الرئيسية » عربي ودولي » اثنان وتسعون عاماً تمضي على تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني

اثنان وتسعون عاماً تمضي على تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، بمناسبة العيد الثاني والتسعون لتأسيس الحزب، بياناً سياسيا أكد فيه على أن الدولة الديمقراطية العلمانية المقاوِمة هي وحدها البديل القادر على خلق دولة الرعاية الاجتماعية. داعيا القوى الوطنيّة والتقدميّة واليساريّة العربية لخلق مقاومة عربية شاملة متلازمة مع عملية التّغيير الدّيمقراطيّ.

جاء في بيان الحزب:

“اثنان وتسعون عاماً مضت على تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني. هذا الحزب العريق في تاريخه ونضاله، والوفيّ لشعبه ولشهدائه، يزداد شباباً وحيوية… مناضلون ومثقفون وفقراء وعمال وشباب… لبوا نداءه، فانتفضوا ضد الظلم والقهر والفقر، انتصاراً لقضايا الخبز والحرية والعمل والتعليم والعدالة الاجتماعية. لم تمنعهم حدود ولا مناطق ولا طوائف، تجاوزوها بصلابة موقفهم ووضوحه وحملوا شعار التحرير والتغيير سبيلاً على طريق بناء الوطن الحر والشعب السعيد.

تأتي المناسبة، وجزء من تراب الوطن لا يزال تحت الاحتلال، والعدو يخترق الأجواء والمياه، طامعاً في الثروات. وفي الدّاخل، نظام طائفي، سبّب الكثير من الحروب والانقسامات بين اللبنانيين، مفسحاً في المجال أمام التّدخّلات الخارجية، تسود فيه سلطة سياسيّة حاكمة، تعيث في الدولة نهباً وفساداً، مطيحة السّيادة والاستقلال والقضايا الوطنّية والاقتصادية، محولة الشعب إلى رعايا، وشباب يصطفّ أمام السّفارات طلباً للهجرة، والعُمّال والفلاحون يعانون شظف العيش، والموظفون، على اختلاف فئاتهم، يعيشون الضائقة الكبرى.

هذه السلطة الحاكمة والموزعة عبر تكتلات، مستمرة في مسرحيّة “حوارها”، وجلّ ما ستصل إليه، محاصّة جديدة بين أطرافها، وسط تعطيل للمؤسسات وشلل تام في مرافق الدولة. فهذا النّظام السياسيّ الطائفيّ أثبت، منذ نشوئه، أنّه عاجز عن بناء الدّولة الحديثة وعن توحيد الوطن والشّعب وحمايتهما، لذلك فإن الدولة الديمقراطية العلمانية المقاوِمة وحدها، هي البديل القادر على العبور من دولة المزرعة والفساد إلى دولة الرعاية الاجتماعيّة، دولة المساواة بين المواطنين من خلال اعتماد النّسبيّة والدّائرة الوطنية الواحدة خارج القيد الطائفي قانوناً للانتخابات النيابية . هي وحدها القادرة على محاربة نظام الفساد بمختلف أنواعه، منتصرة للمطالب الشعبية والاجتماعية والنقابية، لمطالب عمال لبنان وفقرائه، للموظفين والمدرسين، للشباب والطلاب…

أما المنطقة من حولنا، فتحدق بها المخاطر من كل صوب، وهي مهددة بالتقسيم والتفتيت؛ فها هو المشروع الأميركي يستكمل هجومه، مطلقاً العنان لآلته العسكريّة لتمعن دماراً بمقدراتنا، مستقدماً الإرهاب من دول العالم كافة لترتكب المجازر بحق المدنيين، واسرائيل تواصل تنكيلها بالشعب الفلسطيني وسط تواطؤ دولي مريب، وأنظمة وحكاماً، ما عرفوا يوماً إلّا القمع لشعوبهم وانتفاضاتهم… فلا سبيل لمواجهة تلك الحالة، إلّا بمقاومة عربية شاملة متلازمة مع عملية التّغيير الدّيمقراطيّ.

من أجل كل ذلك، ندعو القوى الوطنيّة والتقدميّة واليساريّة العربية كافة للتوحّد والنّضال، لتحقيق هاتين المهمتين المتلازمتين؛ فلا معنى لليسار ولا دور له، إن لم يكن في الصّفوف الأمامية لهذه المواجهة.

أيّها الشيوعيون

هذا هو حزبكم اليوم؛ فبعد اثنين وتسعين عاماً لا يزال في المكان الذي حدّدته ورسّخته دماء زكيّة من شهدائه على امتداد الوطن، تحميه وتحافظ عليه تضحيات آلاف المناضلين الشيوعيين في مهامهم اليومية، متقدمين الصفوف؛ حيث لا مواقع سعوا إليها استجداءً من أحد مهما علا جبروته، ولا أغرتهم مناصب من متنفّذ أو حاكم، بل سعوا دوماً أن يكونوا في مقدمة المدافعين عن قضايا شعبهم ووطنهم، وهم يفتخرون بذلك وبتاريخهم المجيد… لم يكونوا يوماً أتباعاً لأحد، فقرارهم مستقلّ، ومن صنعهم وحدهم، فحيثما يكونوا، يكن الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته، وعن قضايا الشّعب وحقّه في الحياة الكريمة.

فاجعلوا من عيدكم، عيداً لتجميع صفوف حزبكم ولتعزيز مساراته الديمقراطية، ومساحة للاحتفال وللفرح والانطلاق إلى ساحات النضال اليومية، متسلحين بخطابكم السياسي الواضح والمنحاز إلى الفئات الشعبية. كونوا على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم: انتصروا للمقاومة الشاملة، انتصروا للفقراء والمظلومين وانتفضوا ضد الاحتلال والإرهاب والنظام الطائفي والظلم والفساد..”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.