الرئيسية » تقارير وتحقيقات » احتجاجات البصرة .. وكيف تخرج من الأزمة

احتجاجات البصرة .. وكيف تخرج من الأزمة

حزب التحالف الشعبي الاشتراكي يتضامن مع احتجاجات البصرة ومطالب سكانها ومعاناتهم.البصرة أحد أهم المدن النفطية العراقية التي تعاني منذ سنوات طويلة وقد تفاقمت معاناتها بعد 2003 . يعتمد العراق علي الانهار التي تنبع في دول أخري مثل تركيا وايران والتي اقامت عشرات السدود والمشاريع التي حجبت المياه عن العراق وفجرت ثورات العطش . في ظل تفشي الفساد وانهيار الخدمات المحلية وانكشاف الاحزاب والتحالفات الطائفية .كما حدث تلوث في المياه أدي لأكثر من 18 ألف حالة اسهال.مما فجر الاحتجاجات الشعبية في البصرة ضد الفساد والطائفية وتردي الخدمات.

يمنح الدستور العراقي الناس حقهم في التظاهر السلمي، ولكن واجهت تظاهرات أهل البصرة بالرصاص الحي، وهذه كارثة، وصفحة سوداء في سجل العهد الديمقراطي، تلك المواجهة التي لم يعرفها العراقيون إلا في العهد الملكي، وعهد البعث الصدامي. إذ هناك تقارير تفيد بوقوع حوادث العنف بين المتظاهرين والقوات الأمنية أدت إلى مقتل وإصابة 25 متظاهراً وحرق ديوان المحافظة وفرض حظر للتجوال. وفي تقرير آخر يفيد: أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة عن أنّ حصيلة أحداث الثلاثاء العنيفة في البصرة بلغت خمسة قتلى من المتظاهرين و68 جريحاً منهم 41 مدنياً و 27 من منتسبي القوات الأمنية. وما كان لهذه المواجهات الدموية أن تحصل لو تعاملت القوات الأمنية بضبط النفس، والتعامل بالحسنى مع الجماهير المنكوبة.

لذلك يطرح المفكر العراقي الدكتور عبد الخالق حسين روشته للخروج من الأزمة تعتمد علي :

إذا أرادت الحكومة أن تستعيد بعضاً من سمعتها، وما تبقى من ماء وجهها، أن تأخذ الإجراءات الفورية التالية، وعلى جناح السرعة:

أولاً، إعلان محافظة البصرة كمحافظة منكوبة تحتاج الدعم السريع كما يتعرض أي شعب للكوارث الطبيعية، إلا إن كارثة البصرة هي من صنع البشر المسؤولين عن أمنها وسلامتها.

ثانياً، توفير المياه الصالحة للشرب والاستخدامات المنزلية فوراً،

ثالثاً، البدء الفوري بإقامة مشاريع تحلية المياه في مختلف الأقضية والنواحي والمدن في المحافظة، والاستفادة من الخبرات العراقية والأجنبية في الداخل والخارج.

رابعاً، الاتصال بالحكومات والشركات الأجنبية ذات الخبرة الواسعة والسمعة الطيبة في مجال المياه ، للاستفادة من خبراتها، وإمكاناتها للقيام بتجديد شبكات إسالة الماء والصرف الصحي، وإنشاء مشاريع تحلية المياه، وحفر الآبار للمياه الجوفية وغيرها،

خامساً، أن تستخدم الحكومة العراقية ورقة العلاقات الاقتصادية على إيران وتركيا بإطلاق حصة العراق من المياه، وفق القوانين الدولية، خاصة أن هاتين الدولتين مستفيدتان من الاقتصاد العراقي، ويمكن للعراق أن يفرض العامل الاقتصادي لحمل إيران وتركيا على الاستجابة لحاجة العراق من المياه.

