ألقى عضو المكتب السياسي سلام أبو مجاهد، كلمة الحزب الشيوعي اللبناني، في مهرجان الذكرى الـ ٤٩ لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي أقيم في بيروت – قصر الاونيسكو.
وإليكم كلمة الحزب:
السادة الحضور
الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الرفيقات والرفاق… أيها الحفل الكريم
تسعة وأربعون عاماً مرت على انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الجبهة التي حملت قضية التحرر الوطني أساساً ومحوراً في عملها، فناضلت من أجل تحرير الأرض والانسان وتأسيس الدولة الفلسطينية، وحق العودة، ورفعت شعار الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. حملت الجبهة قضية فلسطين وآمنت بالعروبة التقدمية التحررية، واسترشدت بالماركسية منهجاً تحليلياً مادياً لفهم المجتمع، لتغييره من أجل العدالة والتحرّر الوطني والاجتماعي. فالتحية من الحزب الشيوعي اللبناني إلى كوادر الجبهة ومناضليها، والتحية من قيادة حزبنا إلى الرفيق نايف حواتمة وإلى قيادة الجبهة الديمقراطية.
لقد كنتم شريكاً أساسياً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي، إلى جانب حزبنا وجميع القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية، بعد ملحمة حصار بيروت عام 1982، وقدمتم الشهداء والأسرى والجرحى في هذه المواجهة. فالتحية – كل التحية لشهداء الجبهة الديمقراطية ولشهداء الثورة الفلسطينية جميعاً. ففي صفوف الثورة الفلسطينية، كان لنا شرف التدرب والتسلّح دفاعاً عن عروبة لبنان وعن سيادته، في وجه كل مشاريع الامبريالية الأميركية والصهيونية والرجعية العربية، التي هدفت إلى تفتيت وتقسيم لبنان وإلحاقه بسياسات الذلّ والاستسلام، والتي فشلت، نتيجة تضحياتنا المشتركة. واستمر عملنا طوال السنوات الماضية في أصعب الظروف وأقساها، وبقينا على نفس الخط النضالي وعلى هدى بوصلة القضية الفلسطينية. معاً عملنا ومعاً قاومنا ومعاً سننتصر.
تحل الذكرى التاسعة والأربعين للجبهة الديمقراطية في ظروف دولية متغيرة وخطيرة، إذ تسعى الولايات المتحدة اليوم إلى رفع مستوى الضغط والمواجهة مع دولنا، مستعيدة النبرة العنصرية والفاشية، قارعة طبول الحرب في منطقتنا تحديداً، ومنها قرار تهويد القدس. فالإدارة الأميركية الحالية، وبالرغم من إخفاقاتها السياسية والعسكرية في العراق واليمن وسوريا، تستمّر بسياستها العدوانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب حق العودة والقضاء على كل أمل في إقامة الدولة الفلسطينية، وتعمل على إضعاف السلطة الفلسطينية رغم تنازلاتها الكثيرة، وهي تتشارك والكيان الصهيوني بنزعتها العدوانية، ضد كل قوى الاعتراض والمقاومة في المنطقة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، من أجل ضربها وتدجينها تمهيداً لحلول سياسيةٍ على مقاس العدو الصهيوني ووفق مصالح أميركا في المنطقة. وفي هذه اللعبة الخطيرة، تقف الأنظمة العربية الرجعية شريكاً واضحاً في المؤامرة ضد فلسطين وضد كل دول وشعوب منطقتنا.
وفي هذا الإطار، دعونا وندعو إلى مواجهة عربية تقدمية شاملة، إلى مقاومة عربية لهذه المشاريع المذهبية والإثنية والعرقية التقسيمية، بمقاومة تحمل مشروعاً نقيضاً، مشروع تحرير فلسطين أولاً، ومشروع قيام الدولة الوطنية العربية المدنية الديمقراطية المقاومة ثانياً، ولتحقيق هذه الأهداف، آن الأوان لدفن اتفاقية أوسلو بعدما أنهى العدو من جانبه أسسها، والنضال لإعادة اللحمة والوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كخيار سياسي مقاوم، وتصعيد كل أشكال الانتفاضات الشعبية ضد الاحتلال، من الحجارة إلى السكاكين إلى الكفاح المسلح تحت راية وحدة الموقف الفلسطيني، وستجدوننا جنوداً إلى جانبكم في هذه المعركة المنتصرة.
عاشت الذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
عاشت المقاومة الفلسطينية والمقاومة العربية.
التحية لانتفاضة الشعب الفلسطيني المستمرة والمنتصرة
والتحية لأبطالنا الأسرى، ل أحمد السعدات ومروان البرغوتي، وسامر العيساوي ووجدي جودا، ولجيل الانتفاضة والمقاومة المنتصرة مع عهد التميمي ورفاقها، ,ولجورج ابراهيم العبدالله المعتقل في السجون الباريسية.
عشتم وعاشت فلسطين.. كلّ فلسطين.