الرئيسية » عربي ودولي » ماذا يحدث في السودان؟
ماذا يحدث في السودان
ماذا يحدث في السودان

ماذا يحدث في السودان؟

يشهد السودان تظاهرات منذ نحو أربعة أشهر أفضت إلى الإطاحة الأسبوع الماضي بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد بقبضة من حديد 30 عاما.

لكن آلاف المتظاهرين يواصلون اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم منذ 6 أبريل.

في مستهل حركتهم طالب المعتصمون الجيش بدعم مطلبهم إسقاط البشير. ومنذ الإطاحة به يطالبون المجلس العسكري الجديد بتحقيق مطالب “ثورتهم”.

 

فيما يلي لائحة بالمطالب الرئيسية التي يصر تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير” على تلبيتها قبل فض الاعتصام:

– نقل فوري للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية تتولى الحكم لاربع سنوات ويلي ذلك انتخابات.

– حل حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير ومحاكمة كبار قادته وكذلك الرئيس المعزول.

– مصادرة ممتلكات حزب المؤتمر الوطني.

– إعادة العمل بدستور 2005 الذي علّقه المجلس العسكري بعد وقت قصير على إسقاط البشير.

– الإفراج عن جميع المتظاهرين المعتقلين وكذلك عناصر الجيش والشرطة المعتقلين لرفضهم إطلاق النار على المحتجين.

– إنهاء حالة الطوارئ التي فرضها البشير في 22 فبراير.

 

وقدم تحالف الحرية والتغيير تلك المطالب إلى المجلس العسكري لكنه يقول إن المفاوضات لم تبدأ بعد.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي يضم أساتذة ومهندسين وأطباء، والذي قاد التظاهرات في البدء، المتظاهرين إلى مواصلة اعتصامهم “حتى تحقيق مطالب الثورة”.

وتعهد رئيس المجلس العسكري الفريق الركن عبد الفتاح البرهان “باجتثاث” نظام البشير ورموزه.

وأعلن المجلس العسكري “التحفظ” على الرئيس المخلوع دون كشف أي تفاصيل عن مكان وجوده وكبار قادة النظام.

لكنه قال إنه لن يقوم بتسليم البشير إلى الخارج. والرئيس المخلوع مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” وجرائم ضد الإنسانية” في دارفور. فيما ينفي البشير التهم.

 

المعارضة توحد نفسها وتملي مطالبها

من جانبها، تمكنت المعارضة السودانية أخيرا من إملاء مطالبها على السلطة، وبعد كثير من الانقسامات والاختلافات التي أضعفتها على مدار ثلاثة عقود أمام حكم عمر البشير تشّكلت كتلة قوية من ثلاثة أطراف واستطاعت أن تطيح برأس الدولة.

وأدى إسقاط البشير، إلى تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لمدة عامين.

وكان هذا البلد العربي يشهد وجود نحو 100 حزب سياسي بين معارض وموال لحكومة البشير، لكن لم يكن أيا منهم المحرك الرئيسي للشارع.

وفي حوار هاتفي من الخرطوم، شرح الكاتب الصحافي المخضرم محجوب محمد صالح لوكالة فرانس برس خريطة المعارضة السودانية وموقفها الحالي بشقيها السياسي والمسلّح.

يقول صالح، والملقب بـ “عميد الصحافة السودانية” إن المعارضة في السودان الان يمكن اختصارها في “قوى نداء السودان وقوى الإجماع الوطني وقبلهم تجمع المهنيين والذي يضم العدد الأكبر”.

وأوضح أن “نداء السودان”، والتي تأسست في باريس، تضم حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وحزب المؤتمر السوداني وعددا من الأحزاب الصغيرة إلى جانب الحركات المسلحة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وكانت الاحتجاجات الأخيرة هي بوابة عودة المهدي، المعارض المثقف، إلى البلاد، بعد غياب استمر عاماً.

والمهدي كان رئيساً للحكومة عام 1989 حين أزاحه عن السلطة انقلاب البشير.

