(أ ف ب) – قبل 51 يوما من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أفادت أوساط رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه انه مستعد ليحل محل مرشح اليمين فرنسوا فيون الذي يواجه متاعب قضائية جراء فضيحة وظائف يعتقد أنها وهمية.
وآلان جوبيه استبعد من الدورة الثانية في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي لكنه “لن يتوانى (عن الترشح) إذا كانت الظروف متوافرة، أي ان يعلن فرنسوا فيون انسحابه وأن تلتف أوساط اليمين والوسط وحزب الجمهوريين، حوله” بحسب مصدر مقرب منه.
وأكد المصدر أن “آلان جوبيه ليس انقلابيا ولن يدفع ابدا فيون الى الخارج ولن يقوم بأي مبادرة تنطوي على مؤامرة”. وكان جوبيه نفى حتى الآن استعداده للعودة الى السباق الرئاسي.
ومنذ ان أعلن الاربعاء احتمال توجيه التهم إليه قريبا في اطار التحقيق في ما إذا كانت زوجته وابنه وابنته استفادوا من وظائف، يواجه فرنسوا فيون انشقاق اعضاء من فريق حملته عنه وسط تزايد الدعوات الى انسحابه من السباق.
واعلن الناطق باسمه تييري سولير الذي كان يعتبر من أقرب المقربين من المرشح المحافظ، صباح الجمعة استقالته.
وكتب على تويتر، “لقد قررت ان اضع حدا لمهامي كناطق باسم فرنسوا فيون” لينضم بذلك الى لائحة طويلة ممن تخلوا منذ الاربعاء عن رئيس الوزراء الاسبق.
واعتبر رئيس الوزراء الاسبق دومينيك دو فيلبان الجمعة ان فيون “لم يعد بامكانه ان يكون مرشحا، لانه لم يعد قادرا على خوض حملة في العمق للدفاع عن افكار او نموذج جمهوري وديموقراطي”.
وواجه فيون انتقادات مماثلة في صفوف اليمين والوسط منذ اعلن الاربعاء ان القضاء سيستدعيه قريبا تمهيدا لتوجيه التهم اليه مشددا في الوقت نفسه على انه سيمضي حتى النهاية في ترشيحه.
وتراجع المرشح الذي كان الاوفر حظا بالفوز في مطلع السنة الى المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والوسطي ايمانويل ماكرون المرشح الذي لا يملك خبرة سياسية وشهدت شعبيته صعودا غير متوقع في الاشهر الماضية.
وأظهر استطلاع جديد للرأي نشره معهد “اودوكسا-دنتسو” ان الان جوبيه سيتصدر بشكل طفيف الدورة الاولى اذا كان مرشح اليمين.
وهذا الموقف المتحفظ من قبل جوبيه يمثل خطوة الى الامام بالنسبة لرئيس بلدية بوردو الذي التزم حتى الان مبدأ “الوفاء” لممثل اليمين فيون.
واكدت صحيفة “لوباريزيان” الجمعة ان الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا حتى الان لهذه الفرضية، اعطى اخيرا موافقته، لكن كان من الصعب الجمعة معرفة الموقف الواضح لانصار ساركوزي الذين سيجتمعون صباح الثلاثاء لبحث هذا الموضوع.
وتصاعد الضغط القضائي على فيون مع تفتيش منزله الباريسي الخميس في اطار التحقيق حول الرواتب التي تلقتها زوجته وابنه وابنته بصفة مساعدين برلمانيين.
وكرر فيون، الذي استدعي للمثول أمام القضاة في 15 مارس المقبل،، مساء الخميس تصميمه على المضي حتى النهاية في حملته واصفا نفسه بانه “محارب”.
ورد دو فيلبان على ذلك بالقول “من المحترم أن يكون المرء محاربا يتحلى بالعزيمة، لكنه لا يحارب سوى لنفسه. انه لا يحارب من أجل قيم فرنسا، وليس المحارب الذي يمثل طموحات فرنسا لانه لا يملك الوسائل لذلك”.
وامام حجم الفضيحة، سحبت شخصيات يمينية عدة دعمها لفيون في اليومين الماضيين منددة “باجواء مسيئة” للحملة او “انفراط العقد الاخلاقي” بعدما وعد بسلوك نموذجي على كل الصعد.
واحصت صحيفة “ليبراسيون” حوالى ستين شخصية صباح الجمعة تخلت عن فيون.
والسبت كان يعتزم عرض برنامجه خلال تجمع عام في ضاحية باريس.
وقرار الانسحاب ام لا يعود اليه وحده بعد فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية لليمين. واكد عضو في حزب “الجمهوريون” الجمعة انه نظرا لخطورة الوضع فان احتمال ان يحل شخص محله “لم يعد خطة بديلة وانما شخص منقذ”.
لكن الوقت يضيق للتوصل الى حل بديل لانه يفترض جمع تواقيع 500 من اعضاء المجالس المحلية ليصبح الترشيح رسميا قبل 17 مارس. ونال جوبيه تأييد شخصية واحدة فيما ينال فيون تاييد 1155 شخصا بحسب اللائحة التي نشرها الجمعة المجلس الدستوري الذي يشرف على العملية.
وينظم المقربون من فيون من جانبهم تجمعا لدعمه بعد ظهر الاحد في باريس. ونجاح هذا التجمع او فشله سيتيح قياس قدرته على التعبئة، ويرى كثيرون ان هذا اللقاء هو بمثابة اختبار نهائي.
وقال غي روي الناشط البالغ من العمر 82 عاما في غرب فرنسا انه سيحضر هذا التجمع موضحا “هؤلاء الذين يتخلون عنه ضعفاء، لقد تركه السياسيون لكن لا يزال هناك الكثير من الناس في تجمعاته”.
وستنظم ايضا الاحد في باريس تظاهرة مضادة ضد فساد السياسيين “ومن اجل احترام الشعب والقضاء والصحافة”.