Site icon بوابة التحالف الإخبارية

“الإرهاب والقدرة النووية” على مائدة قمة الأمان النووي الرابعة

أكدت التطورات الأمنية السريعة والمتصاعدة التى يواجهها العالم أن الارهاب والتسلح النووى، قد صارا تهديدين قابلين للأندماج معا فى تهديد واحد وخطير، وكان ذلك هو الهاجس المسيطر على نقاشات قمة عالمية موسعة استضافتها واشنطن مؤخرا، بحث فيها قادة العالم وضع آليات ضابطة لحركة المخزونات النووية والمواد المشعة خشية وصولها إلى يد الإرهاب.
ووسط إجراءات أمنية مشددة أعطى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخميس الماضى إشارة بدء أعمال القمة الرابعة للأمان النووى – التى تختتم اعمالها غدا الأحد – حيث دارت أعمال القمة هذا العام على خلفية أصداء تفجيرات بروكسل الارهابية التى سبقت القمة بأيام واعتداءات باريس التى سبقتها بأشهر فى نوفمبر 2015 والتي أعنلت داعش مسئوليتها عنهما وهو التنظيم الذى يخشى المراقبون من عواقب حصوله على مواد مشعة لاستخدامها فى هجماته.
وشهدت القمة نقاشات حول مخاطر استخدام البلوتونيوم و المواد الاشعاعية فى انشطة الارهاب التقليدى وسبل منع وصول المواد النووية الى أيدى جماعات التطرف حيث قدم خبراء مكافحة الارهاب والانتربول اوراق عمل فى هذا الصدد، ومن ما كشف النقاب عنه أنه فى نوفمبر من العام الماضى توصلت التحقيقات الخاصة بإعتداءات باريس الى حيازة الشقيقين اللذان نفذا العملية فى شقتهما فى باريس على اشرطة فيديو لأحد مسئولى منشآت معاملة النفايات النووية فى بلجيكا كان من المحتمل قيامهما بالسعى لتجنيده، والشقيقان ذاتهما كانا عضوين فى داعش و ضالعين فى هجمات بلجيكا التى لقيا حتفهما فيها فى الثانى و العشرين من مارس الجارى.
وتكشف التقارير الصادرة عن مجلس الأمن القومى الامريكى عن بلوغ كميات اليورانيوم عالى التخصيب المبلغ بسرقتها حول العالم 2000 طن بنهاية العام 2015، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن العالمى فى حالة وقوع تلك الكميات فى ايدى منظمات ارهابية تستخدما فى انتاج ” قنابل قذرة ” او دول مارقة خارج السيطرة الدولية تستخدمها فى انتاج المقذوفات النووية.
وكثيرا ما تحدثت التقارير الاستخباراتية أن داعش تسعى لانتاج ” قنبلة قذرة ” واستخدامها وفق عدة سيناريوهات من بينهما زرعها على متن حافلة او سفينة وتفجيرها ومن ثم إحداث نطاق واسع من الخسائر، ووفقا للعلم النووى فمن السهل إنتاج هذا النوع من القنابل إذا توافر عنصر الكوبالت المشع، كما ان للمنظمات الارهابية سيناريو آخر كبديل عن ذلك وهو تفجير منشآت نووية بعينها وهو ما من شأنه انتاج دوائر واسعة من التلوث الاشعاعى و التخريب المادى و البشرى.
وبحسب تقديرات مكتب التحقيقات الفيدرالى الامريكى فقد كان هذا السيناريو مرجح الحدوث فى بلجيكا باستهداف منشأة معاملة النفايات النووية الخطرة الذى عثر على فيديو لاحد مسئوليها بحوزة منفذى هجمات بروكسل الاخيرة وهما شقيقين من عناصر داعش بحسب ما تمت الاشارة اليه.
وكانت واشنطن التي استضافت فعاليات القمة قد وجهت الدعوة إلى 51 من قادة دول العالم وممثلى منظماته الاقليمية والدولية وفى مقدمتها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبى والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان لافتا فى قمة الأمان النووى 2016 تلك المشاركة الاسيوية الواسعة النطاق، فيما قررت روسيا المقاطعة.
وبرغم فتور علاقات التعاون الهندى الباكستانى فى مجالات الأمان النووى ، انتقد كلاهما اتهامهما بالتقصير الأمنى فى ادارة المنشآت النووية فى كلا البلدين وافتقادهما لمعايير الأمن النووى القياسية المعمول بها دوليا، كما رفضت الهند وباكستان اتهامات مبطنة لهما بالتهاون على صعيد الأمان النووى بينما تنشط على أراضيهما تنظيمات متطرفة ذات خطورة عالية.
وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقارب أكبر مع باكستان وتعاون أكثر قوة فيما يتعلق بالأمان النووى وتقليل احتمالات وصول المواد النووية الخطرة إلى أية منظمات خارجة عن سيطرة الدولة وهو ما وافق عليه نواز شريف رئيس وزراء باكستان خلال مباحثاته فى القمة مع الرئيس الامريكى.
يذكر أن باكستان قد شهدت تفجيرات إرهابية في ذكرى عيد الفصح لقى مصرعه خلالها 72 باكستانيا.
وكانت ترسانة كوريا الشمالية النووية وقرار مجلس الامن الدولى رقم 2270 بفرض عقوبات على بيونج يانج موضع تباحث بين الرئيس الامريكى و نظيريه الصينى والكورى الجنوبى، وأعلن البيت الابيض أن نائب الرئيس الامريكى جون بايدن سيجرى محادثات على هامش القمة مع الرئيس التركى رجب طيب اردوجان الذى وصل فى وقت سابق إلى واشنطن للمشاركة فى أعمال القمة التى عقدت نسختها لهذا العام وقد تم اغلاق ملف الصراع الغربى الايرانى حول انشطة طهران النووية.

Exit mobile version