أصدر حزب التحالف الشعي الاشتراكي اليوم بيان حول انتفاضة السودان بعنوان ” كل التضامن مع الشعب السودانى الشقيق فى انتفاضته من أجل الخبز و الحرية” وقد جاء بالبيان:
يعرب حزب التحالف الشعبى الإشتراكى عن تضامنه التام مع الشعب السودانى الشقيق وقواه الوطنية والديموقراطية فى انتفاضتهم السلمية للمطالبة بالخبز و الحرية. إن جماهير الشعب السودانى التى خرجت بالآلاف لليوم السادس على التوالى فى كافة المدن السودانية للمطالبة بحقوقها المشروعة فى الحياة و الحرية ، وإنهاء سياسات القمع و الإفقار و التجويع التى مارسها نظام مايسمى بالإنقاذ ، وعلى رأسه عمر اليشير لفترة امتدت لقرابة ثلاثين عاما ، لم تسفر سوى عن مأساة مروعة للشعب السودانى ، تمثلت فى حروب أهلية أدت لإنقسام البلاد ، ومازالت مستعرة فى حوالى ثلثى الإقليم المتبقى، وتم خلالها ارتكاب جرائم تطهير عرقى بشعة ، وتحالف خلالها النظام مع القوى المتأسلمة و الظلامية بقيادة حسن الترابى ، ومارس أبشع الإنتهاكات لحقوق الإنسان من اعتقالات وتعذيب ، و أدى كل هذا لهجرة مئات اللآلاف من السودانيين خارج بلادهم . وكانت السودان ملاذا لشتى تشكيلات التنظيمات المتطرفة و الإرهابية , وانفرد البشير بأنه الرئيس السودانى الذى انتهج سياسة قصدية لتسعير العداء بين السودان الشقيقة وبين و مصر ، كما تجلت فى أمور عديدة من بينها مسألة حلايب وشلاتين ، ومسألة سد النهضة التى تبنى فيها الموقف الإثيوبى بالكامل ، قبل أن يتعثر المشروع ويتوقف مؤقتا لأسباب لم يضعوها فى الحسبان.
وقد انتهت سياسات النظام إلى كارثة اقتصادية محدقة بإعلانه فى بداية هذا العام عن إجراءات تقشفية ، على طريق وصفة صندوق النقد الدولى المشؤومة ، مما أدى لإنفلات الغاء و التضخم الذى وصل معدله إلى 70 فى المائة ، وامتد للخبز الذى ارتفع سعره بنسبة 300% ، ورافق ذلك أزمة سيولة وشح فى السلع الرئيسية من خبز ووقود ، وعجز المواطنين عن توفير احتياجاتهم المعيشية الرئيسية.
إن خروج جماهير الشعب السودانى للشوارع و الميادين للمطالبة بانهاء تلك الأوضاع و أسقاط الحكم الإستبدادى الذى أوصلهم لهذا المصير هو حق مشروع للشعب و الجماهير صاحب السيادة على بلاده ويدين حزبنا لجوء النظام الحاكم فى السودان للعنف المفرط فى مواجهة المتظاهرين السلميين ، ولجوئه لإطلاق الرصاص على المتظاهرين ، مما أدى لاستشهاد 22 مواطنا حتى الآن ، وفقا لما أفادت به الأنباء ، بالإضافة لسقوط اعداد كبيرة من المصابين واعتقال أعداد أخرى ، من بينهم 14 من قادة تحالف الإجماع الوطنى المعارض .
ويعرب حزبنا عن إدانته لمحاولات قنوات الإعلام العربى الخليجية قطرية وسعودية لفرض التعتيم الإعلامى على انتفاضة الشعب السودانى ، وكذلك التعتيم الواضح فى الإعلام المصرى لأسباب غير عقلانية ولاتتفق مع المصالح الحقيقية للأمن القومى المصرى فى مفهومه الصحيح ، ولا مع اعتبارات الأخوة المفترضة بين شعب وادى النيل فى السودان ومصر.
ويهمنا هنا أن نؤكد أنه بدلا من سياسة التعتيم الفاشلة ودفن الرؤوس فى الرمال ، فالواجب هو إلقاء الضوء على مايجرى فى السودان ، ودعم الإرادة الشعبية وليس الوقوف فى وجهها ، واستخلاص الدروس الواجبة مما يجرى هناك وجرى ويجرى فى أماكن أخرى متعددة ، من أن الحلول الأمنية لمشاكل الجماهير لاتجدى ، و أنه من الواجب وبإلحاح مراجعة وصفة وسياسات صندوق النقد الدولى التقشفية التى تحمل أعباءا للجماهير لاقبل لهم بها وتفرض إفقارا متزايدا لايمكن إحتماله ، وينذر بتفجر الغضب و الإحتجاج الإجتماعى.. ونؤكد فى هذا الصدد أن مطالب الشعب السودانى هى مطالبنا ندعمها ونؤيدها ونشد على أيادي إخواننا السودانيين ، واثقين من انتصار انتفاضتهم المجيدة فى تحقيق أهدافها فى الخبز و الحرية ، بفضل إصرار وتضحيات هذا الشعب العريق ، ومناصرة ودعم الأحرار فى العالم العربى وكل مكان فى العالم.
حزب التحالف الشعبى الإشتراكى – القاهرة – 24 ديسمبر 2018