الرئيسية » عربي ودولي » الدكتور عبدالهادي محمد عبدالهادي – حركة السترات الصفراء: إلى أين؟؟ (1-2)

الدكتور عبدالهادي محمد عبدالهادي – حركة السترات الصفراء: إلى أين؟؟ (1-2)

حركة السترات الصفراء: إلى أين؟؟    (1-2)

بدأت الحكاية بعريضة على الإنترنت، وقع عليها نحو مليون مواطن، يرفضون زيادة الضرائب على البنزين والديزل، والتي كان مخططا لها أن تبدأ في الأول من يناير 2019، وكانت هذه الضريبة بمثابة المفجر المباشر للتظاهرات التى اندلعت في 17 نوفمبر 2018، والتي شارك فيها أكثر من 150 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا، وأقاموا مئات الحواجز على الطرق السريعة، وفي الطرق المؤدية إلى مستودعات النفط والمحلات الكبرى. في الأسبوع التالي رفضت السلطات منح المحتجين ترخيصا بمظاهرة في باريس، فقرروا السير بإتجاه القصر الرئاسي في جادة الشانزليزية، يومها استخدمت الشرطة كميات هائلة من الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، واشتعلت الحرائق في الشانزليزية واحتل الخبر رأس نشرات الأخبار وافتتاحيات الصحف الكبرى.

يفرض القانون في فرنسا على جميع السائقين حمل سترات واقية صفراء فوسفورية في سياراتهم، لاستخدامها في حالات الطوارىء أو الحوادث، وأصبحت السترات الصفراء التي ارتداها المتظاهرون رمزًا مفيدًا ومعبرا عن طبيعة الاحتجاج، ومتوفرا للمتظاهرين الذين تسابقوا في تدوين أولوياتهم الخاصة كشعارات على ستراتهم الصفراء. ويدعم احتجاجات السترات الصفراء أكثر من ثلاثة أرباع السكان (95٪ من المتعاطفين مع اليسار الراديكالي، وحوالي 95 ٪ من الذين صوتوا للوبان، و83٪ من صغار الموظفين وذوي الرتب الدنيا، و 56٪ من المديرين، وحتى 59٪ بين الذين صوتوا للرئيس ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

انخفضت شعبية ماكرون، التى كانت منخفضة بالفعل، إلى الحضيض، ما اضطر الرئيس الخائف إلى إلقاء خطاب حول البيئة، أعلن فيه أنه يأسف لأن القادة السياسيين لم يستمعوا إلى الناس بما فيه الكفاية، ووعد بأنه سيتم تخفيض الضرائب على الوقود إذا انخفضت أسعار النفط في السوق العالمية، ورفض التراجع عن الزيادة الضريبية المقررة، وحسب استطلاع رأي قال 80٪ من المواطنين الذين استمعوا للخطاب إنهم لم يقتنعوا بكلام الرئيس، وقال رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، إنه مستعد لمقابلة وفود من السترات الصفراء للحوار، لكنه أعلن رفض الحكومة لمطلب المتظاهرين زيادة الحد الأدنى للأجور.

أكثر المتظاهرين نشاطاهم من الطبقة العاملة في المدن الصغرى، وكثيرون منهم متقاعدون، وهناك مستقلون وغيرهم من الطبقة الوسطى، لكن معظمهم جدد على النشاط السياسي، وليس من امتيازات نشطاء اليسار اختيار القضية التي ستشعل الحركة، فكانت الزيادة في الضرائب على الوقود هي الشرارة. لكن من الأهمية بمكان أن نفهم أننا نتحدث عن ضرائب للمبيعات، وهي أكثر أنواع الضرائب ظلمًا اجتماعيًا، لأنها تمثل نسبة أعلى بكثير من الإنفاق للقطاعات الأكثر فقراً من السكان، كان هذا هو السبب في أنه على مدار نصف القرن الماضي، قامت معظم الحكومات الليبرالية الجديدة بتخفيض ضرائب الدخل (وهى نظام أكثر عدالة اجتماعيًا) وزيادة ضرائب المبيعات.

