الرئيسية » تقارير وتحقيقات » ترامب يبدأ توجيه ضرباته الموجعة للعرب.. “إسرائيل” هى الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط

ترامب يبدأ توجيه ضرباته الموجعة للعرب.. “إسرائيل” هى الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط

 

في الوقت الذى يترقّب قادة وشعوب العرب، كيف سيتعاطى دونالد ترامب مع قضايا المنطقة الساخنة، فاجأ الرئيس الأمريكى المنتخب الجميع، بصفعة قوية، أعقبت تصريحه القاتل عن القضية الفلسطينية.

 

لم تمض سوى أيام قليلة، على تصريح الساكن الجديد للبيت الأبيض، الذى قال فيه إن إسرائيل هى الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط والمدافعة الوحيدة عن حقوق الإنسان، المحاطة بالعداء والكراهية، وتمثل شعاع ضوء الأمل، حتى تبعه بإجراء صدم جميع العرب، حين عيّن كاره العرب، الصهيونى المتطرف “ستيف بانون”، 62 عامًا، كبيرًا للمستشارين والمخططين الاستراتيجيين بالإدارة الجديدة، لينطبق على ترامب مقولة “أول القصيدة كفر”.

 

وكأن ترامب يكافئ بانون، اليمينى المتطرف، الذى يكره العرب، بعد أن حقق له فوزًا تاريخيًا فى انتخابات الرئاسة، فقد كانت بصماته واضحة على شعارات الحملة الانتخابية لترامب، خلال الشهرين الماضيين، فقد عمد بانون، الذى كان رئيسا سابقا لبنك “جولدمان ساكس” إلى تشويه سمعة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلارى كلينتون من خلال إصدار كتاب حول فضائح أموال التبرعات التى تلقتها خلال حملتها.

 

وباعتبار بانون أبرز دعاة حركة “اليمين البديل” التى تعتنق الأفكار القومية وتؤمن بتفوق العرق الأبيض، أعرب نشطاء وساسة أمريكيون وليبراليون عن مخاوفهم من أن اختيار رجل الأعمال المعروف فى مجال الإعلام “بانون”، يُعد تكريسا لمعاداة السامية، والعنصرية، وكراهية النساء .

 

وأعربت زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب، نانسى بيلوسى، عن قلقها إزاء اختيار بانون، كما كتب جون ويفر المقرب من جون كاسيتش المرشح الجمهورى السابق للانتخابات التمهيدية فى تغريدة على تويتر “إن اليمين المتطرف العنصرى والفاشى بات ممثلا فى المكتب البيضاوى، على أمريكا أن تكون حذرة جدا”.

 

ولم تتوقف الانتقادات على تعيين بانون عند حد الديمقراطيين، فقد رأى الرئيس التنفيذى لرابطة مكافحة التشهير جوناثان جرينلات، إن اختيار بانون “يوم حزين لمعاداته السامية”، حيث كان بانون يترأس المدير التنفيذى لموقع “بيريتبارت” الإلكترونى الإخبارى، والذى يتبنى وجهات نظر يمينية متطرفة وسياسة معارضة للمؤسسة الحاكمة، وهو كذلك رجل أعمال، ومخرج أفلام وضابط بحرية سابق تولى رئاسة حملة ترامب الانتخابية.

 

لكن تعيين بانون فى هذا المنصب الحساس، لن يثير العرب وحدهم، بل أثار غصب الديموقراطيين الذين سرعان ما ذكروا بالمقالات النارية التى كانت تنشر على موقع بريتبارت وتلامس معاداة السامية، أو تندد بالهجرة وبتعدد الثقافات، حيث قال، آدم جنتلسون، المتحدث باسم زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ هارى ريد أن “أنصار العرق الأبيض سيمثلون على أعلى مستوى فى إدارة ترامب فى البيت الأبيض”.

 

كما أشار الديمقراطيون إلى اتهامات أوردتها مارى لويز بيكار، طليقة ستيف بانون، وأبرزها أنها خلال إجراءات الطلاق منه قبل عشر سنوات، قالت إن زوجها السابق رفض إرسال أولادهما إلى مدرسة معينة لوجود يهود فيها، وعندما أعلن ترامب تعيين بانون رئيسا لفريق حملته الانتخابية اتهمت أوساط هيلارى كلينتون بانون بأنه يستخدم “نظريات المؤامرة لاستهداف المسلمين ولإطلاق أفكار معادية للسامية”.

 

ونقلت شبكة “سى إن إن” الأمريكية، عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” بيانًا وصف فيه بانون بأنه “معادٍ للمسلمين ويمينى متشدد وصاحب نظريات مؤامرة معادية للمسلمين”، وكان يروّج نظريات مؤامرة ترسم صورة داكنة ومرعبة حول الأمريكيين المسلمين، وتستهدف أيضا النساء والملونين والمهاجرين.

 

وما يثير القلق بشكل بالغ، أن أغلب قيادات حملة ترامب الانتخابية، المرشحين لتولى المناصب الرئيسية فى إدارته، هم من أشد المؤيدين لإسرائيل وللاتجاهات اليمينية المتطرفة فيها، وأبرزهم نيوت جينجريتش صاحب مقولة “الشعب الفلسطينى شعبٌ مُخترَع”، واللبنانى الأصل وليد فارس، الذى كان فى تنظيم “حراس الأرز” المعادى للفلسطينيين، ورودولف جوليانى وجون بولتون، المعروفَان بتأييدهم الأعمى لإسرائيل، إضافة إلى نائبه مايكل بنس الذى ينافس غلاة الإسرائيليين فى تطرفهم، وهو ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة، منحازة لإسرائيل.

 

وهذا ليس بجديد على ترامب الذى أكد خلال الخطاب الذى القاه، أمام “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (إيباك) ، فى مارس الماضى، أثناء حملته الانتخابية، أنه “يحب إسرائيل”، وأنه فى حال انتخابه رئيسا فإنه سيقيم تحالفا قويا بين بلاده وإسرائيل، معتبرا أن الرئيس الحالى باراك أوباما “ربما كان أسوأ ما حصل لإسرائيل”، خاصة وأنه لم يقدم لها الدعم الكافى خلال فترتى ولايته.

 

ولن تتوقف تصريحات ترامب عند هذا الحد بل أعلن رسميا أنه سيعارض أى محاولة من الأمم المتحدة “لفرض إرادتها” على إسرائيل، مشيرا إلى أن “أى اتفاق” تفرضه على “إسرائيل” والفلسطينيين سيكون “كارثة”، متهما المنظمة الأممية بأنها ليست صديقة لتل أبيب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.