرى عن دعمه للاحتجاجات الشعبية فى تشيلى ، المستمرة منذ 21 يوما، ضد الرئيس التشيلى سيباستيان بينيرا، ومؤيدا لإنشاء جمعية تأسيسية لتغيير الوضع الحالى.

وقال الرئيس الفنزويلى أن هذه هى الفرصة لتلك الدولة فى أمريكا الجنوبية للاستيقاظ و “إذا استيقظت تشيلى ، فإن كل أمريكا اللاتينية تستيقظ”، وكان ذلك أثناء افتتاح المعرض الدولى الخامس عشر للكتاب فى فنزويلا (Filven) 2019 ، حسبما قالت قناة “تيلى سور” الفنزويلية.

وتابع مادورو: “التشيليين لن يتوقفوا حتى يحصلون على مطالبتهم ، وتشيلى تكتبت صفحات المجد فى التاريخ فى عام 2019 الجارى”.بالإضافة إلى ذلك ، شكك فى أن التعبئة لا تحظى بالأهمية التى تستحقها فى بعض وسائل الإعلام ، لذا كرر أن “هناك شبكات اجتماعية وهناك وسائل اعلام فنزويلية ، لكشف ما يحدث فى تشيلى”.

وفيما يتعلق بالمشهد السياسى الجديد للأرجنتين بعد انتخاب ألبرتو فرنانديز رئيسًا للبلاد ، أعرب مادورو عن أمله أن يستيقظ الشعب الأرجنتيني ويعود إلى السطح بقوة “.

من ناحية أخرى ، أكد رئيس فنزويلا مجددًا أنه على الرغم من الحصار التجارى والمالى الذى تفرضه الولايات المتحدة بشكل غير قانونى على بلده ، فقد عززت فنزويلا قناعتها بالحفاظ على السلام والديمقراطية والرخاء من أجل مستقبلها.

أعلن رئيس تشيلي سيباستيان بينييرا، الخميس، سلسلة من التدابير لتعزيز النظام العام في أعقاب 3 أسابيع من الاحتجاجات المنددة بالحكومة أسفرت عن سقوط 20 قتيلا، والحزمة التشريعية الهادفة إلى وضع حد للمظاهرات العنيفة وأعمال النهب تشمل تدابير تمنع المتظاهرين من ارتداء قبعات تخفي الوجه وإحراق عوائق، وتعزز الحماية للشرطة.

وقال بينييرا الذي يرفض الدعوات للاستقالة “نحن على قناعة بأن هذه الأجندة تمثل وتشمل إسهاما كبيرا ومهما في تحسين قدرتنا على حماية النظام العام”، موضحا أنه سيتم تأسيس فريق خاص لمحاكمة المخالفين، وفي المدى البعيد سيتم تعزيز آلية جمع الاستخبارات.

ويأتي إعلان بينييرا بعد أن امتدت المظاهرات يوم الأربعاء إلى الأحياء الأكثر ثراء في سنتياجو للمرة الأولى منذ اندلاعها. والاضطرابات التي بدأت في 18 أكتوبر الماضي باحتجاجات على رفع رسوم النقل وعلى تدابير تقشف أخرى، تصاعدت لتشمل عمليات حرق ونهب وصدامات يومية بين المحتجين والشرطة.

وقالت الشرطة الخميس إن قرابة 10 آلاف شخص اعتقلوا خلال الاضطرابات، أفرج عن غالبيتهم بعد وقت قصير على توقيفهم. والأسبوع الماضي أجرى الرئيس المحافظ تعديلا حكوميا وأعلن عن سلسلة تدابير تهدف إلى تهدئة المحتجين، بينها قانون يضمن حدا أعلى للرواتب من 467 دولار، غير أن المحتجين استمروا في المطالبة باستقالة الملياردير اليميني.

وقال بينييرا في مقابلة مع “بي بي سي” البريطانية، الثلاثاء الماضي، إنه لن يستقيل بسبب الاحتجاجات، معتبرا أن المشكلات الاجتماعية في تشيلي “تراكمت في السنوات الثلاثين الماضية”، مضيفا أنه دعا الى اجتماع لمجلس الأمن القومي بعد ظهر الخميس لمناقشة الأزمة المستمرة.

خفّضت وزارة المالية توقعاتها لنمو الاقتصاد إلى 1.8% – 2.2% بعدما كانت 2.4% – 2.9%

كتب الخبير الاقتصادي عبد العظيم الأموي في الاندبندنت العربية ” 400 مليون دولار هي قيمة الأضرار في شبكة المترو حسب تصريح المؤسسة بسانتياغو، بينما تبلغ خسارة الاقتصاد التشيلي مليار دولار بسبب الاحتجاجات العنيفة التي تضرب البلاد، وتدخل أسبوعها الرابع، وأسفرت عن وفاة 23 شخصاً واعتقال أكثر من 7000 (حسب تقديرات الإعلام المحلي). ونتيجة لهذه التطورات خفّضت وزارة المالية توقعاتها لنمو الاقتصاد هذا العام 2019 إلى المدى بين 1.8% – 2.2% مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت 2.4% – 2.9%.”.