سادساً، على الحكومة الاتحادية توفير الخطط العلمية لإقامة مشاريع بعيدة المدى وتخصيص الأموال اللازمة لها، لتوفير المياه ليس فقط للاستخدامات البشرية فحسب، بل والزراعية أيضاً.

وبدون هذه الاجراءات وغيرها كثير، سيصبح العراق بلداً صحراوياً غير قابل للعيش.

كما اصدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي بيان دعي فيه للحفاظ على زخم الاحتجاجات وبالتالي الحيلولة دون تحريفها عن مسارها الاصلي التي خرجت من اجله توفير فرص العمل وتحسين الخدمات وتفويت الفرصة على الحكومة وميليشياتها وقواتها الامنية لخلق المبررات بشن حملة قمعية بغطاء دعائي وسياسي كاذب ضد المتظاهرين. .

ومن اجل تحقيق المطالب العادلة لجماهير البصرة يكون:

  • تنظيم الجماهير عبر اشكال تنظيمية مختلفة في المحلات والمناطق المعيشية وتشكيل لجانها المستقلة.
  • ادارة المناطق والمحلات وتوفير الامن لجميع ساكنيها عبر لجانها المستقلة.
  • ارسال تلك اللجان وفود لكسب الجيش وضمه الى صفوف الجماهير.
  • حل المجالس البلدية ومجلس المحافظة واحلال الادارة العامة بيد اللجان الجماهيرية .
  • العمل بشكل فوري لإسعاف الجرحى الذين سقطوا بيد القوات الامنية، وايضا علاج مرضى التسمم بالمياه وتوفير كل المستلزمات الصحية.
  • العمل على توفير المياه الصالحة للشرب عبر تلك اللجان بجمع التبرعات، والاتصال مع بقية المحافظات لتقديم كل اشكال الدعم الصحي والمالي لها.
  • اتصال تلك اللجان بعمال الموانئ والنفط وبقية القطاعات العمالية لتنسيق العمل معها وتشكيل لجان مشتركة لادارة المدينة وملء الفراغ الامني والاداري.
  • تشكل اللجان المفارز الامنية لحماية الممتلكات والمؤسسات الحكومية والخدمية، وحماية امن وسلامة كل مواطن.
  • منع كل اشكال العنف ضد اي مواطن والعمل على تحييد القوات الامنية الحكومية.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في الخندق النضالي مع جماهير البصرة برمتها لإيقاف مسلسل القتل والعنف الذي يمارس ضدها والعمل على تحقيق مطالبها العادلة.

كما أصدر التجمع المدني الديمقراطي للتغير في العراق بيان بشأن الأنتفاضة العراقية المجيدة جاء فيه :

–  أن الحراك الجاري الآن ليس حراكا مطلبيا ولم يعد كذلك بل هي أنتفاضة عارمة ذات أفق مستقبلي نريد من خلاله تأسيس واقع جديد يضع المواطنة والقانون معيارا أساسيا في الواقع السياسي، وأن لا مجال بأي حال من أسر الإرادة الشعبية العراقية مرة أخرى لمصلحة قوى وجهات خارجية وداخلية يراد من خلالها أن يكون العراق وشعبه دوما حطب صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.

– لا عودة أبدا لواقع ما قبل تموز 2018 ولا محاصصة ولا موقع للفاسدين والمزورين والسراق والذين باعوا العراق لأجل مصالحهم ومصالح الأجندات التي يعملون لتنفيذها، وضرورة مواصلة النضال بلا هوادة لأعادة كتابة عهد دستوري جديد وبناء عملية ديمقراطية حقيقية يبعد عنها الفاسدون والقتلة والأرهابيون ومن ساهم بشكل أو أخر بالأضرار بالشعب العراقي وفرط بثروته، وأن تجري مراجعة كاملة لما جرى خلال 15 سنه من حكم طائفي وعنصري ولا ديمقراطي وأن لا يفلت أحد من الحساب تحت أي عذر أو مسمى.

وتتواصل انتفاضة البصرة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.