ألغي ماكرون مؤخراً ضريبة ثروة لا يدفعها إلا الأغنياء جدا فقط؛ في الوقت نفسه، قام بزيادة الضرائب على معاشات التقاعد للجميع، وكانت آخر إعلاناته فرض المزيد من الضرائب على الوقود “بسبب البيئة” هي القشة الأخيرة التي دفعت بالمحتجين إلى الشوارع، ومما زاد الأمور سوءا عناوين الصحف الداخلية التي قالت بكلمات كثيرة وواضحة أن “الضرائب البيئية” لن يتم استخدامها في أي غرض يتعلق بالبيئة، ولكن ستستخدم ببساطة لتعويض التخفيضات الضريبية على الأغنياء، فخرج أصحاب السترات الصفراء إحتجاجا ضد الفقر المتزايد، لكن لكونها حركة غير منظمة، فقد تم طرح العديد من الشعارات والمطالب، من بين أكثرها شيوعًا: “ماكرون يجب أن يستقيل” و “تخفيض جميع ضرائب المبيعات” و”زيادة الحد الأدنى للأجور”، والدعوة إلى “تجمع الشعب” وزيادة استخدام الاستفتاءات في الحياة السياسية.

قدمت الحكومة عددًا من التنازلات، بما في ذلك سحب ضريبة الوقود، وبعد ذلك دعى ماكرون لإطلاق حوار أو “نقاشً كبير” حول عدد من القضايا، وبعد تراجع حركة “السترات الصفراء” في بداية العام، اندلعت أعمال عنف جديدة في مارس الماضي، وردت الحكومة بنشر وحدات الجيش في الشوارع. كانت الشرارة التى أشعلت غضب السترات الصفراء هي “ضريبة الوقود”، لكن الغضب استمر والاحتجاجات لم تتوقف حتى بعد تراجع الحكومة وسحب قانون الضريبة.

بدأ إيمانويل ماكرون حملته الرئاسية عام 2017 بنشر كتاب تحت عنوان “الثورة”، في محاولة لإقناع الناخبين بقدرته على قيادة تغيير حقيقي في فرنسا، وفي مارس الماضي أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع “أطلانطيكو” أن 39% من الفرنسيين الذين شاركوا يعتقدون أن الثورة هي الحل للوضع في فرنسا، وهي نسبة أكبر بكثير مما هي عليه في إيطاليا (28%) أو في ألمانيا (20%) أو في أسبانيا (13%).

يعتقد “مارتن جوري” مؤلف كتاب ثورة الجمهور وأزمة السلطة في الألفية الجديدة ” أن 39 % من الفرنسيين الذين صوتوا في الاستطلاع لصالح الثورة ربما يعنون أشياء أخرى بهذه الإجابة التى تعبر بوضوح عن رفض الأوضاع القائمة، لكن من المرجح أيضا وجود عنصر ثقافي، فكلمة الثورة مرادف تقريبا للوطنية في فرنسا وكوبا وعدد من البلدان الأخرى. والثورة تعني قهر السلطة، لكن الجمهور لم يبد اهتماما بذلك حتى الآن. أوضح ذلك المفكر “بيير روزانفالون” في كتابه “مكافحة الديموقراطية” فكتب:” لم يعد الراديكاليون هم أولئك الذين يتطلعون إلى ليلة عظيمة من الاضطرابات الثورية لحل الأزمة، بل أصبحت الراديكالية تعني، توجيه أصابع الإتهام يوميا ودائما، وتحريك سكين في كل جراح المجتمع”. هذا هو “خطاب الغضب”، الشكل المفضل لخطاب الجمهور في العصر الرقمي، لكن لا أحد، لا الجمهور ولا النخب، يعتقدون أن الثورة مرغوبة، والأسوأ، أن لا أحد يعتقد أنها ممكنة.

