الرئيسية » مقالات » عن اقتصاد الفساد والتبعية: أحمد عز ومناخ التفاؤل

عن اقتصاد الفساد والتبعية: أحمد عز ومناخ التفاؤل

استمرار سياسات مبارك من استبداد وفساد وتبعية ( 1 )

نشرت جريدة ” المصري اليوم” يوم 27 سبتمبر 2016 مقال للمهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل ورئيس لجنة الخطة والموازنة في عهد المخلوع.وقد تقدم المقال مداخلة من رئيس التحرير يؤكد فيها علي خبرات أحمد عز الاقتصادية وأهمية ما يكتبه.فقال  ” ورأيت أنه يجب إبرازه على صفحات «المصرى اليوم» لتحيزنا لكل الأفكار البناءة بعيداً عن أى تصنيف سياسى أو حزبى لصاحبها”.

وهكذا يؤكد رئيس التحرير أهمية أفكار عز لبناء دولة السيسي التي هي إمتداد لدولة مبارك بكل سياسياته وانحيازته الاقتصادية والاجتماعية.ويهاجم عز التشاؤم الذي يشاع عن الأزمة الاقتصادية ويري أن الوضع يدعو للتفاؤل.وهذا مؤكد لأن طبقة الرأسمالية الفاسدة التابعة والتي يمثلها أحمد عز تجد الوضع الاقتصادي الحالي وضع مثالي لمضاعفة ثرواتها.

أعلنت مجلة “فوربس” ، قائمتها السنوية لمليارديرات العالم، تضمنت القائمة ثمانية مصريين كان مجموع ثرواتهم 13 مليار دولار في عام 2010، ليصل إلى 23.4 مليار دولار في قائمة عام 2015، بزيادة معدلها 80% منذ اندلاع ثورة 25 يناير.( بوابة القاهرة 15-  مايو 2015).وطبعا دول مفيش معاهم فكة!!!.

عندما سمي المصريين الملايين بالأرانب كان معهم حق لسرعة توالدها. بل أنه في عز سنوات الأزمة التي يعيشها الشعب المصري بطبقاته الكادحة  تنمو ثروات رجال الأعمال من أمثال أحمد عز. فقد أصدرت منظمة أوكسفام العالمية يناير 2016 تقريرا عن تفاوت الثروات وكشف التقرير الذي جاء مواكبا للمنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس، ونشره موقع المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية عن أن ثروة أغنى عشرة أفراد في مصر زادت من 20 مليار دولار إلى 22,7 مليار دولار، بنسبة تبلغ 13,6% بين عام 2014 و2015.       ( البداية – 3 فبراير 2016 ) . يعني خلال سنة واحدة طيب دفعوا منها ضرايب كام وصبحوا علي مصر بكام؟!!!

إن طبقة الرأسمالية التي يعبر عنها عز وسياسات النظام الاقتصادية هي التي أفرزت أسامة فتحي رباح الشريف أحد رجال الأعمال المصريين الذي أستأجر جزيرة سانتوريني اليونانية لإقامة حفل زفافه الذي تكلف أكثر من مليون دولار وكانت الطائرات تنقل المعازيم لحضور الفرح وإعادتهم بينما مئات المصريين يقضون حتفهم في مراكب الموت هرباً من الجنة المصرية الرأسمالية.هذه هي الطبقة التي يمثلها عز وطبقته.

لكن إذا أردنا معرفة حقيقة النظام الحالي فأعود إلي مقال د. محمد حسين أبوالحسن المنشور بالأهرام يوم 13 أغسطس 2016 بعنوان ” الحيتان.. والأزمة الاقتصادية” والذي كتب فيه :

