الرئيسية » عربي ودولي » بعد أكثر من ثلاث سنوات علي انطلاق عاصفة العجز .. الكل خاسرون ( 1 )

بعد أكثر من ثلاث سنوات علي انطلاق عاصفة العجز .. الكل خاسرون ( 1 )

من قصر العوجا بالعاصمة الرياض وفي مارس 2015 أطلق الملك سلمان بن عبدالعزيز ” عاصفة الحزم ” لاستعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء.

بعد مرور ثلاث سنوات علي انطلاقها وصف انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الصراع الدموي المستمر في اليمن والذي دخل عامه الرابع في مارس الماضي بأنها “حرب غبية”، لم يحقق أي طرف انتصاراً حاسماً. الخاسر الوحيد فيها ملايين المدنيين. استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.

عمد الطرفان إلى مضايقة الناشطين اليمنيين والصحفيين وتهديدهم والاعتداء عليهم. اعتقلت قوات الحوثي والقوات التابعة للحكومة والقوات الإماراتية والقوات اليمنية المدعومة من الإمارات عشرات الأشخاص تعسفا وأخفتهم قسرا.

لذلك كتب عبدالوهاب العمراني في صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، يقول: “أطل علينا العام الرابع للحرب على خلفية حالة إحباط وقنوط للشارع اليمني … فالهزيمة المعنوية الكبرى الذي تلقاها اليمنيون كانت بسبب ركونهم على التحالف، فبقاء الحوثي ليس بسبب قوته بل لاختلاف خصومة وخذلان التحالف الذي يثبت يوما بعد يوم بأن الأهداف المفترضة المعلنة تختلف كليا لما هو على أرض الواقع”.

ويصف الكاتب “عاصفة الحزم” بأنها “عاصفة العجز”، قائلا: “نكبة اليمن اليوم هي أن الشعب ضحية التنكيل به من قبل الغازي ‘الوطني’ والخارجي، بين شرعية ينقصها الإرادة والإدارة وتحالف متخاذل شن الحرب تحت لافتة تختلف كليا عن ما يجري اليوم على واقع المشهد السياسي والعسكري”.

في السياق ذاته، يصف سعيد الشهابي في جريدة “القدس العربي” اللندنية ثلاث سنوات من الحرب على اليمن بأنها “الحرب الفاشلة”. ويقول: “ثلاثة اعوام متواصلة من الحرب على اليمن لم تُحدث تغيّرا حقيقيا على التوازن السياسي والعسكري في اليمن، ولم تحقق السعودية التي تقود التحالف المشارك في تلك الحرب تقدما ملحوظا سواءٌ على الجبهة العسكرية أم في المفاوضات التي تواصلت وانتقلت من الكويت إلى جنيف ومسقط. هذا يعتبر إخفاقا كبيرا خصوصا للسعودية والإمارات اللتين تصدرتا التحالف برغم التفوق الهائل لهما في المعدات العسكرية”.

ويضيف أن “الحرب أحدثت اضطرابا سياسيا وأخلاقيا غير مسبوق في التحالف الأنجلوـ أمريكي. ففي الوقت الذي أصبح مسؤولوه مقتنعين باستحالة حسم الحرب عسكريا وكرّروا دعواتهم للبحث عن حل سياسي، فإنهم يواصلون تزويد السعودية بالسلاح”.

الآن وبعد أكثر من 4 شهور من العام الرابع للحرب خسر الجميع وربحت شركات السلاح الأوروبية والأمريكية والروسية والصينية ومن أجل تنفيذ مخططات الناتو الساعية لاستنزاف إيران علي مرتفعات اليمن اصبح الكل خاسرين.

ذهبت مجلة التايمز البريطانية إلى تقدير تكلفة الحرب بنحو 200 مليون دولار يوميا ـ  أي 72 مليار دولار سنويا و216 مليار دولار في ثلاث سنوات، تشير مصادر أخرى إلى أن المبلغ أكبر بكثير، وتقدره فورين بوليسي بنحو 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى فقط منها الصفقات العسكرية للمملكة.

تستنزف الخسائر العسكرية في اليمن احتياطي الدولة السعودية من النقد الأجنبي بشكل غير مسبوق، إذ انخفض إلى 487 مليارا في يوليو 2017 بعد أن كان 737 مليار دولار في  الفترة نفسها من عام 2014، وزاد الإنفاق العسكري بنحو 22.6 مليار دولار في العام الأول من حرب اليمن، مقارنة بعام 2013.واعتمدت المملكة على الاقتراض في خطوة نادرة وعلى رفع الضرائب والأسعار والرسوم على العمالة الوافدة. وتشير التقديرات إلى أن النفقات العسكرية تبلغ 83 مليار دولار من الموازنة العامة المقدرة بنحو 261 مليار دولار عام 2018، أي ثلثها، بينما يقدر العجز المتوقع بنحو 52 مليار دولار.

علي الجانب اليمني قدر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية ، خسائر الناتج المحلي اليمني بنحو 50 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري 2018، نتيجة الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على واحدة من افقر دول العالم.اوضح التقرير ان الخسائر الاقتصادية ناجمة ايضا عن تعثّر إنتاج وتصدير النفط والغاز، اللذين يمثّلان شريان الحياة للاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى إغلاق بعض المنافذ الجوية والبرية وتقييد حركة التجارة الخارجية من قبل التحالف. وتوقّع التقرير، تواصل خسائر الاقتصاد بسبب الحرب، ما لم يتحقّق السلام العاجل والمستدام، ويتم تحييد الاقتصاد عن الصراع.

في إبريل 2018 قال وزير التخطيط والتعاون الدولى اليمنى الدكتور محمد السعدي، أن حجم الأضرار والخسائر التى سيتحملها الاقتصاد والمجتمع جراء الحرب التى فرضتها مليشيا الحوثى الانقلابية على شعبنا تتجاوز المائة مليار دولار. وذلك بخلاف خسائر الناتج المحلي اليمني.

كما يعاني أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقارير رسمية. ومن جهة أخرى، واصل الريال اليمني تراجعه امام العملات الاجنبية، في أسوأ موجة انهيار منذ بداية الحرب، لترتفع قيمة الدولار الواحد خلال اقل من شهر من 470 ريالا ليتجاوز560 ريالا، في حين اغلقت عدد من شركات ومحلات الصرافة ابوابها وتوقفت عن البيع والشراء احتجاجا على هذا الانهيار غير المسبوق.

وتتواصل طلعات طيران التحالف التي دمرت وتستمر في تدمير البنية التحتية لليمن وقصف المدنيين .وبعد ثلاث سنوات ونصف تقريباً من انطلاق ” عاصفة العجز” أو الحرب الغبية الفاشلة فإن كل الأطراف خاسرة . والشعوب العربية ستظل لسنوات تسدد فواتير هذه الحرب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.