جاء ماكرون رئيسا بسبب انهيار القوي التقليدية للديموقراطية الاجتماعية واليمين الديجولي. لكن لم يمض وقت طويل على اعتبار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منقذ الرأسمالية الفرنسية، حتى إنفجرت احتجاجات أصحاب السترات الصفراء. إعتقد مؤيدو الرأسمالية أن شباب ماكرون وكلماته السريعة المقتضبة علامات متفائلة على وجود فرصة حقيقية لإنقاذ الرأسمالية الفرنسية من أزمتها وتعظيم أرباحها من خلال تعبئة “حاسة مشتركة جديدة”، لا يمين ولا يسار، لكنهم نسوا روح الثورة الفرنسية. وعلى الرغم من حصوله على 24٪ فقط من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إلا أنه كان قادرًا على جمع ما يكفي من الفئران المذعورة التي تركت أحزابها التي تصارع الغرق، وتأسيس حزب جديد والحصول على أغلبية واضحة في البرلمان. جاء ماكرون من نخبة النخبة، تخرج في أرقى الجامعات، وأدى عدد من المغامرات والحوادث إلى انتخابه، كان يمكنه، بمجرد توليه منصبه، أن يقود عملية دمج للطاقات السياسية الهائلة التي أطلقها الجمهور مع استمرار المؤسسات، لكن هذا لم يحدث أبدا. كان عديم الخبرة، وربما فقد طريقه. كتب كتابًا بعنوان “الثورة” وألقى أول خطاب رئاسي في قصر “فرساي”، إنه طموح، وربما تم إغراءه بتاج الإمبراطورية الرومانية المقدسة: حلم أن يصبح “أنجيلا ميركل” في فرنسا.

رغم أن ماكرون يتم تصويره عادة على أنه الأمل الأخير للوضع الراهن، إلا أنه- إيمانويل ماكرون نفسه-كان نتاجا لتمرد الجمهور، وكان وصوله إلى السلطة غريبا، وغير مسبوق فى تاريخ الجمهورية الخامسة، فهو لم يشغل إي منصب منتخب قبل أن يفوز بالرئاسة. هؤلاء أناس جدد – حرفيًا- على السياسة ودخل كثير من المواطنين إلى السياسة لأول مرة لدعم حملته الرئاسية. هذه إحدى علامات الحركة الشعبية. إن لغة ماكرون، التي تحض الفرنسيين على استعادة عظمتهم السابقة، كثيراً ما تتردد في لغة دونالد ترامب.

تسببت الهجمات الليبرالية الجديدة منذ عقود في استغلال العمال، لكن بشكل أقل وأبطأ بكثير مما حدث في بلدان أخرى، كبريطانيا مثلا، لا تزال الدراسة الجامعية في فرنسا مجانية، ونسبة الفقر بين العاطلين عن العمل والمتقاعدين أقل من بريطانيا، وشروط التعاقد مع العمال أفضل بكثير، وعلى الرغم من أن الحكومات، اليمينية واليسارية، المتعاقبة، خفضت معاشات التقاعد وأضعفت الحقوق النقابية، إلا أنها فشلت في تحقيق ما يطلبه زعماء الرأسمالية وبالسرعة المناسبة التي ترضيهم. ماكرون هو واحدة من آخر أوراق هؤلاء الرأسماليين. وهذا هو السبب الذي مكنه في الربيع الماضي من الصمود وتحدي إضراب طويل لعمال السكك الحديدية.

من المثير للشفقة أن يزعم ماكرون أن زيادة الضرائب على الوقود هي لأسباب بيئية، وفي الوقت نفسه، يواصل إغلاق خطوط السكك الحديدية المحلية، حيث من المقرر قريبا خروج 8000 كيلومتر من خريطة الرحلات، ويواصل تخفيض التمويل المخصص للبلديات والمحليات التي تدير وسائل النقل العام، كما أنه ينظم إغلاق برامج الإسكان الاجتماعي التي تتيح للموظفين ذوي الأجور المنخفضة العيش بالقرب من أماكن عملهم. في هذه الأثناء، تدفع شركات النفط الكبرى القليل من الضرائب، ولا يخضع وقود الكيروسين للطائرات لضريبة القيمة المضافة أو أي ضريبة على الإطلاق!

