الرئيسية » تقارير وتحقيقات » “جنيف3”: وعود.. مماطلة.. وخذلان

“جنيف3”: وعود.. مماطلة.. وخذلان

تقرير: مي الملاح

انقضت أيام من مفاوضات جنيف 3، وتحطمت خلالها بقايا آمال المعارضة السورية التي قررت خوض تلك المفاوضات رغم توقعها فشلها، بحثاً عن الاستقرار لبلادها التي صارت حطاماً وشعبها الذي تشرد في بقاع الأرض.

فقد قررت الهيئة العليا للمفاوضات إرسال وفد مقتضب إلى جنيف، وقال ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، إن أجندة المحادثات بين الأطراف السورية، واضحة وهي تقوم على قرارات الأمم المتحدة، أي تشكيل حكومة ودستور جديد وإجراء انتخابات جديدة تحت إشرافها، مضيفاً أن وقف إطلاق النار هو ما يتطلعون إليه بالإضافة إلى المحادثات البناءة بشأن مستقبل سوريا، مشيرا إلى وجود التزام بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

“كيري” يشجب و”أردوغان” يعترض

وأعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى سوريا بدأ مباحثات جنيف بشأن سوريا بلقاءات منفردة استهلها مع رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري على أن تليها محادثات مع قوى أخرى وقت لاحق، من جهته أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من الصعب أن تشارك من وصفها بالمعارضة السورية المعتدلة في محادثات جنيف من دون وقف لإطلاق النار في سوريا، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري، أن محاولات أطراف من المعارضة السورية وضع شروط مسبقة لبدء المباحثات يعتبر خرقا لقرار مجلس الأمن 2254.

وبعد أيام من المفاوضات كشفت تطوراتها عن استمرار الخلافات بين الفريقين السوريين في ظل عدم رغبة كل طرف بتقديم تنازلات، وفي ظل تفسيراتهما المختلفة لبيان “جنيف-1″، واجتماعَي فيينا، والقرار الدولي 2254، حيث تصر المعارضة على تطبيق البند 12 من القرار الدولي 2254، والذي يدعو الأطراف إلى أن تتيح فورا للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول السريع والمأمون إلى جميع أنحاء سوريا، والإفراج عن أي محتجزين تعسفياً، وكذلك بنده الـ 13 والذي ينص على “وقف جميع الأطراف الفوري لأي هجمات موجهة ضد الأهداف المدنية”، واضعة شرط الالتزام بهما بهما قبل الشروع في المفاوضات كإجراءات بناء ثقة.

فينما تريد المعارضة التركيز على الوضع الإنساني، والاتفاق على برنامج زمني للمفاوضات، قبل الانتقال إلى التفاوض حول الجانب السياسي. في حين تصر دمشق على أولوية إنهاء ملف الإرهاب قبل الانتقال إلى الملفات الأخرى، انطلاقا من أن الملفين الإنساني والسياسي مرتبطان بالإرهاب، لكن الغريب في الأمر أن العرض، الذي قدمه دي ميستورا للمعارضة، ظل طي الكتمان، ولم يفصح أحد عنه، ربما في إشارة إلى أنه عرض مستقبلي يندرج ضمن الوعود الكثيرة، التي أطلقها المجتمع الدولي.

المعارضة ترفض “الأسد”

ومن الخلافات الأخرى، الخلاف حول المرحلة الانتقالية؛ فالمعارضة وداعموها يصرون على أن تفضي المحادثات إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات, وألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور سياسي مستقبلا، أما دمشق فتصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لذا تعد مسألة الحكم الانتقالي من أكثر المسائل تعقيدا لارتباطها مباشرة بصلاحيات الرئاسة.

وبعد أيام من المفاوضات السورية الفعلية خلال مارس في جنيف، أكد “دي ميستورا” أن المباحثات تسير في أجواء إيجابية، وأنه تم اليوم بحث مسألة الإفراج عن المعتقلين وإيصال المساعدات، إلا أنه اعتبر أن على النظام السوري بذل مزيد من الجهد لتقديم أفكار تتعلق بالانتقال السياسي وعدم الاكتفاء بالحديث عن مبادئ عملية السلام.

وقال بعد العديد من الاجتماعات مع وفدي النظام والهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة، إنه أعطى الطرفين مقترحات لتحقيق طلبه من أجل بداية أسرع للمفاوضات يوم الاثنين المقبل، مضيفاً أنه سيسعى خلال الأسبوع الثاني من المفاوضات لبناء قاعدة تمثل “الحد الأدنى من العمل المشترك” الذي يمكن من خلاله تحقيق تفاهم أفضل بشأن الانتقال السياسي.

خيبة أمل المعارضة

بينما أعربت المعارضة السورية وعلى رأسها منذر ماخوس، سفير الائتلاف السوري في باريس والمتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، عن عدم تفاؤلها من جولة المباحثات الحالية، غير أنه أكد أن المعارضة ستسمر في المحادثات لتثبت للعالم أنها جادة في سعيها للحل السلمي.

 

مماطلة “الأسد”

من جهته، قال سالم المسلط، الناطق باسم الهيئة العليا للمفوضات السورية، إن نظام الأسد يماطل ولا يريد الاجتماع مع المعارضة لعرض التوصل إلى حل، مطالباً المبعوث الأممي دي ميستورا الضغط على الأسد وإيقاف هذه المماطلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.