أما قوى الإجماع الوطني، وفقا لصالح، فتضم الحزب الشيوعي السوداني والحزب البعثي وهي أحزاب “أكثر راديكالية عن الآخرين”.

أما تجمع المهنيين فهو مجموعات غالبيتها من الشباب تضم أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين وغيرهم دون قيادة سياسية، نظمت تظاهرات ضد نظام البشير بدأت في 19 ديسمبر الماضي حتى قامت باطاحته من الحكم الاسبوع الماضي.

والأحد دعا التجمع المجلس العسكري الانتقالي الى “الشروع فوراً بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية متوافق عليها عبر قوى الحرية والتغيير ومحمية بالقوات المسلّحة السودانية”.

وحضّ المتظاهرين على مواصلة الاعتصام حتى “تحقيق أهداف الثورة بتنزيل الرؤى والتصورات الواردة بإعلان الحرية والتغيير”.

ويقول صالح إن تكتل المعارضة “قوى الحرية والتغيير” الذي يضم الثلاثة أطراف، كان الأقوى والأكثر استمرارية”.

“أربعة أشهر ولم يتردد الأفراد في التضحية بأنفسهم في الشارع”، من أجل تحقيق المطالب، كما يضيف.

وقتل ما يزيد عن 30 شخصا في السودان منذ بدء الاحتجاجات، نتيجة الاشتباكات مع قوات الأمن.

وكانت قوى الحرية والتغيير بقيادة التجمع طالبت أيضا “الحكومة الانتقالية المدنية بمحاكمة “البشير وقادة جهاز الأمن والمخابرات وحزب المؤتمر الوطني والوزراء في الحكومات المركزية والولائية ومدبري ومنفذي انقلاب 30 يونيو 1989”.

من جهته، بدأ المجلس العسكري في تنفيذ المطالب بدعوة الأحزاب السياسية لأن “يتّفقوا على شخصية مستقلة لرئاسة الوزارة والاتفاق على حكومة مدنية”.

كما أعلن مساء الأحد تعيين الفريق أبو بكر مصطفى رئيساً لجهاز المخابرات والأمن الوطني بعد استقالة رئيسه السابق صلاح جوش، وإعفاء رئيس بعثة السودان في واشنطن، وهو رئيس سابق لجهاز المخابرات والأمن.

ويقول صالح “كل مكونات المعارضة الآن متجهة لتوحيد الصف والقفز فوق الخلافات والتعلم من الخبرات السابقة في هذه المرحلة الاستثنائية”.

“لكن عندما تعود الأمور لطبيعتها (في الحياة السياسية) ستظهر وتتواجد الخلافات بين فصائل المعارضة بالتأكيد”، كما يضيف.

ويقول صالح إن “الإسلاميين لن يختفوا من الساحة ولكنهم لن يكونوا مؤثرين خصوصا مع انتهاء حزب المؤتمر الوطني”، والذي تطالب قوى الحرية والتغيير بحلّه والقبض على قياداته والتحقيق معهم.

وأوضح أنه كان هناك بعض حركات المعارضة للمؤتمر الوطني من المنطلق الإسلامي مثل حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يرأسه حسن الترابي وحركة الإصلاح الآن بقيادة غازي عتباني، “أعتقد أنه لن يتم اقصاؤهم من المشهد”.

وعن المعارضة بالخارج، يقول صالح إن “كل حركة معارضة في السودان لها تابعين في الخارج، ولكن المغتربين السودانيين قد يمثلون بشكل أكبر القوى البشرية التي يمكن اللجوء إليها في تشكيل حكومة مدنية”.

 

أبرز القيادات الأمنية في السودان وانتماءاتهم السياسية

وكان الضباط الذين عزلوا الرئيس السوداني عمر البشير بعد ثلاثة عقود في الحكم أعلنوا عن تشكيل مجلس عسكري يدير شؤون البلاد لفترة انتقالية تصل إلى عامين يليها إجراء انتخابات.

