أكدت دراسة للدكتورة رضوى عبدالخالق أحمد، مفتشة آثار بقلعة قايتباى بالاسكندرية تأثير «جماليات الخزف الإسلامى على الفنون السريالية فى العصر الحديث».
واشارت محاور الدراسة إلى أن الفنان الايطالى بابلو بيكاسو أكثر الفنانين السرياليين تأثرا بفن الخزف الإسلامي، كما أن فن “المايولكا” الإيطالى نسبة إلى مدينة مالقة الإسبانية، وتقول الدراسة ان الفترة الممتدة منذ القرن الثامن إلى القرن الثانى عشر الهجرى شهدت العديد من التأثيرات الفنية للخزف الأندلسى بكل ما يحمله من مؤثرات مشرقية على الخزفيات الأوروبية فى العصور الوسطى وعصر النهضة الأوروبية وبخاصة الخزف الإيطالى أو ما يعرف بالمايولكا الايطالية.
وتشير الدكتورة رضوى عبدالخالق إلى أن لفظ «المايولكا» يطلق على الخزفيات التى أنتجت فى إيطاليا خلال عصر النهضة، وقد ربط بعض مؤرخى الفنون بين لفظ »المايولكا« ومدينة مالقة الإسبانية التى ذاعت شهرتها بإنتاج خزفيات ذات بريق معدنى رائع، وقد رجح هؤلاء أن لفظ “مايولكا” قد اشتق من اسم مدينة مالقة.
وتؤكد رضوى عبدالخالق فى دراستها التى القيت مؤخرا فى ندوة عن الحضارة الاسلامية وفنون الغرب بالاسكندرية، أن تأثير الخزف الإسلامى على الخزف الأوروبى امتد ليشمل فرعا آخر من فروع الفنون ألا وهو الفن السريالي. ويعتبر بابلو بيكاسو أحد أهم الفنانين ومؤسس الحركة التكعيبية الفنية هو حركة الوصل بين رسوم الخزف الإسلامى من جهة وبين الفنون السريالية من جهة أخرى.
وتطالب الدكتورة رضوى بالدراسة المتأنية لتراث بيكاسو الفنى والمتمثل فى لوحاته ومنحوتاته وبشكل خاص فى أوانيه الخزفية حتى نجد التشابه الملحوظ يصل إلى حد التطابق فى بعض الأحيان بين تلك اللوحات والأوانى الخزفية وبين الخزف الإسلامى عامة وخزف الأندلس خاصة ليس ذلك من حيث المواضيع الزخرفية وتفاصيلها الدقيقة بل أيضا من حيث شكل الآنية.
