الرئيسية » أخبار » الأستاذ أحمد بهاء الدين و 22 عاماً من الحضور المستمر
الكاتب الكبير الاستاذ أحمد بهاء الدين

الأستاذ أحمد بهاء الدين و 22 عاماً من الحضور المستمر

يوافق اليوم 24 أغسطس الذكري 22 لرحيل الكاتب الكبير الاستاذ أحمد بهاء الدين  (1927 – 1996). عمل الاستاذ بهاء رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام . كما تربت أجيال علي امتداد الوطن علي مجلة العربي الكويتية والتي رأس الاستاذ تحريرها (1976 – 1982)، كما كان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية.

رغم انه ولد في الإسكندرية في 11 فبراير عام 1927 حيث كان والده يعمل بوزارة الأوقاف بالإسكندرية، إلا ان جذور العائلة تعود لقرية الدوير بمركز صدفا في محافظة أسيوط. تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد تولي رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957وعمره لم يتجاز 30 سنة ليكون أصغر رئيس تحرير في مصر.

كان أول من هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الاقتصادي المتبعة في عهد السادات وذلك بمقاله الأشهر السداح مداح وذلك أثناء رئاسته لتحريرالأهرام. توفي عام 1996 بعد صراع مع المرض حيث قضى أخر ست سنوات من عمره في غيبوبة طويلة.

أسست زوجته ديزي والاقتصادي الراحل محمود عبد الفضيل جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والتي تمنح الجمعية جوائز سنوية للباحثين الشبان.

كما تم إنشاء قصر ثقافة أحمد بهاء الدين ببلده الدوير بمركز صدفا بمحافظة اسيوط وذلك ليصبح قبلة للمثقفين والأدباء في صعيد مصر وتم افتتاحه يوم الخميس 16 / 12 / 2010 بحضور / محمد حسنين هيكل ومجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين واصدقاء جمعية أحمد بهاء الدين.

كتب الاستاذ بهاء 37 كتاباً من أهمها :أيام لها تاريخ ، محاوراتي مع السادات، المثقفون والسلطة في عالمنا العربي ،إسرائيليات، الاستعمار الأمريكي، الثورة الاشتراكية، الثورات الكبرى ، قوميتنا، مؤامرة في أفريقيا، وتحطمت الأسطورة عندالظهر، فاروق ملكاً،رسائل نهرو لانديرا (ترجمة). وقد تربت اجيال عربية علي كتب أحمد بهاء الدين ومقالاته في صباح الخير ودار الهلال والأهرام والعربي الكويتي.

أصيب الكاتب الكبير بنزيف في المخ من جراء متابعة غزو العراق للكويت ودخل في غيبوبة طويلة حتي فاضت روحه في مثل هذا اليوم من عام 1996.

كتب عنه الاستاذ محمد حسنين هيكل ” اعترف أنني طوال أزمة وحرب الخليج لم أفتقد رأيا كما افتقدت رأي أحمد بهاء الدين. وفي وسط الطوفان العارم الذي ساح فيه الحبر علي الورق أكثر مما ساح من الدم في ميادين القتال, فإن كلمة أحمد بهاء الدين كانت هي الشعاع الوحيد الغائب في وهج النار والحريق. كان الكل حاضرين, وكان وحده البعيد مع أنه كان الأقرب إلي الحقيقة والأكثر قدرة علي النفاذ إلي جوهرها وصميمها. ولم يكن ابتعاده الاضطراري مجرد خسارة للعقل المتوازن في أزمة جامحة, ولكن الخسارة كانت أكبر لأن معرفته ببؤرة الصراع وكانت أدق وأعمق بحكم أنه قضي خمس سنوات من عمره مهاجرا بعمله وقلمه للكويت, ومن هناك أطل علي الخليج كله ورأي ودرس وفهم بعمق كما هي عادته”.

ووصفه الاستاذ أكرم القصاص في مقال له قائلاً ” ناقش الفرق بين اليسار واليمين فى السياسة، ومع أنه كان يصنف نفسه اشتراكيا ديمقراطيا، فقد اختلف كثيرا مع هؤلاء الذين ينحازون إلى الخبز على حساب الحرية، والعكس، وكان يرى أن العدالة تتحقق بتوافر الحرية، ويفرق بين الحرية والفوضى، ويرى أن الديمقراطية ليست انتخابات ومقاعد فقط، لكنها العدالة، وضمان الإرادة الحرة، وسيلة نحو العدل. وليس غاية”.

كما كتب عنه الاستاذ سيد محمود في الأهرام العربي ” أعتقد أن تجربة أحمد بهاء الدين إجمالا بحاجة إلى إعادة قراءة لنعى جيدا مهارته فى الحفاظ على استقلالية حقيقية، وقدرته على أن ينجو بنفسه من (السيرك) الصحفى، منتصرا للمهنة قبل أى شىء آخر، وبفضل هذا الانتصار تمكن من تأدية (الرسالة) وهو الأمر الذى يمكن أن يشكل اليوم طوق نجاة لمهنتنا التى يتنافس الجميع على إدانتها وتشييعها إلى مثواها الأخير”.

واليوم كتب الدكتور زياد بهاء الدين علي صفحته الشخصية : الْيَوْمَ تحل الذكرى الثانية والعشرون لوفاة والدي الاستاذ أحمد بهاء الدين رحمه الله. تمر السنوات وتظل معنا الذكريات السعيدة والسمعة الطيبة التي تركها لنا بسبب تواضعه واحترامه للناس وإخلاصه للوطن. وفِي هذا الْيَوْمَ أحب أن أكرر شكري وتقديري لأصدقائه، وقد توفي منهم الكثيرون على مر السنين، ولزملائه وتلامذته وقرّائه الذين حافظوا على سيرته الطيبة بكل وفاء واخلاص ومحبة، متمنيا للجميع دوام الصحة والسعادة.كما اتوجه بالشكر لاعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والعاملين بها والداعمين لها، لان استمرار نشاطها بعد كل هذه السنوات هو أفضل تكريم له.

رحم الله كاتبنا الكبير والذي بقيت لنا كتاباته وكتبه رغم سنوات الرحيل ، ولازلنا نردد عبارته البليغه ” انفتاح السداح مداح “.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.