الرئيسية » أخبار » «تيران وصنافير» في الحروب.. إسرائيل احتلتهما مرتين ومصر استعادتهما بعد 73

«تيران وصنافير» في الحروب.. إسرائيل احتلتهما مرتين ومصر استعادتهما بعد 73

جزيرتا تيران وصنافير، أصبحتا مسار جدل واسع في الوقت الحالي، بعد إعلان الحكومة، السبت الماضي، أنهما تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية، على إثر توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر.

قالت الحكومة، في بيان رسمي لها، إن «التوقيع على اتفاق تعيين الحدود البحرية بين البلدين انجازاً هاماً من شأنه أن يمكن الدولتين من الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما بما توفره من ثروات وموارد».

أهمية الجزيرتين الاستراتيجية والسياحية جاءت لوقوعهما عند مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، كما تبعدان عن ساحل سيناء الشرقي بمسافة 6 كلم فقط، ما جعلهما تتحكمان في مدخل خليج العقبة ومينائي إيلات والعقبة في إسرائيل والأردن، وبسبب ذلك أيضًا كان لهما دورًا في العدوان الثلاثي على مصر 1956، وحرب 1967.

العدوان الثلاثي على مصر

احتلت إسرائيل الجزيرتين لفترة مؤقتة بعد عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي على مصر، الذي اشتركت فيه مع فرنسا وبريطانيا بعد تأميم الرئيس الراجل جمال عبد الناصر لقناة السويس.

وبعد إصدار الاتحاد السوفيتي إنذاراً بضرب لندن وباريس وواشنطن وتل أبيب بالصواريخ الذرية، وقرار أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضي المصرية، والمقاومة الشعبية التي ألحقت خسائر بالقوات المهاجمة، انتهت الحرب وخرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منتصرًا.

يقول الخبير العسكري، اللواء نبيل ثروت، لـ«التحرير» إن القوات المصرية تواجدت في الجزيرتين منذ عام 1950، عندما طلبت السعودية منها السيطرة عليهما؛ خوفًا من احتلال إسرائيل لهما لضعف القوات البحرية السعودية، وظلت القوات المصرية بها حتى 1956، إلى أن وقع العدوان الثلاثي، وكانت الجزيرتين نقطة لتمركز الجيش، فاحتلتهما إسرائيل لفترة قصيرة لكنها غير محددة، وبعد ذلك انسحبت منهما، وحلت محلها القوات المصرية مرة أخرى، وعادت السفن الإسرائيلية للمرور بشكل طبيعي عبر مضيق تيران حتى جاءت حرب 1967.

نكسة 1967

في يوم 23 مايو عام 1967، أعلن «عبد الناصر» إغلاق خليج العقبة في وجه السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي.

وذكرت صحيفة الأهرام فى صفحتها الأولى:«عبد الناصر يعلن إغلاق خليج العقبة»، وصاحب هذا العنوان الرئيسي بعض العناوين الشارحة التي تقول :«الخليج مغلق أمام الملاحة والمواد الاستراتيجية لا تستطيع المرور منه إلى إسرائيل ولو على سفن غير إسرائيلية.. الجمهورية العربية المتحدة تطبق الآن فى خليج العقبة نفس القواعد التى كانت تطبقها قبل حرب السويس.. عبدالناصر يعلن القرار الحاسم أثناء زيارته أمس مركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية.. عبد الناصر يقول بوضوح: لن يمر العلم الإسرائيلى أمام قواتنا المرابطة الآن فى شرم الشيخ- وسيادتنا على الخليج لا تنازع».

1811126262800627300

كان الزعيم جمال عبدالناصر قد قرر إغلاق خليج العقبة أثناء زيارة قام بها يوم ٢٢ مايو ١٩٦٧ لمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية بصحبة المشير عبدالحكيم عامر، النائب الأول لرئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وزكريا محيي الدين وحسين الشـافعي وعلى صبري، نواب رئيس الجمهورية وشمس بدران، وزير الحربية، حيث قال عبدالناصر:«إن سيادتنا على مدخل الخليج لا تقبل المناقشة، وإذا أرادت إسرائيل أن تهدد بالحرب فنحن نقول لها: أهلًا وسهلًا».

يقول العميد نهاد البابي، الذي شارك في حربي 67، 73 إن «إغلاق خليج العقبة ومضيق تيران في وجه السفن الإسرائيلية كان السبب الرئيسي في شن حرب 1967».

ويوضح اللواء نبيل ثروت أن «الجزيرتين ظلتا خاضعتين لإسرائيل منذ عام 1967 وحتى 1973، واستعادتهما مصر مرة أخرى، وسيطرت عليهما قوات مصرية، حتى وقعت محادثات كامب ديفيد 1978، والتزمت الدولتين ببنودها».

ينص البروتوكول العسكري لمعاهدة كامب ديفيد أن كل من جزيرة صنافير وجزيرة تيران ضمن المنطقة (ج) المدنية التي لا يحق لمصر بتواجد عسكري فيها مطلقاً، وعليه قامت السلطات المصرية بتحويل الجزيرة إلى محمية طبيعية تخضع للسيادة المصرية، وتشرف عليها قوات دولية متعددة الجنسيات للتأكد من تطبيق بنود الإتفاق.

وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أنها تدرس «قضائيا»، مسألة جزيرتي «تيران وصنافير »، في البحر الأحمر اللتين أقرت مصر بتبعيتهما للمملكة العربية السعودية.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر بوزارة الخارجية قولها إن قضية «تيران وصنافير» قيد الدراسة القضائية في الوزارة، وإذا اقتضت الحاجة فإن إسرائيل ستتحاور مع مصر بشأنها.

وأشارت المصادر إلى أن هذه القضية «لا تؤثر إطلاقا على العلاقات الإسرائيلية المصرية».

ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد ابو زيد، خلال مداخلة هاتفية لـ«برنامج هنا العاصمة» إن جزيرتي تيران وصنافير يقعان داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن كافة الوثائق التي لدى الجهات المعنية وتم دراستها لعدة شهور تؤكد أن الجزيرتين سعوديتين.

الملك سالمان أثناء تطوعه في الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي

وكانت مواقع التواصل  الإجتماعي قد تداولت تسجيل للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتحدث عن تيران، ويقول إن مضايق تيران داخل المياه الإقليمية المصرية، ولن تستطيع قوة من القوى مهما بلغ جبروتها – وأقول ذلك بوضوح، لكي يعرف كل الأطراف موقعهم – أن تمس حقوق السيادة المصرية أوتدور حولها، وأي محاولة من هذا النوع، سوف تكون عدواناً على الشعب المصري، وعدوانًاعلى الأمة العربية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.