وبعد ظهور  نتيجة ثاني انتخابات عامة في 6 شهور، تقترب إسبانيا من كسر حالة الجمود السياسي.

أكبر الفائزين في انتخابات 26 يونيو هو ماريانو راخوي، رئيس الوزراء، وحزبه “الشعب” الذي ينتمي لتيار يمين الوسط.

ورغم عدم حصول حزب الشعب على الأغلبية المطلقة التي خسرها في ديسمبر الماضي، لكنه حصل على أصوات ومقاعد أكثر مقارنة بانتخابات ديسمبر.

وحصل الحزب الحاكم على 137 مقعدا بالبرلمان من إجمالي 350.

النتيجة تجعل راخوي باقيا في منصب رئيس الوزراء، لكن على رأس حكومة ائتلاف.

وقال راخوي في تصريحات لصحفيين: “نعلن حقنا في الحكم”.

الخاسرون الأكبر هم شركات الاستطلاع الذين تنبأوا بشكل خاطئ بصعود نجم الحزب اليساري المتطرف “بوديموس” على حساب الحزب الاشتراكي المنتمي لوسط اليسار.

لكن الحزب الاشتراكي تشبث بوضعه كأكبر قوة يسار في إسبانيا وفاز بـ 22.7 % من الأصوات، و85 مقعدا، رغم أنها أقل بنسبة 5 مقاعد عن انتخابات ديسمبر.

تلك النتيجة كافية لحفاظ بيدرو سانشيرز في منصبه قائدا للحزب الاشتراكي، على الأقل في الوقت الراهن.

يذكر أن حزب بوديموس اليساري ركز في حملته الانتخابية على مناهضة التقشف.

حزب سيودادانوس الليبرالي فاز بـ 32 مقعدا فحسب ويبدو أنه دفع ثمن محاولته تشكيل حكومة مع سانشيز في أعقاب انتخابات ديسمبر.

ومن العوامل التي ساعدت الأحزاب التقليدية في إسبانيا على الفوز الاضطرابات الناجمة عن قرار بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي انخفضت بعده بورصة مدريد بنسبة 12.4 %، بما جعل بعض الناخبين يخشون المخاطرة.

وتقلد راخوي رئاسة الوزراء عام 2011 بينما كانت إسبانيا في حالة ركود عميق، ومضى قدما في طريق الانتعاش الاقتصادي عبر تطهير المصارف وسوق العمل.

ورغم أن تخفيضات الموازنة وفضائح الفساد ألحقت ضررا بحزب الشعب، لكنه أثبت قدرة على المقاومة، في مرحلة وصفها راخوي بأنها لم تكن بالسهلة.