في السابع من أكتوبر 2019 انطلقت احتجاجات طلابية داخل محطات مترو الأنفاق بالعاصمة التشيلية سانتياغو، سبقتها موجة احتجاج شعبي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، تصاعدت الاحتجاجات بعد زيادة تعريفة المترو، وسرعان ما تحوّل هذا الرفض إلى موجة احتجاج شعبي، فرضت السلطات حالة الطوارئ في 19 أكتوبر 2019، ونزل الجيش إلى الشوارع بأعداد كبيرة للمرة الأولى خلال 30 عاماً في محاولة لاحتواء الأوضاع.

تعتبر شبكة المترو بتشيلي الأضخم في أميركا الجنوبية، يبلغ طولها 140 كيلومتراً، يستقلها ثلاثة ملايين راكب يومياً، وأعلنت السلطات زيادة في أسعار تذاكر المترو بـ3.75% بزيادة بلغت 30 بيزو، تعادل (4 سنتات أميركية)، لم تتوقف الاحتجاجات على الرغم من تعليق الزيادات، بل توسّعت دائرة المطالب، وارتفع سقفها لتشمل كل القضايا المتعلقة بتكلفة المعيشة، وفشل الرئيس التشيلي الملياردير سيباستيان بينيرا في نزع فتيل الأزمة رغم حزمة الإجراءات الاجتماعية التي أعلنها بزيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة معاشات التقاعد.

الجذور الاقتصادية للأزمة الحالية في تشيلي

تعتبر تشيلي من أعلى دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من حيث عدم التكافؤ وارتفاع التفاوت الاجتماعي في المجتمع، الحد الأدنى للأجور هو 413 دولاراً، 1% يتملكون 33% من ثروات البلاد، النقاش حول عدم عدالة توزيع الثروة في تشيلي مستمر منذ عقود، أيضاً تصنف تقارير الأبحاث العاصمة التشيلية سانتياغو في مصاف المدن ذات تكاليف المعيشة المرتفعة مثلها مثل برلين وملبورن، في دراسة شملت قياس قدرة الأسر في الوفاء بالتزاماتها المعيشية خلال الفترة بين 1995 – 2016 أعدتها مؤسسة ”لاتينو براميتر” وجدت أن 48% من الأسر يواجهون بعض المصاعب في تغطية نفقاتهم، بالنسبة لذوي الدخل المحدود تشكل تكلفة المواصلات 14% من إجمالي الدخل، هذا يفسر لماذا كانت زيادة تكلفة تذاكر المترو هي شرارة الاحتجاجات، في المقابل ينفق ذوو الدخل المنخفض العاصمة الأرجنتينية 4% من دخلهم على المواصلات، مؤخراً ارتفعت أسعار المواصلات في تشيلي بـ100% مقارنة بالأسعار في 2007.

وقد لقي ما لا يقل عن 18 شخصا مصرعهم وأصيب آلاف خلال أسبوعين من الشغب والاحتجاجات والسلب والنهب. وبدأت الاحتجاجات تعبيرا عن الغضب من ارتفاع رسوم وسائل النقل العام لكنها اتسعت لتشمل الاستياء من ضعف معاشات التقاعد وعلو أسعار خدمات المرافق ورسوم الطرق وتردي الخدمات العامة كالصحة والتعليم.

وأعلن بنيرا حالة الطوارئ ونشر الجيش في الشوارع وقال للشعب ”نحن في حرب مع عدو قوي“. وفي الأسبوع الماضي، أقال ثمانية وزراء بينهم وزيرا الداخلية والمالية وأعلن خطة اجتماعية جديدة شملت رفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات.

واستمرت الاحتجاجات في تشيلي بقدر أقل من العنف واستمرت المطالبات بتنحي بنيرا.اعتبر رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا أن بلاده تخوض “حربا ضد عدو قوي”، وذلك في معرض تعليقه على أعمال الشغب التي تهز منذ ثلاثة أيام العاصمة سانتياغو وعدة مدن أخرى، وأوقعت سبعة قتلى على الأقل.

قالت إيزابيل الليندي، أشهر كاتبة تشيلية على المستوى الدولي، إنه من “الوحشي” مشاهدة الاحتجاجات العنيفة وأعمال الشغب التي اندلعت في وطنها.وقالت الليندي (77 عاما) في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، نُشرت الجمعة: “الشباب الذين يحتجون في الشوارع لم يولدوا وقت الانقلاب العسكري. كبار السن مثلي الذين عاشوا في ذلك الوقت يعرفون ماذا يعني الأمر عندما يكون الجنود في الشارع”.

وقالت الليندي: “أعتقد أن القوة الهائلة التي يحتج بها الناس حاليا في تشيلي ليست أيديولوجية أو سياسية أو مدفوعة من قيادات. إنه حقا غضب ويأس المواطنين الذين يشعرون أن النظام غير عادل”.وأضافت الليندي: “كل شيء تمت خصخصته- التعليم، الرعاية الصحية، النقل، المياه، الإضاءة، الكهرباء- كل شيء في أيد خاصة. هذا ما يجعل الناس غاضبين للغاية”.

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.