يعرب حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عن اعتزاه بثورة 25 يناير بطابعها السلمى الديمقراطى العميق و بايامها المجيدة التى هزت فيها الملايين ميادين مصر بشعاراتها العظيمة (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية وكرامة انسانية ) و (الشعب يريد اسقاط النظام) وتأخت فيها صلوات المسلمين والمسيحيين وحناجر الرجال والنساء وفرحة الاطفال ومبادرات الشباب فى كرنفال اشبه بالعيد .
ولم يشهد العالم ثورة تخرج اليها الاسر الامهات والاباء والشباب والاطفال لتحتفل وتتنزه فى الثورة ويبدع فيها الشعب كل الوان الفنون ويصنع فيها كل ملامح البهجة كما حدث فى ثورة يناير . و لا تزال ذكراتنا تحتفظ بما تعرضت له ثورة الشعب وميادين الثورة من هجمات قوى الثورة المضادة التى واجهتها بالعنف وأطلقت عليها البلطجية والمتحرشين مع قنابل الغاز والرصاص والخرطوش ثم أعملت فيها تشويها بما فعله مجرموها ومؤامراتها الحقيرة لفض الميادين واعادة الشعب الى حظيرة الطاعة وصمت القبور.
وتحل اليوم الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير المجيدة . لقد قدم الشعب المصرى فى هذه الثورة المجيدة عام 2011 مثالا ساطعا أبهر العالم كله على قدرته على رفض الممارسات السلطوية الإستبدادية و نهج تزاوج السلطة و رأس المال الذى وضع قدرات البلاد وثمار النمو فى يد حفنة محدودة من كبار الرأسماليين الموالين للنظام و باع أصول البلاد و شركات الدولة للأجانب تحت مسمى الخصخصة ، و قضى على العدالة الإجتماعية . ومن هنا كانت شعارات تلك الثورة المجيدة على لسان ملايين المصريين : عيش – حرية – كرامة إنسانية – عدالة إجتماعية .
وفى حين قدم الشعب المصرى أرواح آالمئات من أبنائه فى سبيل تلك الثورة و أهدافها فى مواجهة عنف النظام الحاكم ، فقد كانت السلمية طوال 18 يوما فى ميادين مصر هى الطابع الرئيسى لتلك الثورة المجيدة و التى أشاد بها العالم كله ، على عكس ماتروج دعاية الثورة المضادة السوداء فى مصر اليوم . و إذا كانت ثورة 25 يناير المجيدة قد أسقطت مخطط توريث الحكم الذى كان على وشك الإكتمال ، فإنها مع ذلك قدمت دروسا عميقة وبليغة فى أن التوسع فى الدولة المباحثية و الامنية عموما ، ليس بوسعه إطالة عمر نظام حكم انفصل عن طموحات و آمال الجماهير الشعبية العريضة و تحول لخدمة مصالح أقلية محدودة .و لاشك أن هذا الدرس الرئيسى متناقض تناقضا جذريا عن القراءة السطحية و القاصرة لهذا الحدث التاريخى الجليل باعتباره مجرد خطأ وقصور أمنى يمكن معالجته بالتوسع بدرجة أكبر فى المعالجات الأمنية على حساب الإلتزام الأمين بالتوجهات الإجتماعية للثورة و الشعب .
و إذا كانت الثورة المضادة فى مصر مستعينة بما تملكه من نفوذ و مال و إعلام تشن حملة ضارية لتشويه وجه ثورة يناير ، والتى هى حتى هذه اللحظة أساس الشرعية السياسية فى البلاد من الناحية الدستورية ، فإن حزب التحالف الشعبى الإشتراكى يؤكد أنه و كل الأحزاب و القوى السياسية و الإجتماعية المنتمية للثورة ، سيظل أمينا لمبادئها و أهدافها . ونحن واثقون ، من أنها إذا كانت قد تراجعت بفعل ضراوة الهجمة المضادة محلية و إقليمية ودولية ، فإنها بروحها الوثابة وميراثها التاريخى الكبير ، وتوافقها مع المتطلبات الموضوعية لتطور البلاد ومصالح الشعب ، ستظل حية بروحها ومبادئها ، و قادرة على ترجمة تلك المبادئ فى الواقع .
كل الإجلال لشهداء ثورة 25 يناير . .
وكل التحية لجماهير شعبنا المصرى فى ذكرى ثورته
حزب التحالف الشعبى الإشتراكى
25 يناير 2019