عقب مدحت الزاهد اليوم علي الحكم ببراءة المتهمين بتعرية سيدة الكرم وقال ” حضور الجريمة التى هزت ضمير مصر وغياب المتهمون ” وقال الزاهد
خطيرة هى الاثار السلبية للحكم بتيرئة المتهمين فى الاعتداء على بسيدة الكرم، وهو ما دعا النيابة العامة للطعن امام النقض. وقد تكون القضية افتقدت أدلة الثبوت بسبب الضغوط والشحن والتواطؤ وتغيير أقوال الشهود ، لكن هذا لا يعفينا من المسئولية بل جرس انذار ينبه لدور الحكومة والمجتمع فى توفير أجواء أمنة للمحاكمة وللشهود ، فأخطر ما فى الازمة هى الاجواء التى صاحبت التحقيق وادلاء الشهود بشهادتهم فى اجواء ترويع صاحبتها حوداث حرق بيوت ومحاولات طرد سكان وتحويل نزاع شخصى الى نزاع طائفى.
فلو تشاجر محمد واحمد يمكن أن تمر الازمة بسلام ولكن لو تشاجر محمد وعيسى يمكن أن تنتج أزمة طائفية وهذا هو جوهر المأساة. ووجهها الاخر اللجؤ لحل هذه النزاعات بجلسات عرفية ،تتم تحت الضغط، فى أمور لا يمكن التنازل فيها عن حق الدولة و المجتمع مثل حرق المنازل ومحاولات طرد بعض السكان وتحويل أحداث فردية الى نزاع طائفى يتولى فيه مواطنون سلطة اصدار الاحكام وتنفيذها ، اغتصابا لدور مؤسسات الدولة وسلطة القضاء . .. و أهم الاثار السلبية للحكم هى انه حدثت فى مصر جريمة بشعة هزت ضميرها وهددت بإشعال توترات طائفية ، ومع هذا حضرت الجريمة وغاب المتهمون، وأصبحنا أمام جريمة شنعاء ، الفاعل فيها مجهول .
و أخطر ما فى الامر هو شبهات التواطؤ المجتمعى مع مثل هذه الجرائم والجو المشحون الذى يصاحبها ويحول المنازعات الفردية فى الامور الشخصية الى نزاع طائفى اذا أختلفت الديانة ! وهو ما يؤكد الحاجة الى معالجة واعية ومثابرة تشارك فيها الدولة ومؤسسات المجتمع، شاملة الاحزاب والعمل الاهلى، من اجل ارساء مبادئ دولة المواطنة والقانون ومواجهة كل اشكال التمييز واشاعة قيم التسامح والتآخى . وهنا يلزم سرعة القبض على المتهمين المحكوم عليهم غيابيا فى الاتهامات بحرق المنازل وعدم الاعتداد بالجلسات العرفية بين الجناة والمجنى عليهم فى قضايا تخص الوحدة الوطنية وسلامة الارواح والمنشأت، غير جروح الكرامة والانسانية .