حصلت قبائل بايوت مؤخرا على حكم قضائى تاريخى بعد ان خاضوا معركة شرسة منذ اغسطس الماضى ضد الادارة الامريكية من اجل الحصول على حق التسجيل فى قوائم الناخبين وحق التصويت المبكر وخلال يوم الانتخابات الرئاسية داخل المحميات التى يقيمون فيها.
وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية فى مقال نشرته اليوم الاثنين على موقعها الالكترونى انه اصبح الان ممكنا فتح مكاتب للتصويت داخل محميتى بيراميد ليك و ووكر ريفير -وهما اثنان من اكبر المحميات فى ولاية نيفادا الامريكية- واللتين يسكنهما قبائل بايوت المنتمية الى الهنود الحمر.
وانتشرت فى محيمة بيراميد ليك منشورات صغيرة كتب عليها بخط صغير يصعب قراءته -كما اوضحت الصحيفة الفرنسية- كل صوت من الهنود الحمر يحسب .. تصويت مبكر للانتخابات الرئاسية الامريكية .
ورحب فينتون هاولى -زعيم القبيلة الذى يسكن فى شمال رينو – باقبال افراد قبيلته على المشاركة فى التصويت المبكر قائلا ان ثلاثة وخمسين شخصا حضروا للتصويت يوم السبت الماضى بين الساعة العاشرة صباحا والثانية ظهرا .
وعلى الرغم من ان هذه الحقوق تبدو بديهية فان عدم احترامها يشكل انتهاكا جسيما لقانون حق التصويت الصادر عام 1965 والذى يحظر اى تمييز على اساس عرقى فى عملية التصويت بالنسبة للهنود الحمر -السكان الامريكيين الاصليين- على غرار باقى السكان من المزارعين الذى يعيشون داخل المحمية نفسها.
وقبل ان ينصفهم القضاء فى السابع من اكتوبر الجارى كان يتعين على الناخبين من سكان هاتين المحميتين ان يسافروا 300 كيلومتر على الاقل -ذهابا وايابا- للتصويت فى مدينة سباركس -احدى مدن ولاية نيفادا- الواقعة شمال مدينة رينو.
وبالاضافة الى اسعار البنزين المرتفعة بالنسبة لهذه القبائل الفقيرة يعرب بعض افراد بايوت عن انزعاجهم من الذهاب الى احياء لا يسكنها الهنود الحمر.
وذكرت لوفيجارو، ان نسبة التسجيل والمشاركة فى الانتخابات كانت -على مر السنوات الماضية- ضئيلة داخل هاتين المحميتين الريفيتين الواقعيتين فى قلب صحراء نيفادا.
وقال هولى زعيم القبيلة ان القضاء كان يتعين عليه ان يعطينا هذه الحقوق خاصة وان ولاية نيفادا واحدة من الولاية المتأرجحة (اى لا تحتوى على اغلبية سياسية جمهورية او ديموقراطية) .
ويرى هاولى -الذى تم انتخابه كزعيم للقبيلة قبل عامين- انه من المهم للغاية ان تشعر القبائل بمزيد من المشاركة فى الحياة السياسية .. اذ بدأت الامور تتغير بالفعل فهناك اكثر من فئة تنتخب للمرة الاولى مثل المعاقين والمحرومين .
وفى نيكسون -على غرار باقى المحمية التى يسكنها 1500 شخص- يعيش 750 من بينهم تحت خط الفقر ويرجع ذلك الى معدلات البطالة المرتفعة للغاية التى وصلت الى 35%.
ويقول 5,2 ملايين من السكان الاصليين ان هذه المستويات اعلى بكثير من المتوسط وكذلك يعانى الهنود الحمر من معدلات مرتفعة من الانتحار وادمان الكحول.
واشارت الصحيفة الفرنسية الى ان متوسط عمر السكان الاصليين اقل ب 4,2 اعوام مقارنة ببقية سكان الولايات المتحدة.
وقال زعيم القبيلة ان الاتصال مع غير الهنود الحمر والاستيعاب القسرى والصدمات التاريخية هى عوامل تركت اثرا فى نفوس المواطنين الاصليين المتمسكين دائما بثقافتهم وهويتهم ومعتقداتهم القوية .. فالحياة ليست سهلة بالنسبة لهم .
وعلى الرغم من ان المحمية تستفيد من برامج مساعدات مجتمعية وبرامج توفير فرص عمل تقدمها حكومة القبيلة فان سكانها يشعرون بان الادارة الامريكية لا تهتم بهم.
وقال هاولى ان المرشحين للرئاسة لا يجرون اى حملات انتخابية فى المحمية .. اذ يذهبون الى لاس فيجاس او كاليفورنيا حيث يسكن الاغنياء.
واقر زعيم القبيلة بان الهنود الحمر يدعمون عادة المرشحين الديمقراطيين .. اذ قال ان الرئيس الامريكى باراك اوباما فعل الكثير من اجلنا على مدار الثمانية اعوام الماضية اذ سمح على سبيل المثال للقبائل باستصلاح الاراضى .. ولكن كنت اود ان اسأل المرشحين عما يعتزمون القيام به من اجل رفع مستوى معيشة السكان الاصليين.