يقول عباس، منشئ الصفحة، والمولود في يوليو 1970 لـ”البديل”، إنه يعمل مديرًا مساعدًا في قسم الرسم الهندسي بأحد فروع شركة المقاولون العرب، لكن حبه لجمع التراث والمواد النادرة جعله ينشئ الصفحة سالفة الذكر؛ ليسرد عليها تاريخ مصر بكافة تفاصيله والأحداث التي مر بها باختلاف العصور.
وأوضح عباس أن أحمد مصطفى، والذي يساعده في جمع المواد يهوى من صغره الاحتفاظ بكل ما هو نادر، فضلًا عن بعض المواقع الأحنبية التي تعرض صورًا نادرة عن مصر، موضحًا أن والده وعماته غذوا فيه هذه النزعة؛ نظرًا لأنهم عاشوا في العصر الملكي، وأنه سمع من خلالهم حكايات ونوادر كثيرة، الأمر الذي دفعه إلى جمع كل ما يخص ذلك العصر والاحتفاظ به.
وأضاف: “ورثت بعض الصور والأشياء التاريخية من جدي وجدتي ووالدي، إضافة إلى بعض الأقارب”، مشيرًا إلى أنه محتفظ بها حتى الآن، ولم يعرض من النوادر التي يمتلكها سوى 1% فقط، مرجعًا السبب في ذلك إلى احتياجه إلى وقت لترتيبها وتصويرها.
وذكر عباس أنه لم يتلقَّ مساعدات من أية جهة حكومية خلال عملية جمعه للصور واللقطات النادرة، مبينًا أن أبرز المشاكل التي تواجهه أثناء جمع هذه اللقطات هي عدم توافر المكان المناسب للاحتفاظ بالصور والأشياء النادرة التي يمتلكها.
وعن فكرة الاسم “تاريخ بدون تشويه” أوضح عباس أنها جاءت من اعتراض البعض على عدد من المواد التي ينشرها؛ لأنها تظهر بعض الجوانب السلبية في التاريخ المصري، وقال: “التاريخ جزء واحد لا يتجزأ، فيه الجميل وفيه السيئ، طب ليه أقص وألزق التاريخ؟ ومن هنا جاءت فكرة تاريخ بدون تشويه، يعني بعض التاريخ كما هو بدون حذف أو فرض وصاية إعلامية من أي شخص”.
وأكد عباس أن مواقع التراث بدلًا من أن توحد جهدها لجمع التاريخ المصري النادر، تنافست فيما بينها رغبة في تحقيق الشهرة والسبق، مبينًا أنه لم يتعرض لمشاكل جراء نشره بعض الموضوعات التاريخية المتعلقة ببعض الأشخاص، كاشفًا أنه يدير “جروب” تابع للصفحة اسمه “جروب تاريخ بدون تشويه”، متمنيًا أن يفطن الناس إلى أهمية ثقافة الاختلاف وتقبل الحقائق التاريخية مهما كانت قاسية.
ويقول أحمد مصطفى: “في صفحة تاريخ بدون تشويه قررنا تدقيق أي تاريخ أو معلومة قبل النشر، واكتشفنا وصححنا عددًا لا بأس به من المعلومات الخاطئة المنتشرة، إلا أن جهدنا فردي في نهاية الأمر، والأمر يستحق أن تقوم جهة معنية بتبني تصحيح وتدقيق ومتابعة عمليات العبث المستمرة بمحتوى موقع ويكيبيدا”.
وأوضح أن الصفحة لا يقتصر دورها على إيجاد الصور واللقطات النادرة، وقال: “القيمة التي ننتهجها في صفحة تاريخ بدون تشويه هي أننا نبحث، ولا بد أن نقول شيئًا جديدًا، أو نعرض الصور والفيديوهات بأسلوب جديد”.
وأعرب مصطفى عن رغبته في إنشاء موقع يضم كل آثار القاهرة الإسلامية، وقال: “أنا عملت خريطة لآثار القاهرة الإسلامية على موقع خرائط جوجل، وما أحلم به أن أقوم بإضافة محتوى من الصور التي قمت بتصويرها ومعلومات محققة ومدققة وصور قديمة وحديثة للأثر، وكل ما ذكرته كتب التاريخ عنه”.