لكن الرجل الذي أعلن خلع البشير استقال من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد أن قضى يوما واحدا في المنصب.

وقال المجلس الجديد المؤلف من عشرة أعضاء، والذي يرأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، إن العملية الانتقالية قد تستمر أقل من عامين في حالة تجنب الفوضى ويتفاوض مع المحتجين بشأن تشكيل حكومة انتقالية.

ويضم المجلس العسكري الانتقالي كبار قادة الجيش وهم في الأساس قادة الأفرع المختلفة للقوات المسلحة إضافة إلى رئيس قوات الدعم السريع وهي قوة شبه عسكرية تابعة للجيش ومدير عام الشرطة السودانية وممثل عن جهاز المخابرات.

وقام البشير في فبراير بترقية بعض أعضاء المجلس الحاليين في إطار تغيرات معتادة في القوات المسلحة.

وفي فبراير أيضا قام البشير بترقية عوض بن عوف، الذي حل البرهان محله، ليصبح نائبا للرئيس وقت احتدام الاحتجاجات. ويعرف بن عوف بصلاته بالإسلاميين.

ماذا يحدث في السودان

ماذا يحدث في السودان

◄ نبذة موجزة عن كبار شخصيات المؤسسة الأمنية السودانية:

عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن

ولد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي عام 1960 في ولاية نهر النيل. وكان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية وثالث أكبر قائد عسكري في الجيش ولكن لا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة.

وكان قائد القوات البرية ليشرف بذلك على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن. ومنحه دوره في اليمن علاقات مع كبار القادة العسكريين في الخليج بمن فيهم في الإمارات والسعودية.

ومن غير الواضح إن كان للبرهان ميول إسلامية.

محمد حمدان دقلو

الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي هو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وثاني أقوى رجل في المجلس. وعينه البرهان ليحل محل كمال عبد المعروف الماحي.

ولد دقلو عام 1975 وهو رئيس قوات الدعم السريع وهي قوة شبه عسكرية انبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي عملت في دارفور بغرب السودان.

وتنفي الحكومة أن تكون قوات الدعم السريع ارتكبت أي مخالفات.

وشارك حميدتي مثل البرهان في الإشراف على القوات المسلحة السودانية التي تحارب في اليمن ولذلك لديه صلات قوية بالقيادات العسكرية في الإمارات والسعودية.

وكان حميدتي شخصية بارزة في دائرة حكم البشير لكن ميوله الإسلامية غير معروفة.

عمر زين العابدين

كان الفريق أول ركن عمر زين العابدين نائب رئيس التصنيع الحربي وقُدم على أنه رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري بقيادة بن عوف في أول مؤتمر صحفي للمجلس بعد الإطاحة بالبشير. ويبقى رئيسا للجنة السياسية في المجلس العسكري تحت قيادة البرهان وينظر إليه على نطاق واسع على أنه الخبير الاستراتيجي السياسي للمجلس.

ويعتقد على نطاق واسع أن له ميول إسلامية.

جلال الدين الشيخ

الفريق ركن جلال الدين الشيخ كان ضابطا في الجيش أعاده البشير من التقاعد وقام بترقيته إلى منصب نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في فبراير. وكان نائبا لصلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش الذي قدم استقالته من قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني يوم الجمعة.

وكان ينظر إلى قوش على أنه أقوى شخص في البلاد بعد البشير وحمله المحتجون مسؤولية قتل المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري.

ويُعتقد على نطاق واسع أن الشيخ له ميول إسلامية. وتخرج الشيخ في كلية عسكرية في نفس العام مع البرهان وزين العابدين وتربط الثلاثة علاقات وثيقة.

الطيب بابكر علي فضيل

ولد الفريق أول شرطة الطيب بابكر علي فضيل في قرية إلى الشمال الشرقي من العاصمة الخرطوم وشق طريقه ليتدرج في قوات الشرطة في البلاد إلى أن قام البشير بترقيته إلى مدير عام الشرطة السودانية في 2018.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.