” اليوم تقف مصر فى مفترق طرق عسير، تجنى الثمار المريرة لشجرة محرمة، تمد يدها لتشرب من كأس «صندوق النقد الدولى» حامى حماة «النيوليبرالية»، للحصول على 21 مليار دولار قروضا، خلال السنوات الثلاث المقبلة، 12 مليارا من الصندوق، و9 مليارات من مؤسسات دولية أخرى والأسواق المالية، خيارات الحكومة تبدو محدودة، ستكمل الدرب إلى نهايته، برغم ما يصاحب القروض من شروط قاسية”. ويقول ” على الحكومة الإنصات إلى تحذير عالم الاقتصاد الأمريكى «ثورنستاين فبلن» من «العمل لمصالح رجال الأعمال، وتصوير هذه المصالح على أنها مصالح الأمة»، نصيحة تعنى ضرورة التوقف عن رفع «الراية البيضا» أمام الحيتان المحليين والأجانب، الذين يرون الوطن بقرة حلوبا، ينبغى امتصاص خيراتها رشفة واحدة، وتمنحهم الأحوال الصعبة الثقة والعزيمة للاستحواذ على مولدات الثروة – بالطبع أكثرية رجال الأعمال شرفاء- المطلوب أيضا أن تتوزع أعباء الإصلاح بإنصاف على الجميع، فى بلد يقع نصف سكانه تحت وطأة الفقر وتتراجع طبقته الوسطى على نحو مأساوى، ومن ثم تبرز الحاجة إلى صياغة الأولويات وفق مصلحة المجتمع ككل لا فئة بعينها، واستعادة استقلال القرار الوطنى، ووقف التشوهات وحالة «اللامساواة»،1% يحصلون ربع الدخل المصرى و10% على 50% منه، الفقراء رأسمال ميت ينبغى إحياؤه، وقرارات حكومة شريف إسماعيل، ليست سوى أنبوب يمنح الاقتصاد التنفس تحت سطح الأزمة، وتتطلب تغييرات جوهرية، دون ذلك ستكون الفاتورة باهظة على المحروسة وانجرافا فى الهوية الوطنية”. هكذا كان التحذير ولكن ما من مستمع أو مجيب حتي خرج علينا أحمد عز بؤريته التفاؤلية.

أما الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التابع للدولة والذي يرأسه اللواء أبو بكر الجندي فقد نشر منذ أسابيع النتائج الأولية لبحث ” الدخل والانفاق والاستهلاك” وجاء فيه :

– 28.2% من سكان ريف الوجه القبلي يقل إنفاقهم السنوي علي 4000 جنيه أي 333 جنيه شهريا.

– ارتفع الإنفاق علي التعليم والصحة والنقل .

– إن 27.8% من سكان مصر تحت خط الفقر، ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم من الغذاء وغيره.

– تركز معدلات الفقر فى الصعيد، حيث توجد أفقر محافظتين فى مصر وهما سوهاج وأسيوط وتبلغ نسب الفقر بهما 66% من السكان، كما أن 57% من سكان ريف الوجه القبلى فقراء مقابل 19.7% بريف الوجه البحرى، وتأتى محافظة قنا فى المرتبة الثالثة من حيث المحافظات الأكثر فقراً بنسبة 58%.

– إن نسبة الفقراء بحضر وجه قبلى بلغت 27.4% وتقل إلى 9.7% فى حضر الوجه البحرى، مشيراً إلى أن 15% من سكان المحافظات الحضرية فقراء.

–  يستحوذ أغنى 10% من المصريين على 25% من الإنفاق، بينما يساهم أفقر 10% من السكان بـ 4.2% من إجمالى الإنفاق على مستوى الجمهورية.وبما يعكس خلل توزيع الدخل وغياب العدالة الاجتماعية.

هذه بعض نتائج بحث الجهاز المركزي ، لذلك قال الدكتور صلاح هاشم أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم، والأمين العام للإتحاد المصري للتنمية والحماية الإجتماعية، إن الحكومة عند رفعها الأسعار تنسى أنها قد ارتفعت من قبل، مشيرًا إلى أن الدراسات تثبت أن الاسعار ارتفعت بنسبة 100% إلى 250% منذ الثورة، بسبب اغلاق المصانع وأزمة الدولار مع ثبات الأجور وتزايد البطالة، مشيرً إلى تآكل الأجور الحالية نظرا لارتفاع الاسعار.         ( البداية – 28 مايو 2016)

لذلك إذا كان عز يحدثنا بالأرقام فنحن ايضا نرد عليه بالارقام الحكومية والتقارير الرسمية لنوضح ان مصر ليست مجتمع واحد ولكنها طبقات 10% منها يستحوذون علي معظم الدخل و 90% يناضلون من أجل الحياة ومنهم 28% تحت خط الفقر لا يستطيعون تدبير احتياجاتهم الاساسية.

إن مقال المهندس أحمد عز ملئ بالموضوعات التي تحتاج للرد.ولكي لا يطول الموضوع أكثر من اللازم فتصعب قرأته.مضطر إلي التوقف عند مداخل عز وأستكمل الرد علي المقال إلي أجزاء تالية .فتابعونا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.