الرئيسية » البيانات الرسمية » بيان رسمي : لا اليونانية إنتصار لإرادة الشعوب

بيان رسمي : لا اليونانية إنتصار لإرادة الشعوب

 

لا ” اليونانية إنتصار لإرادة الشعوب

يخوض الشعب اليونانى معركة بطولية ضد الطغمة المالية الدولية بقيادة صندوق النقد الدولى و البنوك الأوربية الكبرى ، وضد عبودية الديون . وقد مثل تصويته ب ” لا ” و بأغلبية كاسحة ، إقتربت من الثلثين ، فى أول استفتاء شعبى فى التاريخ على خطة التقشف والشروط المهينة و المذلة و المعادية للشعوب و الجماهير العاملة و الفقراء والمنحازة للأغنياء التى تفرضها تلك القوى سابقة تاريخية جديدة لقت إرتياحا فى صفوف حزبنا وجميع قوى التقدم و التحرر و اليسار فى العالم.

لقد أثبت الشعب اليونانى أن الشعوب المضطهدة و المستضعفة تستطيع أن تقول ” لا ” لطغمة رأس المال المالى الدولى ، التى تتمسك بفرض ” روشتة ” علاج خاطئة ، و معادية للشعوب تتضمن دائما تقليص الاستثمار الحكومى ، وخفض الانفاق الاجتماعى ، وتجميد و نخفيض الأجور و المعاشات ، وتسريح العمالة ، و انسحاب الدولة من الحياة الاقتصادية ، وخصخصة الشركات الحكومية و بيعها ، و إزالة أى عوائق أمام الحركة الحرة للسلع و رؤوس الأموال . وتلك هى نفس السياسات التى فرضتها هذه الهيئات على مصر منذ زمن المخلوع مبارك ، وتعيد الحكومة الراهنة استنساخها خلافا لمبادئ و شعارات ثورة يناير المجيدة . .
وعلى العكس من ذلك تطرح الشعوب سياسات أخرى مناقضة مستندة للمسئولية المتبادلة للدائنين و المديونين عن الأزمة ، و التأكيد على معالجة الأزمة من خلال النمو و ليس التقشف و الانكماش ، وبزيادة الايرادات أكثر من تقليل النفقات، وبتحميل الأعباء للشرائح الغنية بمواجهة الفساد و التهرب الضريبى و اصلاح النظام المالى المعوج. ومن المهم الاشارة إلى أن وقفة الشعب اليونانى ضد الاستعباد لم تكن لتتحقق بغير صعود حزب سيريزا اليسارى لأول مرة إلى حكم البلاد منذ خمسة شهور فقط ، وذلك ضمن موجة يسارية جديدة تنتشر فى أوربا على خلفية أزمة الديون السيادية التى تمسك بخناق عديد من الدول من اليونان للبرتغال و أسبانيا و إيطاليا ، وهو صعود ينبئ باقتراب اليسار من الحكم أيضا فى أسبانيا ممثلا فى حزب بوديموس الذى فاز مؤخرا فى الانتخابات البلدية. وبذلك تتكامل الموجة الاوربية الجديدة مع موجة صعود اليسار السابقة فى أمريكا اللاتينية و التى شملت مجموعة متسعة من البلاد شملت البرازيل وفنزويلا وشيلى و الأرجنتين وبوليفيا و الإكوادور وبوليفيا.

إن إنتفاضة الشعب اليونانى ، و إن جاءت عبر صناديق الاقتراع ، فإنها لم تكن بعيدة فى روحها و مضمونها عن انتفاضة المصريين فى يناير 2011 . ويمكن لكل ذى عينين أن يرى فى ساحة سنتاجما التى تجمع فيها عشرات الآلاف من اليونانيين فى أثينا نفس الروح التى كانت تعم المعتصمين فى ميدان التحرير فى مصر ، و كيف أن شعار العدالة الاجتماعية بمضمونه الحقيقى هو أيضا شعار الأوربيين اليوم .

 

 

و تبقى دروس إنتفاضة اليونان عديدة فهى تقول:
أولا إن سياسة أخرى بديلة و عالم آخر إنسانى لا متوحش ممكنان

.
ثانيا :إن الديمقراطية هى الحل ، و إن الشعوب تقوى وتنتصر بالديمقراطية ، وليس بالاستبداد.
ثالثا “إن إعادة صياغة النظام الاقتصادى العالمى المسئول عن المأزق الراهن منذ عام 2008 عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية رسميا بإعلان إفلاس بنك ليمان برازرز، أصبح ضرورة.
رابعا إننا فى حاجة ملحة لتضامن كل بلاد الجنوب و كل الشعوب المضطهدة و المهمشة ، و كل قوى اليسار و التقدم فى العالم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.