بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
ملحمة العبور وكيف أجهضت السياسة النصر العسكري
عقد اليوم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي حلقة نقاشية بدعوي من النادي السياسي للحزب بعنوان ” أكتوبر ملحمة العبور ” وادار المناقشات الدكتور طه طنطاوي مسئول النادي السياسي للحزب.وقد بدأت المناقشات بالوقوف دقيقة لتحية وتكريم شهداء مصر في حرب السادس من أكتوبر. ثم تحدث طنطاوي عن ذكري أكتوبر وما هي أهم الدروس والخبرات التي يمكن استخلاصها من ملحمة أكتوبر .
بعد ذلك بدأ مدحت الزاهد رئيس الحزب حديثه بتحية المقاتلين والشهداء في السادس من أكتوبر ودور التدريب وعناصر الخداع الاستراتيجي في تحقيق العبور.وأوضح أن 6 أكتوبر بدأت في 9، 10 يونية 1967 عندما أتخذ الشعب قرار الحرب ورفض الهزيمة، فالشعب هو من أصدر امر القيادة ودعم تماسك القوات المسلحة.وأوضح كيف تمت إعادة بناء القوات المسلحة وتطوير قوتها القتالية من قلب حرب الاستنزاف ووجه تحية لروح الفريق محمد فوزي الذي وضع ونفذ خطة إعادة بناء القوات المسلحة والاستعداد للمعركة . وكيف استطاعت مصر تطوير قوتها في رأس العش وإيلات . بل أن الشهيد عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة قد استشهد وهو في خط المواجهة الأمامي مع العدو.
وأضاف الزاهد طبيعة حوارت التجهيز للحرب التي عرضها موسي صبري في كتابه ” وثائق حرب أكتوبر” حول حرب تحرير شاملة أم حرب محدودة لتحريك القضية والدفع بالتسوية إلي دائرة الضوء.وكيف كانت بطولات الجندي المصري الذى صنع الملحمة . وكيف طالب الجمسي والشاذلي بتطوير الهجوم بينما كان السادات والمشير أحمد إسماعيل مع وقفة تعبوية وعدم تطوير الهجوم .وكيف تم تبديد الجهود حتي حسمت إسرائيل المعركة مع سوريا وبدأت تطوير الهجوم في سيناء.وتناول دور القناة السرية بين حافظ إسماعيل وشاه ايران وصولا الى كيسنجر في التعهد اثناء الاشتباك بعدم توسيع المواجهة او تعميق الاشتباك الامر الذى وفر لإسرائيل فرصة تركيز ثقلها على الجبهة السورية ودور هذه القناة في خداع السادات والتأثير على خططه.
ومن خلال قرأة في الكتب والمذكرات المنشورة حول حرب أكتوبر يتضح كيف تعجل السادات في الدفع بقوات الاحتياطي الاستراتيجي بحيث أصبح الطريق مفتوح إلي الثغرة وشبكة الصواريخ ضربت علي الأرض بدبابات العدو.وشرح كيف أجهضت السياسة النصر العسكري.
وتابع الزاهد: كان المطلوب تفكيك شبكة العلاقات المصرية العربية والاقليمية والسقوط في قاع التبعية من خلال حل منفرد مع العدو بما قاد إلي عزل مصر عن محيطها العربي وحصارها وهو ما أكده كسينجر وبريجنسكي . وقد بدأ بوقف إطلاق النار ومباحثات الكيلو 101 ثم الاتفاقية الثانية لفض الاشتباك مروراً بإخلاء مدن القنال ثم زيارة السادات للقدس والتي انتهت بكامب دافيد. وكيف استقال ثلاث وزراء خارجية هم إسماعيل فهمي ،محمد رياض ، محمد إبراهيم كامل وكيف خاض السادات مراحل التسوية وا أنتهت إليه من عزل مصر وانتهت بحادث المنصة .
لقد كانت هناك إمكانيات عسكرية للنصر ولكن القيادة السياسية وظفت نتائج المعركة لصالح المخطط السياسي الذي وضعه السادات. فالسياسة خزلت السلاح وقد كانت القيادة أسيرة رؤية انهزامية تواكبت مع تراجع الطبقة بمفكريها وسياسيها خلال هذه المرحلة بما يوضح كيف كانت الطبقة تسير باتجاه التسوية والسقوط في التبعية.واستطرد الزاهد ان السادات استطاع النفاذ إلى عمق الميول الانهزامية لقوى اجتماعية رأسمالية بعد هزيمة يونيو وبلورة هذا الوعى والقيام بدور القاطرة له.
ودارت المناقشات حول صعوبات السلام في ظل الهزيمة وكيف وفر العبور وحرب اكتوبر إطار لتحريك عملية السلام وكأنه نابع من موقف نصر وليس هزيمة . وكيف اشترط السادات استعادة كامل الاراضي المصرية مقابل انهاء الارتباط العربي والاقليمي ووقف المشروع الاقتصادي والاجتماعي والتقدم تجاه مشروع رأسمالي تابع . وكيف حدث الخداع الجماهيري عند زيارة القدس حيث لم يعرف الشعب ان هناك محادثات مطولة تمت بين حسن التهامي وموشي ديان برعاية ملك المغرب وكانت نهايتها الاتفاق علي خطوة كبري علي طريق العلاقة بين مصر واسرائيل فكانت زيارة السادات لإسرائيل لتبدأ مسيرة التسوية والتطبيع والتبعية.وتساءل بعض الاعضاء حول الدور السوري والأردني في أكتوبر وكيف كان إبعاد الخبراء السوفيت جزء من تحويل بوصلة السياسة المصرية باتجاه الولايات المتحدة.لقد كانت أكتوبر ملحمة الشعب المصر والجيش المصري التي أجهضتها السياسة وهوت بدور ومكانة مصر لما نعانيه الآن. إن أهمية الاحتفال بذكري أكتوبر هو احياء الذاكرة الوطنية وتكريم الجنود والقيادات التي صنعت ملحمة عظيمة واثبتت اننا نستطيع وانه بوسعنا مجابهة العدو وهزيمته.