يشعر الكثيرون بالقلق من أن اليمين المتطرف يشارك في احتجاجات السترات الصفراء، ويرى بعض الرومانسيين أن اليسار يجب ألا يشارك مع اليمين المتطرف من حيث المبدأ، لكنها حجة مردودة لأنه إذا كان لديك احتجاج مؤلف من أشخاص جدد على السياسة، وأفراد من الطبقة العاملة من البلدات الصغيرة على وجه الخصوص، فمن المتوقع أن تجد بينهم أشخاص من أقصى اليمين. حصلت المرشحة الفاشية “مارين لوبان” على أكثر من عشرة ملايين ونصف صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة، لذلك من الوارد في أي حركة كبيرة أن تضم بعض هؤلاء الأشخاص. إن رفض المشاركة في الحركة لأن هناك أشخاصا يمينيون متطرفون يشاركون فيها هو تخلي أو تنازل طوعي عن المشاركة في التغيير الاجتماعي الشامل، على العكس من ذلك، نحتاج دائما أن نشرح للأشخاص الذين يصوتون لأقصى اليمين أن المليونيرة لوبان وعائلتها كاذبون ومحتالون. كانت لوبان وبعض الشخصيات اليمينية المتطرفة قد عبروا عن دعمهم للسترات الصفراء، لكنهم سيتوقفون عن هذا الدعم عندما تدرج مطالب الطبقة العاملة على جدول الأعمال. اليمين المتطرف يمثله بصورة كاشفة رجال الأعمال الصغار الذين لن يدعموا زيادة الحد الأدني للاجور وما إلى ذلك من مطالب.

إن تأثير اليمين المتطرف على الحركة مبالغ فيه، وهذه المبالغة هي في مصلحة ماكرون. قال وزراؤه: ” هذه حركة يمينية متطرفة”…ليصلوا إلى أن الطريقة الوحيدة لمواجهتها هي دعم ماكرون! تم طرد نشطاء اليمين المتطرف من الحركة في عدة أماكن، والمنظمون الرئيسيون في الغالب هم أشخاص من منظمة “أنصار فرنسا” أو من مجموعات يسارية أخرى..إنها حركة متنوعة جدا، لم يكن هناك أعضاء من أي حزب بين المئات الذين تم اعتقالهم في باريس ومدن أخرى.

لم تخل مظاهرات السترات الصفراء من الحوادث المؤسفة، تم الإبلاغ عن العديد من جرائم الإعتداء العنصري والتمييز الجنسي، في إحدى هذه الحوادث، قام متظاهرون بتسليم مهاجرين غير شرعيين للشرطة كانوا مختبئين في شاحنة، وليس ذلك بغريب على الجمهور الذي منح اليمين المتطرف اكثر من 10 مليون صوت إنتخابي، لكن لا يجب ألا يكون رد الفعل هو رفض دعم الحركة أو تجاهل الحوادث العنصرية.

كان هناك عدد من الاستجابات الصحيحة والمضادة لهذه الجراثيم، فتم طرد متحدث باسم الجبهة الوطنية، وشاركت امرأة سوداء كأحد الممثلين الرسميين للحركة والذين تمت دعوتهم لإجراء حوار مع وزير البيئة، ودعيت منظمات للملونين من ضواحي باريس إلى الانضمام إلى احتجاجات السترات الصفراء في باريس في الأول من ديسمبر 2018.، وفي مونبلييه، رحبت مظاهرة السترات الصفراء –بحماس- بمظاهرة نسوية كبيرة ضد العنف الجنسي كانت تحدث في نفس اليوم. عندما ينتقل الناس من الكلام إلى العمل المشترك، يمكن بسهولة تحديهم وتغيير أفكارهم العنصرية والجنسية.

