الرئيسية » أخبار » التطبيع بين قادة الخليج ومقاومة الشعوب

التطبيع بين قادة الخليج ومقاومة الشعوب

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا واسعا بعد اتجاه عدد من الدول الخليجية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني عبر بوابة الرياضة، في سلسلة بدأتها الدوحة، ثم الإمارات، ليأخذ التطبيع منحنى آخر مع استضافة السلطان قابوس لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ثم قبول الأردن مساعدات طبية إسرائيلية لإنقاذ ضحايا السيول، وأخيرا إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن “عملية السلام لا بد وأن تكون المفتاح للعلاقات مع إسرائيل”، ليصل التطبيع تقريبا كل المجالات المتاحة في الوقت الحالي، ويطرح تساؤلات بين العرب عموما، ماذا يحدث في الخليج العربي؟

البداية كانت مع إعلان موقع بطولة العالم للجمباز الفني، المقامة في الدوحة، أسماء ممثلي الكيان الصهيوني، المشاركين في الحدث، إذ شارك، بحسب الوثائق، 6 لاعبين من الذكور، ومشاركتين اثنتين من الإناث، يحملون جميعا هوية الاحتلال الإسرائيلي.

◄ شباب قطر يقاوم التطبيع
وكشفت حركة “شباب قطر ضد التطبيع”، في بيان، أن المشاركة لم تقتصر على اللاعبين فقط، إذ أنه من المقرر أن تتم استضافة حكام من الاتحاد دولة الاحتلال الإسرائيلي للجمباز، وهما أورنا شاي (Orna Shai)، ويعقوب ليفي (Jacob Levy).

كما زاد الطين “بلّة” بحسب مغردين، مشاركة جندي صهيوني يدعى Artem Dolgopyat، ضمن الوفد. بحسب الحركة.

وطالبت الحركة، في بيان، بعدم “تدنيس الأراضي القطرية”، باستضافة من يحلل دماء أهلنا في فلسطين.

◄ الاحتلال يؤكد
وأكدت صفحة “الاتحاد الإسرائيلي للجومباز” على “فيسبوك” الخبر، ونشرت صورا تجمع المشاركات في البطولة، كما نشرت أيضا صورا للوفد، فور وصوله لمطار حمد الدولي. ليتم وصم “الدوحة” بختم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل.

◄ دعوات للمقاطعة
وفور انتشار الخبر، دعت عدد من المنظمات، الدول المشاركة، لمقاطعة البطولة، اعتراضا على التطبيع الواضح من قبل الدوحة مع إسرائيل.

وطالبت حركة الـBDS العمانية شركة الإتصالات الراعية للبطولة، بالانسحاب.

كما أكدت الحركة، في بيان، أن المواطنين العمانيين كزبائن للشركة، يرفضون بشكل قاطع التطبيع مع دولة الاحتلال.

في سياق متصل، قالت حركة مقاطعة الكيان الصهيوني، فرع الكويت، إنه في الوقت الذي يناضل ويقاوم فيه شعبنا العربي الفلسطيني بتقديم أغلى الأنفاس والأرواح لردع آلة البطش والدمار الصهيونية الإرهابية، تزايدت وللأسف الشديد مناسبات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والتي كان آخرها بطولة العالم للجمباز الفني المقامة في قطر، والتي يشارك فيها وفد من الكيان ومن ضمنه أيضا مجند في جيش الاحتلال”.

وتابعت الحركة، في بيانها: “بما أن شركة أوريدو للاتصالات أحد رعاة هذه البطولة التطبيعية، فإن حركة مقاطعة الكيان الصهيوني في الكويت تدين هذا التطبيع الذي يساهم بتجميل صورة الكيان الإرهابي الغاصب، وترسيخ وجود الاحتلال وتسطيح جرائمه، ناهيكم عن كونه خيانة للأمة العربية ولفلسطين وتخليا عن الحق الفلسطيني”. مطالبة الشركة بالانسحاب من رعاية البطولة، التزاما بالقيم الإنسانية، ورفضا لكل أشكال التطبيع.

غضب على مواقع التواصل
في السياق، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسما تحت اسم “لا_للتطبيع_مع_الاحتلال_الصهيوني”، أدانوا فيه قيام قطر بالتطبيع مع تل أبيب.

وقال محمد سعيد نشوان، صحفي فلسطيني، إن قطر تستضيف (بلا خجل ولا احترام للدماء ولا احترام لشعور مواطنيهم قبل شعور كل فلسطيني، باستضافة لاعبين صهاينة في بطولة الجمباز).

وأضاف “نشوان”، في بيان، إن “كل شخص في الكيان الصهيوني هو جندي عسكري يقتل كل يوم في إخوانكم في فلسطين المحتلة”.

من جانبه، أعلن الإعلامي المصري أحمد صبحي تأييده لحركة “شباب قطر ضد التطبيع”. مشيرا إلى تغريدتهم، والتي فضحوا فيها استضافة قطر للاعبين صهاينة.

وقال هاني الخزار، وهو يعرف نفسه بأنه مهندس بترول قطري، إن “السماح لوفد إسرائيلي بالمشاركة في بطولة رياضية في قطر يعد تطبيعاً صارخا ومرفوضا”.

وأضاف الخزار، في بيان، إن التطبيع “هذه المرة تجاوز اتحاد الجمباز كل الحدود بسماحه لجندي إسرائيلي في جيش الاحتلال بالمشاركة والتعهد بتوفير الحماية له! هذه وقاحة غير مسبوقة”.

بعد ذلك، تخطى الأمر قطر، ليصل إلى الإمارات، مع مشاركة وفد إسرائيلي في بطولة أبو ظبي للجودو، وعزف النشيد الوطني للاحتلال في أبوظبي، مرتين، في تطبيع صارخ، بعد فوز اثنين من الوفد بالميدالية الذهبية في البطولة.

بعد ذلك واصل قادة دول الخليج التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وكأن المنطقة التي كانت تعرف بموقفها الصارم من الخليج نسيت فجأة كل شيء لأجل العلاقات مع المغتصبين، ليستقبل السلطان قابوس رئيس وزراء الاحتلال في مسقط، في زيارة احتفى بها الاحتلال قائلا إنها “تعكس التفاهم العميق والتعاون المتنامي بين إسرائيل وشركائها في المنطقة”.

في سياق متصل، تشهد السعودية أيضا تغيرات عكستها تصريحات عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أن هناك نية للسلام، وبالتالي التطبيع، مع الاحتلال.

وقال الجبير، في تصريح نقلته قناة العربية، إن “عملية السلام لا بد وأن تكون المفتاح للعلاقات مع إسرائيل”.

ما يزيد الطين بلة أن تلك الإجراءات والمقابلات تأتي وسط توجهات عدوانية من الغرب لتصفية القضية الفلسطينية، بدءا من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وإغلاق مقر منظمة التحرير، وترحيل السفير الفلسطيني وعائلته من الولايات المتحدة ، ومحاولة استخدام حماس في مشروع تسوية جديد ضمن التمهيد لصفقة القرن، إضافة للبناء المتوسع للمستوطنات، واعتقال كل من يرتفع له صوت مدافعا عن وطنه في الأراضي المحتلة، وأخيرا قطع المساعدات عن الأونروا.

فمن جانب، زادت بعض الدول الخليجية دعمها للمنظمة، إلا أنها من جانب آخر تسمح بمزيد من القتل للفلسطينيين، عبر التطبيع مع العدو، في تناقضات مستمرة وتبدو لا نهاية لها.. فمتى نتحد جميعا لأجل قضية أخذت مننا لم لم يأخذه الدهر؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.