الرئيسية » تقارير وتحقيقات » قرية “السلاموني”.. ذكريات تحت نير الاغتيال!

قرية “السلاموني”.. ذكريات تحت نير الاغتيال!

كتب – أحمد غنام:

يعيش أهالي قرية “السلاموني” حياة بائسة بدرجة لا تصدق، يتضح هذا من عدم مقدرتهم على تملك الأرض التي يعيشون عليها، رغم إعلان مجلس الوزراء عن فتح باب التملك مقابل 10 جنيهات فقط للمتر الواحد.

وتعد قرية “السلاموني” التابعة لمركز أخميم، والذي يبعد عن سوهاج حوالي 15 كم، ثالث أفقر قرية في مصر، الأمر الذي دفع أهالي القرية لاتخاذ بيوتا لهم على أراضٍ تابعة للدولة.. يدفعون لها حق انتفاع مقابل كل متر بشكل سنوي.

في عام 1995، أعلن مجلس الوزراء فتح باب تمليك الأراضي للأهالي، مقابل 10 جنيهات لكل متر، شظف العيش لدى أهالي القرية، والبالغ عددهم 1000 أسرة، منع البعض منهم من تجميع سعر الأرض التي يعيشون عليها.

وكأن الحكومة تعاقب الأهالي على فقرهم، حيث قرر مجلس الوزراء غلق باب التمليك بعدها بشهر واحد، وهو ما تظلم منه الأهالي لسنين طويلة، ليعود مجلس الوزراء ويفتح باب التمليك بالقرار رقم 2041 لسنه 2006، والذي تضمن أربعة عشر بندا في كيفية تشكيل لجان تقييم الأراضي، ومراعاة الحالة الاجتماعية والظروف الاقتصادية للسكان، بالإضافة للمصلحة العامة للدولة.

وتم تشكيل لجنة من المجلس المحلي للقرية،، والتي أعلنت في محضر رسمي بتاريخ 7/7/2008 تقييم سعر المتر للبيع للأهالي بأسعار تتراوح بين 50 و 60 جنيها للمتر، وتم رفع التقرير إلى لجنة البت، والتي رفعت تقريرها إلى المحافظ، بحسب نص قرار مجلس الوزراء.

وعاد الأهالي لـ”دوامة برمودا” ما بين شظف العيش، وقرارات الحكومة، ولجنة البت، حيث قررت الأخيرة رفع سعر المتر إلي 200 و300 جنيه للمتر، بالإضافة إلى 80% فائدة على المبلغ، بتقسيط يصل إلى عشرين عاما، دون إبداء أسباب لرفع السعر.

وعاد الأهالي يتظلمون لمجلس الوزراء، وبالفعل حصلوا علي قرار بإعادة الوضع للجنة التقييم من جديد، على أن تراجع قرار لجنة البت، وإذا وافقت عليه يظل الأمر كما قررت الأخيرة، أو أن يبت المحافظ في القرار إذا ما قررت لجنة التقييم اعتماد تقريرها الأول مرة أخرى، وبالفعل خفضت لجنة التقييم في محضرها الثاني بتاريخ 12/1/2012 تخفيض سعر المتر إلى 50% لجميع المساحات، وتخفيض الفائدة المركبة، إلا أنه تم تجاهل القرار.

وبينما تنفق الرئاسة مليارات على مشروعات غير ذات جدوى اقتصادية، إلا أنا لم تفكر في تقديم الدعم لهؤلاء الأهالي، والذين يعيشون بالحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية، بالإضافة للترقب الدائم وخوفهم من طردهم من منازلهم.

البيت الأول كالحب الأول، ذكريات عديدة تظل دائما في وجداننا عن منازلنا الأولى، وفي قرية “السلاموني” ذكريات مهددة بالاغتيال، قد تصبح في لحظة ذكرى سيئة تشبه دمار الحروب.

“التحالف الشعبي”، وحملة “أربع حيطان”، يدعون لاتخاذ اللازم لتملك أهالي قرية “السلاموني” لذكرياتهم وبيوتهم، بأسعار تتناسب وحالة الفقر المدقع التي يعيشون فيها، ويناشدون كل منظمات المجتمع المدني، وكل ذي سلطة، الوقوف خلف “الفقراء والمهمشين” من أبناء هذا الوطن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.