الرئيسية » أخبار » الزاهد يكتب بعد أن تسكت المدافع

الزاهد يكتب بعد أن تسكت المدافع

كتب مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي تعقيباً علي احداث غزة قائلاً:
سوف تتكرر في غزة على فترات الاشتباكات واتفاقات التهدئة والمقاومة الباسلة للشعب والمقاتلين مع مناورات السياسة وتترافق أصوات المدافع مع مفاوضات التسوية على خلفية قواعد جديدة للاشتباك لا تجعل من غزة ميدان رماية مفضل للعسكرية الإسرائيلية .. وتناولت انا وغيرى كثيرا ما صنعته صلابة المقاومة ولكن ربما تلزم الإشارة الى جوانب سياسية للصراع أضاءت المواجهة الأخيرة بعض عناصرها بقدر ما أبرزت رغبة أطرافها في عدم توسيع المواجهة وتعميق الاشتباك ،. ولهذا التوجه خلفية سياسية مؤكدة يمكن أن يوضحها السماح الاسرائيلى للسفير القطرى قبل المعارك بايام بالدخول الى غزة بحقائب محملة ب 15 مليون دولار وتسليمها لممثلى الحكومة الحمساوية لتخفيف معاناة السكان، وحتى بعد المعارك أكدت إسرائيل أنها ستواصل السماح بالتدفقات القطرية لإغاثة غزة ، فضلا عن الوساطة القطرية بين غزة وقبرص لتحقيق بعض المشاريع ..
والدلالات الواضحة للتوجه الاسرائيلى انها:

1- حريصة على الاستمرار في خطة فصل غزة عن القطاع وعزلها في مسار خاص وكانت غزة أول الاراضى التي انسحبت منها إسرائيل (غزة واريحا أولا ) بعد اتفاق أوسلو فهى علبة سردين مكدسة بالبشر ولا مجال فيها للاستيطان والمستوطنات المحدودة كانت مطوقة وتمثل عبئا امنيا وغزة ليست حاضرة في الاساطير الدينية اليهودية وكثيرا ما تمنى زعماء إسرائيل ان يستيقظوا ذات صباح ليجدوا غزة وقد ابتلعها البحر .. وبالتالي يمكن السيطرة في غزة بالحصار وليس الخنق. 2- خوف إسرائيل من انفجار الوضع في غزة نتيجة تدهور أوضاع السكان وما أدى اليه هذا الانهيار من صعود كتلة جماهرية من خارج عباءة المنظمات ويمكن ان تمارس تأثيرا على السياسات يفقد الحكومة القدرة على السيطرة وهذا جانب تحسب له إسرائيل حساب كحساب قدرة الصوريخ ويزيد.

3- وتدرك إسرائيل اكثر من غيرها أن سقوط حماس يمكن أن يسفر عن سيطرة تنظيمات اكثر رارديكالية لا تأخذ من سوريا نفس الموقف الذى أخذته حماس فترة الحصار ولا تهجر ايران بل تكون اكثر ارتباطا بطهران وقد تكررت هذه الفكرة كثيرا في الادبيات الإسرائيلية وهناك من الكتاب المرموقين في تل ابيب من كتبوا أن تصفية حماس وهم لانها فكرة ولو نجحت هذه التصفية فسوف تخلف فراغا يشغله الجهاد والقاعدة.

4- وفى المقابل تركز إسرائيل على تصفية الوضع في ما تبقى من الضفة بالالحاق بالأردن وهو ما يزيد معاناة الملك عبد الله ويجعله يتململ او مجالس محلية تحت سيطرة سلطة معدلة لان أبو مازن ليس مناسبا لهذه المرحلة فهو مهندس أوسلو وعند إسرائيل سقط مشروع الدولتين.

5- يتناغم ذلك مع الاختراق التطبيعى في الخليج والتوجه الامريكى لشطب القضية الفلسطينية ومشروع الدولتين والقدس الشرقية وإعلان إسرائيل دولة قومية لليهود.

6- ولان الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى عنيفة ينبغي وضع هذه المعطيات في تقييم اشتباك غزة وما سوف يتلوه من اشتباكات فاحيانا تأخذ المفاوضات والمساومات شكل التراشق بالسلاح .

7- ويمثل صعود حركات جماهيرية ديمقراطية مستقلة في فلسطين والدول العربية وتعاظم تأثيرها وقدرتها على اضعاف التوجهات التسلطية والاقصائية للأنظمة والحركات المستهدفة أمريكيا واسرائليا ونمو الحركة المناهضة للتطبيع و خطط الهيمنة والتقسيم الطائفى والمناطقى والعرقى في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، تمثل هذه التوجهات المسار الممكن لصنع خريطة جديدة للمنطقة العربية ضد صفقة القرن والتقسيم والتفتيت كشروط للهيمنة الاستعمارية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.