وصف الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي اليوم السادس من أكتوبر ذكرى عزيزة علينا نحن المصريين وكل العرب . فى الثانية قبل عصر هذا اليوم منذ 45 سنة انطلقت الطائرات المصرية لتقصف مواقع المحتل الإسرائيلى فى سيناء و تزامن معها بدء الجيش العربى السورى لعملياته فى الجولان المحتل . وقبل مساء ذلك اليوم التاريخى كانت قواتنا الباسلة قد عبرت قناة السويس أكبر مانع مائى فى الحروب ، متجاوزة الساتر الترابى العملاق الذى قالوا إنه بحاجة لقنبلة ذرية لإزالته باستخدام فكرة عبقرية أبدعها المصريون ، هى خراطيم المياه ، واقتحموا حصون خط بارليف المنيعة ودمروها .
يوم للتاريخ لن ينساه أبدا من شاركوا فيه أو عايشوه ، حول مصر و الوطن العربى بأكمله فى لحظة للحمة وطنية و قومية واحدة ، و أنهى أسطورة جيش إسرائيل الذى لايقهر ، وكان بمثابة رد الفعل الواجب لهزيمة 1967 الذى غير موازين القوى و أثبت أننا كنا قد خسرنا معركة ، ولكننا لم نخسر الحرب ولم نستسلم للهزيمة . كما إن الجيش المصرى الذى منى بالهزيمة فى ستة أيام بعد أن انحرفت قيادته السابقة عن مهامها المنوطة بها ، وانشغلت بأمور أخرى ، قد ألحق باسرائيل ضربة هائلة فى ست ساعات بعد أن تولى زمام قيادته القادة العسكريون المحترفون الملتزمون فقط بمهامهم العسكرية الوطنية . دروس و معانى أكثر من أن تحصى ، وبتعين علينا ألا نسمح لأى كان بنسيانها أو تحريفها . وقد يثور اختلاف حول المسار السياسى التالى وكيفية استثمار النتائج العسكرية للحرب فى تحقيق تسوية سياسية عادلة . وأنا شخصيا ممن كانوا و لازالوا يرون أن هذا الحراك التاريخى الهائل ، و التحولات الكبيرة فى موازين القوى ، كانت تتيح للعرب بالقطع فرض تسوية سياسية شاملة و عادلة بديلا لخطة المفاوضات و الحلول الجزئية و المنفردة التى جرت لها دبلوماسية كيسنجر القيادة الساداتية وقتها ، و استجابت لها لأغراض الرغبة فى التحول للتحالف الإستراتيجى مع أمريكا .
وأيا كان الأمر فإن الدرس الباقى لليوم هو أن إسرائيل ليس بوسعها قطعا مهما كان الأمر فرض الأمر الواقع أو الإستسلام على العرب ، و ان الوطنية الحقة و المصالح الفعلية للعرب فرضت وتفرض التعامل مع الملفات العربية الوطنية و القومية من منطق العزة و الكرامة و الإستناد لمصادر القوة العربية الحقيقية ، وليس من أرضية الدونية و التبعية التى يروج لها مع الأسف دعاة التفريط و الإنبطاح الذين ينخر سوسهم فى الجسد العربى ، الذى حان له أن يجد الترياق الناجع للتخلص منه .