بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عقب علي تصريحات الرئيس السيسي حول التصنيع أمام مؤتمر الشباب في شرم الشيخ. ووصف نمط التنمية الحالي بأن كتل الأسمنت ومدن الأشباح تعطي نمو مشوه وممسوخ و ليست تنمية .وكتب الشامي :
عودة ضرورية و أخيرة لتصريحات السيسى فى منتدى الشباب الأخير بشرم الشيخ . وجه له شاب هذا السؤال : لماذا لم تتجه الدولة إلى التصنيع و بناء المصانع ؟
و أجاب السيسى ” المصنع حياخد أربع خمس سنين عبال ماتتم دراسة الجدوى ويتبنى . . ويتكلف مليارات . . فى الآخر حيشغل ألف واحد بس ” .
قبل هذا التصريح كان إهمال السلطة للتصنيع و الإنتاج عموما ظاهرا من سياساتها و أولوياتها التى تركز على الطرق و الكبارى و العقارات و المدن الجديدة ، باختصار مايسمى كتل الأسمنت . أما اليوم فرؤية الحاكم واضحة فى تصريح معلن ، كل كلمة فيه تقتضى الرد و التفنيد . و الحقيقة أن فكرة الإهتمام بسرعة العائد و المردود هى فكرة خليقة بالتجار و المستوردين و المقاولين و المضاربين، وليس بدولة تهدف للتنمية الحقيقية ، فهؤلاء شعارهم خذ الفلوس و إجرى ، أما الدولة الرشيدة ففكرها أعمق و أبعد .
وابحث فى كل التجارب الناجحة ، من مصر محمد على إلى اليابان وكوريا وماليزيا . وفى كل تلك التجارب كان التصنيع إلى جانب التعليم ركيزتى التنمية و التقدم و النهضة . أما المصنع يتكلف مليارات وسيوفر فى النهاية ألف قرصة عمل ، فهو تصور مبسط لايدرك الأهمية القصوى للروابط الخلفية و الأمامية التى يخلقها التصنيع الواعى .
لو لم يبيعوا مثلا شركة المراجل البخارية ، وطوروها ، لكانت مصر قد دخلت فى عصر تصنيع محطات الكهرباء بدلا من أن تتعاقد على بنائها بعشرات المليارات من الدولارات مع ألمانيا و روسيا. ولو أنهم طوروا شركة مثل سيماف لأصبحت محورا لنمو عشرات الصناعات المغذية ، ولأنتجت القطارات الجديدة التى نحتاج للآلاف من عرباتها لتحديث الخطوط المتهالكة و لبناء شبكات للمدن الجديدة و خطوط المترو . فمصر بهذا كان بإمكانها أن تستغل ميزة السوق الكبيرة لمائة مليون مواطن ، وهى سوق تتعزز وتتوسع بالتصنيع وليس بغيره . نريد الماكينة و ليس الخرسانة ، فكتل الأسمنت ومدن الأشباح نمو مشوه وممسوخ و ليست تنمية .
