الرئيسية » فن وثقافة » كتاب جديد يفضح “استراتيجية الموساد” على مدار عقود
"أشرف مروان" ضلل رئيس الموساد وجولدا مائير

كتاب جديد يفضح “استراتيجية الموساد” على مدار عقود

نشر يوسى الفير ضابط العمليات السرية السابق في الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية “موساد” كتابا حلل فيه العديد من العمليات التي قام بها على مدار خدمته الطويلة في المخابرات الإسرائيلية والاستراتيجيات التي تحكم عملها، وأنشطتها حتى العام 1980 الذي تقاعد فيه.
ويحوي الكتاب كذلك أسرارا لعلاقات التعاون بين جهازي الاستخبارات الاسرائيليين الخارجى “موساد” و الداخلى “شين بيت” وكذلك أوجه الصراع بينهما.
ويعمل مؤلف الكتاب حاليا كباحث ومحاضر في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل ابيب، ويرصد في كتابه الجديد جهود الموساد لبناء علاقات تحالف مع أطراف شرق أوسطية في ظل استراتيجية يتبناها الموساد تعمل على بناء علاقات مع الأطراف الإقليمية المحيطة بإسرائيل لا تتسم بالعداء الساخن.
ونقل مؤلف الكتاب عن دافيد بنجوريون أول رئيس للوزراء في إسرائيل وواضع تلك الاستراتيجية التي ظلت منهاج عمل للموساد لعقود طويلة تلت حتى خروج بنجوريون من السلطة، إنه اعتبارا من العام 1949 وعلى ضوء هذه الاستراتيجية اتجه الموساد الى بناء علاقات تعاون مع أطراف إقليمية غير عربية على صعيد أعمال المخابرات فى منطقة الشرق الاوسط وذلك توازيا مع علاقات التعاون مع الاستخبارات الامريكية.
وأضاف إنه على ضوء ذات الاستراتيجية عمدت إسرائيل على تعزيز علاقاتها مع الجماعات العرقية والدينية فى محيطها الإقليمي بهدف استمالتهم، والتجنيد من بينهم، وهو ما تم اتباعه مع أكراد سوريا والعراق وكذلك تم تبني هذا الأسلوب في دول كإيران وأوغندا وإثيوبيا وكينيا.
وأكد مؤلف الكتاب أن درة التاج في هذه الاستراتيجية هو ما نجح فيه الموساد من بناء علاقات تعاون استخباراتية مع المخابرات التركية، وكشف عن اتفاق سرى ابرم بين تل ابيب و انقرة فى العام 1958 لتنظيم التعاون الاستخباراتى و المعلوماتى بين البلدين كجزء من مثلث جاءت الاستخبارات الامريكية فيه بمثاية الضلع الثالث و يستهدف محاصرة التمدد السوفيتى في الشرق الاوسط انذاك .
ومن الاسرار التى كشفها مؤلف الكتاب أنه على ضوء تلك الاستراتيجية حدث تعاون منتظم بين الموساد ومخابرات عدد من دول الشرق الاوسط و المنطقة العربية – بحسب زعم مؤلف الكتاب – وصل الى حد تدريب الموساد لعناصر الأمن الخاصة بها ووصل مستوى التعاون أن قام رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق اسحق رابين بزيارة سرية وتحت اسم مستعار لبعض هذه الدول لدفع التعاون المشترك بين الموساد واستخباراتها .
وأضاف إنه امتد نطاق عمل استراتيجية الموساد إلى اليمن خلال ستينيات القرن الماضي، فقد كشف مؤلف الكتاب عن عملية اطلق الموساد عليها الاسم الكودى “ROTEV” وهي عبارة عن برنامج سرى تعاونت بموجبه الموساد مع العناصر المعادية للثورة اليمنية في شمالي البلاد خلال ستينيات القرن الماضى، واعترف مؤلف الكتاب بانه كان احد ضباط الموساد المشاركين فى هذه العملية وأن مهمته كانت إيصال الاسلحة والذخائر لاعداء الثورة اليمينة آنذاك وتدريبهم على أعمال الاستطلاع والتصدي للثوار وأساليب حرب العصابات ضد القوات المصرية التي كانت تساند الثورة اليمنية.
ويرى خبراء استراتيجيون فى إسرائيل ومن بينهم شيمون شامير أستاذ التاريخ السياسى للشرق الأوسط في جامعة تل أبيب أن الاستراتيجية التي تبناها الموساد على مدار عقود كانت في حقيقتها عائقا أساسيا أمام بناء سلام مع محيط إسرائيل الإقليمي وقوضت كل فرص التهدئة بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وأضافوا: فضلا عن ذلك تورطت إسرائيل وفق هذه الاستراتيجية في علاقات تعاون مع ما سماه شامير”نظم الحكم السوداء الديكتاتورية” في منطقة الشرق الأوسط بالمخالفة لما تروجه إسرائيل لنفسها على انها النموذج الديمقراطى الوحيد فى الشرق الأوسط.
ولكنه على الجانب الآخر يرى محللون إسرائيليون آخرون أن استراتيجية الموساد قد أسهمت في بناء علاقات تحالف بين إسرائيل والأقليات العرقية والدينية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا شكلت استثمارا طويل الأجل مكن إسرائيل من توظيفه في تحقيق أهدافها في الوقت الراهن ومكنت إسرائيل في معظم جولات صراعها مع محيطها العربي من تحقيق انتصارات من خلال شق الصف العربي من خلال إثارة مشكلات الأقليات العرقية والدينية في البلدان العربية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.