الرئيسية » اقتصاد » الدكتور زهدي الشامي يسأل كيف تفاقمت الديون في ظل سياسات التقشف

الدكتور زهدي الشامي يسأل كيف تفاقمت الديون في ظل سياسات التقشف

  • الديون الخارجية زادت بنسبة 224% خلال الأربع سنوات الأخيرة 
  • الديون الخارجية بالجنيه المصري أرتفعت بنسبة 513%
  • زادت الديون وتكاليف المعيشة وتم تخفيض الدعم ولم ينخفض عجز الموازنة

أعلن البنك المركزى أول أمس الخميس أن الدين الخارجى لمصر وصل إلى 92.6 مليار دولار ، مقتربا بشكل مبكر من حاجز المائة مليار المتوقعة . ولسنا بحاجة لتوضيح أن هذا أكبر رقم فى تاريخ مصر ، و أن حجم الدين الخارجى ، والدين العام أيضا ، قد تزايد فى الأعوام الأربعة الأخيرة بمعدلات غير مسبوقة ، على العكس تماما مما روجت له السلطة الحاكمة من أنها تنفذ خطط التقشف التى دفعت جماهير مصر العاملة و الكادحة والبسيطة فاتورتها وضريبتها ، من أجل تخفيض الديون ، وعدم تحميل الأجيال القادمة بأعبائها . ويمكن رصد هذا التزايد على النحو التالى:
أولا – كان حجم الدين الخارجى فى عام 2011 بعد ثورة يناير 33.7 مليار جنيه فقط ، واتخذ اتجاها تصاعديا حيث وصل فى عام 2014 إلى 41.3 مليار دولار ، وشهد أكبر نسب للزيادة منذ ذلك الوقت فى فترة رئاسة السيسى ، حيث وصل إلى 92.6 مليار دولار ، أى إنه زاد فى 4 سنوات فقط بنسبة 224 % .
ثانيا – لكى نقدر عبئ الدين على الدولة و المصريين لابد ان نأخذ فى الإعتبار أيضا التغير فى سعر العملة بزيادة سعر الدولار وهبوط سعر صرف الجنيه المصرى ، حيث ان العبئ الذى تتحمله الموازنة العامة للدولة ويطالب المواطنون بدفعه ، او تقتص من الخدمات التى تقدمها لهم الدولة ، إنما يحسب بالجنيه المصرى . وبناءا عليه فحيث أن سعر الدولار فى عام 2014 كان 7.08 جنيها فقط ، فهذا يعنى أن الدين الخارجى فى بداية حكم الرئس كان 322.14 مليار جنيه ، و اليوم وصل إلى مايعادل 1655.68مليار جنيه . اى إن حجم الدين الخارجى مقوما بالجنيه المصرى ارتفع فى الأربع سنوات الماضية بنسبة 513 %
ثالثا – وبناءا عليه فقد تزايدت أعباء فوائد الدين الخارجى فى الموازنة العامة للدولة زيادة كبيرة وبنفس النسبة السابقة تقريبا .فى عام 2013-2014 بلغت فوائد الدين الخارجى فى الموازنة العامة للدولة 4996 مليون جنيه ( أقل قليلا من 5 مليار جنيه ) ، وقد وصلت فى عام 2017 -2018 إلى 25.551 مليار جنيه ، أى إنها زادت هى الأخرى فى تلك الفترة القصيرة أكثر من 500%
الصورة واضحة . الديون الخارجية زادت أضعافا مضاعفة ، وفوائدها هى الأخرى زادت أضعافا مضاعفة ، والموازنة العامة تتحمل المزيد من الاعباء ويتزايد عجزها على عكس مايروجون له من انهم يصلحون ويخفضون العجز ، وملايين المصريين البسطاء من عاملين ومعاشات و طبقة فقيرة ومتوسطة ، هم الذين يدفعون الثمن فى النهاية .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.