الرئيسية » عربي ودولي » الولايات المتحدة تقر شرعية المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة

الولايات المتحدة تقر شرعية المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة

وَاهم من يتصور الأمريكان شركاء في سلام المنطقة كما أشاع السادات فهم طرف منحاز بالكامل ولا يمكن ان يأتي بحلول الا لمصلحة استمرار الكيان الاستيطاني في فلسطين المحتلة فهي ركيزة المشروع الأمريكي للعالم وللمنطقة. أمس أعلن رئيس الدبلوماسية الأمريكية، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالصفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، مضيفا أن الوضع القانوني النهائي للضفة سيتم تحديده عبر مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

لذلك من الطبيعي أن ترحب  إسرائيل بتغيير موقف الولايات المتحدة بشأن الاستيطان الإسرائيلي، واصفة إياه بـ “تصحيح للخطأ التاريخي”، فيما دانته ورفضته السلطة الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بالرد عليه.

وقال رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة له، تعليقا على قرار الولايات المتحدة التي أعلنت عن “شرعية” المستوطنات الإسرائيلية، أمس الاثنين، إن “الولايات المتحدة تبنت اليوم سياسة مهمة تصحح المسار التاريخي الخاطئ”.واعتبر نتنياهو أن قرار واشنطن “يعكس الحقيقة التاريخية التي تتمثل في أن اليهود ليسوا مستعمرين غرباء في يهودا والسامرة (التسمية العبرية للضفة الغربية)”.

وردا على إعلان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أنه “إعلان باطل ومرفوض ومدان ويتعارض كليا مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الرافضة للاستيطان، وقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار رقم 2334”. وأكد أبو ردينة أن “الإدارة الأميركية غير مؤهلة أو مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية، ولا يحق لها أن تعطي أي شرعية للاستيطان الإسرائيلي”.

وأخيرا أدركت الرئاسة الفلسطينية الحقيقة  المرة ، وجددت التأكيد على أن “الإدارة الأميركية فقدت تماما كل مصداقية ولم يعد لها أي دور في عملية السلام”.

من جهته، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عن استهجانه الشديد من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مؤكدا إن “الإدارة الأمريكية تضع نفسها في صف غلاة المستوطنين وتدافع عن المصالح الاستيطانية الخاصة لبعض مسؤوليها“.

ودعا عريقات مستشاري الإدارة الأمريكية الى مراجعة بنود القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقال إن “أدوات القانون الدولي جميعها تدين الاستيطان بدءا من المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم نقل السكان المدنيين إلى الأرض المحتلة مرورا بميثاق روما الذي يعتبر الاستيطان جريمة حرب، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، ومؤخرا القرار الصادر عن محكمة العدل الأوروبية بحيثياته القانونية الموثقة تأكيدا لهذا الموقف الواضح الذي تتخذه أدوات القانون الدولي كافة إزاء الاستيطان والذي هو غير قابل للدحض أو الشك”.وطالب عريقات المجتمع الدولي بالرد على هذه الإعلانات غير القانونية، “لأن هذا السلوك يشكل خطرا على الاستقرار الدولي”.

بدوره، حذر الأردن من خطورة القرار الأمريكي حول المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ومن تداعياته على عملية السلام. وكتب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي في تغريدة على “تويتر”، أمس الاثنين، أن “المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة خرق للقانون الدولي وقرارت الشرعية الدولية وإجراء يقتل حل الدولتين ويقوض فرص تحقيق السلام الشامل”. وأضاف أن “موقف المملكة في إدانة المستوطنات راسخ ثابت. نحذر من خطورة التغيير في الموقف الأميركي إزاء المستوطنات وتداعياته على كل جهود تحقيق السلام”.

أكدت مصر، مساء أمس، عدم تغير موقفها من المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي عن “تخفيف” موقف واشنطن إزاء هذه القضية.وفي بيان صحفي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، أن القاهرة ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي فيما يتعلق بوضعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها غير قانونية وتتنافى مع القانون الدولي.

كما أعلن الاتحاد الأوروبي أن موقفه من الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية لم يتغير، وأنه يعتبر جميع الأنشطة في هذا المجال غير شرعية.وقالت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان أمس ، إن “الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لإنهاء كافة الأنشطة الاستيطانية وفقا لالتزاماتها باعتبارها دولة احتلال”.واعتبرت موغيريني أن “القرار الأمريكي يقوض آفاق السلام الراسخ في المنطقة”.

كذلك أكدت روسيا أنها لم تغير موقفها من قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي سبق أن صنفتها غير شرعية وقال المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الروسية، في تصريح مقتضب لوكالة “تاس”، “موقف روسيا من هذه القضية لم يتغير”.

وأكدت روسيا مرارا على موقفها الرافض للاستيطان، داعية إلى ضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر حوار مباشر بين الطرفين على أساس مبادئ حل الدولتين ضمن حدود عام 1967.

عام 2017، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وافتتحت الولايات المتحدة رسميا سفارة لها بالمدينة في العام التالي. كما اعترفت إدارة ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967. واستكمالا للدعم الاسرائيلي أضفت المشروعية علي المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة .

في يولية الماضي وافق مجلس الشيوخ الإيرلندي على قانون بحظر استيراد المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس. الخارجية الإسرائيلية أدانت القانون واعتبرته دعماً لما وصفته “بالمبادرات الشعبوية المتطرفة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل”، والمنسق العام للجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل محمود نواجعة يؤكد أن اللجنة كان لها دور في قرار البرلمان الإيرلندي وأن حركة المقاطعة ستبدأ بالسعي إلى تجريم التعامل مع بنوك إسرائيلية لديها فروع في المستوطنات الإسرائيلية.

وتستمر المعركة بين أطراق تعلق أمال علي الامريكان كطرف في عملية السلام بينما تتواصل المقاومة الفلسطينية وحركة المقاطعة في كسب مؤيدين جدد لمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة . وكما استطاع الشعب الفلسطيني ومظاهرات العودة إفشال صفقة القرن تستمر المقاومة باشكالها المتنوعة ضد المخططات الأمريكية والاسرائيلية وبحثاً عن سلام حقيقي في فلسطين المحتلة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.