على مدي الثلاثين عاما الماضية في فرنسا كانت مشاركة النساء في قيادة الحركات الاجتماعية في ازدياد، سواء كانت حركات للخدمات العامة أو من أجل ظروف عمل أفضل أو ضد الإسلاموفوبيا او لصالح حقوق اللاجئين، وشهدت الحركات الطلابية الحديثة عددًا كبيرًا من النساء في القيادة، كل هذا هو نتيجة لعقود من الكفاح من أجل احترام المرأة الفاعلة سياسيا، لذلك ليس من المستغرب أن تكون النساء حاضرات في هذه الحركة الجديدة.

يقول معظم زعماء الحركة المحليين انهم ليسوا سياسيين، وليسوا أعضاء في الأحزاب، وغالبا ما يشترطون عدم وجود لافتات سياسية أو حزبية في مظاهراتهم، ومع أن الحركة ترفض الأحزاب تماما في الوقت الحالي، لكن لم يصل الأمر إلى وجود عداء مفتوحا ضد نشطاء الأحزاب في الحركة. حزب “فرانس إنسوميز”- أو-“فرنسا الأبية”- بقيادة ملينشون، لا يعتبر نفسه حزبا، بل حركة سياسية، مع كل ما تنطوي عليه هذه الصفة من المزايا والعيوب، وهو في ذلك مثل تجمعات يسارية راديكالية أخري، مثل الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، في البداية كانت القيادة حذرة بشأن الحركة، ومع مرور الأسابيع اكتسبت الحركة قوة دفع وزخماً تدريجياً، وأصبحت المطالب أكثر وضوحاً، ولذلك تغير الخطاب من”هذه الاحتجاجات تشير إلى “غضب مبرر”، إلى “نأمل أن تكون ناجحة “، ثم إلى “الانضمام إلى حزبنا الحركة”.

ربما تتعرض حركة السترات الصفراء للإرهاق وتنهي احتجاجاتها، مثلما حدث في إسبانيا مع حركة المغتربين وفي “إسرائيل”، مع حركة “العدالة الاجتماعية”، كان هؤلاء المتظاهرون قادرين على الإستمرار فى الإحتجاج لفترة طويلة، وفي النهاية، فقدوا الاهتمام بالقضية وانصرفوا إلى منازلهم، ولم يكن لرد فعل الحكومات أثرا كبيرا في نهاية هذه الحركات.ويتغير الوضع يوميا في مثل هذا النوع من الحركات، الذي قد يندفع بسرعة كبيرة، ويمكن أن تختفي أيضًا بسرعة كبيرة، لكن من الواضح أن الشعارات الأكثر اتساعًا للطبقة العاملة، مثل زيادة الحد الأدنى للأجور، تظل لها الأولوية، لذلك فالأفضل للحركة هو المظاهرات المشتركة مع العمال ونقاباتهم واتحاداتهم. التقارب مع العمال ممكن بل ومطلوب، عندما تتعرض مصافي النفط للإضراب بسبب مطالب برفع الأجور، يتوجب التضامن معهم. إذا كان خفض الضرائب، على وجه العموم، هو المطلب المركزي، فماكرون ماهر للغاية  في “التخفيضات الضريبية” التي تفيد الأغنياء أكثر وتستخدم كذريعة لخفض الإنفاق على الخدمات العامة. من المهم هنا الإشارة إلى الوضع الخاص في إقليم جزيرة “ريونيون” الفرنسية في المحيط الهندي، حيث يعيش 40٪ من السكان تحت خط الفقر، كانت حركة السترات الصفراء هناك، أكثر قوة وعمقا مما كانت عليه في العاصمة باريس، ونجحت بالفعل في إجبار الحكومة على تجميد الزيادة في ضريبة الوقود لمدة ثلاث سنوات، وحصلوا على مزيد من الاموال للخدمات العامة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.