قال مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، فى معرض تعقيبه على احتجاز يحيى قلاش نقيب الصحفيين، وخالد البلشى وكيل النقابة وجمال عبد الرحيم سكرتيرها العام : أن نقابة الصحفيين سوف تواصل رسالتها فى الدفاع عن حرية الرأى والفكر والتعبير ولن يرهبها ابدا اجراءات الترويع، وسوف تبقى سلالمها ملاذا لحركات الاحتجاج ولانين المظلومين، ومنبرا للتعبير ورفض المظالم.
واستغرب الزاهد مطاردة أجهزة الامن لقيادات العمل النقابى وللصحفيين ولكل من عارض سعودة تيران وصنافير، بينما كانت المظاهرات التى ترفع اعلام السعودية والبلطجية الذين اعتدوا باللفظ وبالايذاء البدنى على شباب مصر تجرى تحت حراستهم وبتشجيع منهم.
وقال أن مشهد اقتحام النقابة كان حلقة فى مسلسل الترويع، فلم يلوذ بها ارهابيون، ولم يكن بين جدرانها صناع قنابل وعبوات وناسفة ومولوتوف، وكانت النقابة تفاوض على تسليمهم بشكل كريم، لكن الاقتحام جرى بذريعة اعمال القانون، بينما جرى التستر على متهمين من عملاء الامن صدرت ضدهم احكام قضائية وخرجوا من البلاد ودخلوها من قاعة كبار الزوار .
وتابع الزاهد ان فى سياق هذا المشهد الكارثى صدرت احكام بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 الف جنيه على الشباب من معارضى التنازل عن الجزر المصرية، وتجرى محاولة ترويع المجتمع والعودة به الى حظيرة الصمت والصوت الواحد ، وفى هذا السياق نفسه جرى توجيه اتهامات لرئيس لجنة الحريات بالنقابة خالد البلشى ثم امتدت الدوائر الى النقيب نفسه وسكرتير عام النقابة.
واشار الزاهد الى أن الانظمة السلطوية انتبهت الى مخاطر الاعتداء على نقابة الصحفيين والى الدور الذى تلعبه سلالمها فى التعبير عن الاحتجاج بأرقى أشكال التعبير الديمقراطى، وهو ما انحرفت عنه السياسات الراهنة متجاهلة دروس التاريخ وخبرته، فمن حيث يسرى الوهم بإمكانية كسر الاقلام وتكميم الافواه ومصادرة الحريات تخسر مؤسسات الحكم وتزيد فجوة الثقة بينها وبين اصحاب الرأى وتتراجع قدرتها على الحكم بالرضا العام ويتأكل رصيدها وتتعاظم قوى مواجهة الاستبداد.
واختتم الزاهد بالاستعارة عن حكم للمحكمة الدستورية العليا ” وأنه من الخطر فرض قيود ترهق حرية التعبير بما يعوق المواطنين عن ممارستها، كما أنه أمر محتم أن ينحاز الدستور إلى حرية النقاش والحوار في كل أمر يتصل بالشئون العامة ولو تضمن انتقاداً حاداً للقائمين بالعمل العام، إذ لا يجوز لأحد أن يفرض على غيره صمتاً ولو كان معززاً بالقانون.
ان حوار القوة إهدار لسلطان العقل ولحرية الإبداع والأمل والخيال، وهو في كل حالة يولد رهبة تحول بين المواطن والتعبير عن آرائه.