الرئيسية » مقالات » انور فتح الباب يكتب 24 أكتوبر أسطورة المقاومة المصرية في السويس

انور فتح الباب يكتب 24 أكتوبر أسطورة المقاومة المصرية في السويس

يمثل يوم 24 اكتوبر يوما فاصلا في التاريخ المصري فهو اليوم الذي كسرت فيه المقاومة الشعبية في السويس ارادة العدو الصهيوني ومرغت بكرامة جيش الدفاع الاسرائيلي تراب السويس .
بعد ثغرة ” الدفرسوار”  علي الجبهة المصرية دفعت اسرائيل  بقواتها للضفة الغربية لقناة السويس  في محاولة للاستيلاء علي هدف استراتيجي غرب القناة  ودفع قواته تجاه السويس عبر  ثلاثة محاور  في وقت حوصر فيه الجيش الثالث الميداني  ولم يتبق سوي بعض قوات المؤخرة وجزء من قوات الفرقة 19  . في حين ان السويس كانت تضم نحو خمسة آلاف من المدنيين الذين يعملون في الخدمات والمرافق او فضلوا البقاء في المدينة رغم ظروف الحرب والتهجير .

حاولت القوات الاسرائيلية دخول السويس عبر طريق  مصانع البترول والسماد المعروف بطريق     ” الزيتيات”  واحضرت “جولدا مائير” رئيسة الوزراء الاسرائيلية  الي احد مصانع البترول وتم التقاط صوره لها بجوار شعلة البترول في السويس وخرجت تقول للإعلام ان قواتنا تقاتل في افريقيا  . وكانت هذه القوة تقصد الوصول لحي السويس عبر مبني قصر الثقافة والمحافظة ثم اول طريق السويس / حي الاربعين بهدف الوصول لمركز المدينة في ميدان الاربعين ..
والمحور الثاني عبر طريق السويس / الاسماعيلية الصحراوي قاصدا مدخل السويس من ناحية حي ” المثلث”  قاصدا الوصول الي ميدان الاربعين.
وتقدمت القوة الثالثة عبر  طريق الاسماعيلية / السويس الزراعي قاصدة الوصول لشارع صدقي الي ميدان الأربعين.
تقدمت القوة القادمة عبر طريق الاسماعيلية / السويس الصحراوي  وصولا لمحطة القطارات في المثلث داخل السويس ويذكر” شلومو عواد ” المصور الصحفي الاسرائيلي الذي كان مصاحبا للقوة  أن القوات الاسرائيلية  هبطت لتلتقط  “كعوب ” تذاكر القطارات الملقاة علي الرصيف كتذكار لدخولها السويس ، ويذكر عواد ان  القوة تقدمت عبر طريق المثلث تشق شارع الجيش بهدف الوصول لميدان الاربعين  وكأنها في نزهه فالشوارع فارغة  من الاهالي والبيوت مهجورة وتقدمت الدبابات ” السانتوريان ” حديثة الصنع تشق طريقها لقلب المدينة لتفاجئ بأول كمين بقيادة الشهيد “احمد ابو هاشم ” والشهيد ” فايز امين ” من منظمة سيناء العربية وافراد من الجيش  عند مزلقان “البراجيلي ” حيث تم تدمير دبابات العدو بقذائف ال آر . بي . جي فضلا عن التعامل مع الافراد بالمولوتوف والقنابل اليدوية . يذكر  الجنرال” حاييم هيرتزوج ”   في كتابه “عن حرب التكفير”  (ان الكتيبة المدرعة التي دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عدد دباباتها  24 دبابة قد قتل او جرح عشرون قائد من قادتها الاربعة والعشرون ) . استشهد في هذه المعركة قائد المجموعة احمد ابوهاشم.

القوة الثانية تقدمت عبر طريق السويس / الاربعين حيث تلقاها كمين بقيادة عضو منظمة سيناء العربية الشهيد ” ابراهيم سليمان”  وزميله “ميمي سرحان” حيث تم تدمير اولي دبابات مجموعة الدبابات وترتبك بقية الدبابات  ليرتبك اعضائها ويتقافزوا ليصطادهم الرصاص والزجاجات الحارقة ولكن تنجح قوة منهم في التقدم لقسم الاربعين واقتحامه  واحتجاز افراده حتي يوم 28  اكتوبر حين فرت هذه القوة محتمية بظلام الليل الي اطراف السويس .

اما القوة الثالثة القادمة من طريق الاسماعيلية / السويس الزراعي فقد دمرت في اول الطريق عند منطقة الهاويس ولم تعاود الهجوم علي المدينة  . وتحاول اسرائيل معاودة دخول السويس ايام 25 ، 26 ، 27 ، 28  اكتوبر وتفشل في ذلك وتبقي علي اطراف السويس بعد صدور قرار وقف اطلاق النار في 28 اكتوبر.  لتسجل السويس صفحة من البطولة لمدة 101 يوم هي مدة حصار المدينة حيث تمكن الاهالي بمخزون  قليل من المواد التموينية والوقود  من الاستمرار في المقاومة مع شح المياه بعد قيام العدو المجرم بقطع مياه ترعة الاسماعيلية عن السويس ليقوم الاهالي بتقطير المياه المالحة وماء المجاري واستخراج بعض المياه الجوفية لتسجل السويس صمودا اسطوريا شُيه بصمود مدينة ” ستالينجراد ” السوفيتية  امام الغزو النازي اثناء الحرب العالمية الثانية ولتصنع السويس اسطورة مدينة عصية علي الركوع غير لبارئها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.