استعرضت اللجنة المركزية لحزب التحالف الشعبى الإشتراكى   ، فى إجتماعها الجمعة 14 أبريل 2017  ، الموقف السياسي الداخلي و الخارجي  ، و الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية المتأزمة فى البلاد .  وقد أولت المناقشات إهتماما خاصا لقضية المواجهة مع الإرهاب ، حيث عبر الإجتماع عن التحية و الإجلال لأرواح شهداء التفجيرات الإرهابية الأخيرة فى الكنيسة البطرسية وكنيستى مارى جرجس بطنطا ، والكنيسة المرقصية بالإسكندرية ، وكل شهداء الإرهاب فى سيناء و داخل الوادى . وأكدت تضامنها الكامل مع أهالى الشهداء و تعازيها لكل المصريين ، و إدانتها الحازمة لكل أشكال و أساليب الإرهاب الأسود .
أولاً :  نواجه الإرهاب بالمشاركة الشعبية لا بالطوارئ
 ومن ناحية أخرى عبرت اللجنة عن قلقها الكبير من تصاعد تلك الأنشطة الإرهابية ، وامتدادها من سيناء إلى العمق المصرى فى القاهرة و الدلتا و الإسكندرية مما يعطى إشارات لتمدد الخلايا الإرهابية الداعشية بما تمثله من خطورة على الوطن و المواطنين ، ومن جرس إنذار بضرورة التقييم الصحيح و الشفاف للوضع  ، ومراجعة  الأساليب و التكتيكات المتبعة فى هذا المجال  . وأشارت االمناقشات إلى أن الأساس الأول للنجاح فى أى حرب مع العصابات الإرهابية هو إكتساب ثقة ومساندة الجماهير و السكان المحليين ، وتحقيق أوسع مشاركة شعبية ، وليس تحجيم تلك المشاركة والتضييق المتزايد  على السياسة و المجال العام   و العمل الأهلى السلمى ، مذكرة ان الجماهير المصرية هى التى حمت الكنائس بنفسها فى ذروة فترة الإضطراب الأمنى . و انطلاقا من هذا فهى تؤكد أن محاولة مواجهة العمليات الإرهابية المتكررة عن طريق إصدار تشريعات جديدة سواءا لتغليظ العقوبات  ،أو تعديل الإجراءات الجنائية  ، بما فى ذلك إعلان  حالة الطوارئ  ، قد ثبت محدودية تأثيره ، فلم يحقق إعلان الطوارئ فى سيناء لمدة 3 سنوات المطلوب منه فى الفترة الأخيرة ، مثلما لم تحل إعلن الطوارئ سابقا لمدة 30 سنة دون حدوث مجزرة الأقصر ، ولاتفجيرات طابا و كنيسة القديسين وغيرها . فالمواجهة الشاملة للإرهاب لاتكون بحالة الطوارئ  و المزيد من الإنغلاق السياسى ، بل  بالإنفتاح السياسى وتوسيع المشاركة الشعبية ، وتأكيد مبدأ وخطاب المواطنة ،  و التغيير الثقافى وتطوير التعليم و الإعلام  ، وتجريم الخطاب المحرض على الكراهية ، و انتهاج سياسة للعدالة الإجتماعية . وقد لفتت اللجنة لمخاطر استغلال حالة الطوارئ لغير أهداف محاربة الإرهاب ، أو تعديل قانون الطوارئ بالمخالفة لضمانات الحرية  التى كفلها الدستور للمصريين  فى المادة 54 ، و المساس بحرية الرأى ، و التضييق على الحريات الإعلامية ، و النشاط العام للمواطنين السلميين . وتحذر اللجنة من محاولة السلطة استغلال الوضع لتحصين قراراتها من النقد و المعارضة ، خاصة فى ظل نواياها المعلنة لاتخاذ المزيد من الإجراءات التقشقية التى تزيد من إفقار القاعدة الواسعة للمواطنين .
ثانياً : تيران وصنافير مصرية 
 ونوهت اللجنة المركزية بشكل خاص للرفض المطلق لكل محاولات السلطة أو رئيس البرلمان للعودة لفتح ملف التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير ، و أكدت ان الأرض المصرية خط أحمر لايجوز لأى كان التنازل عن شبر واحد منها ، لا السلطة التنفيذية ولا البرلمان ولا أى جهة ، وفقا لما نصت عليه المادة 151 من الدستور المصرى . ونؤكد فى هذا السياق خطورة تجاهل الاحكام القضائية ، و وفى مقدمتها حكم المحكمة الإدارية العليا ، أعلى محكمة فى البلاد ، و القاضى ببطلان توقيع الحكومة المصرية على الإتفاقية المذكورة ، وثبوت السيادة المصرية على جزيرتى تيران وصنافير على مدار التاريخ ثبوتا يقينيا . إن قرار رئيس البرلمان بإحالة الإتفاقية الباطلة  المنعدمة المذكورة للجنة التشريعية لدراستها ، فى نفس يوم إعلان الطوارئ ، لمما يثير أشد القلق ، ويضرب عرض الحائط بالقانون و الدستور ، ويدخل البلاد فى حالة جديدة من الإنقسام ، فى وقت كان الموقف يتطلب فيه البحث عن التوحد لمواجهة الهجمة الإرهابية الضارية . وبشكل عام أكدت المناقشات خطورة الإستمرار فى نهج تجاهل الأحكام القضائية و تعطيلها ، ومحاولة التدخل فى عمل السلطة القضائية و الحد من استقلالها ، كما تجلى فى تعديلات قانون السلطة القضائية ، الأمر الذى يفتح بابا كبيرا للإضطراب فى علاقة سلطات الدولة بعضها بالبعض الآخر ، بكل ما لذلك من آثار بالغة السلبية .
ثالثا -لا لسياسات  الإستدانة و التقشف و الإنكماش و الإفقار
 إمتدت المناقشات للوضع الإقتصادى المتأزم ، و الذى يجد أسبابه وجذوره فى السياسات الإقتصادية و الإجتماعية للسلطة الحاكمة ، و التى اتخذت خطا بالغ الوضوح فى العداء لمصالح الغالبية الشعبية ، و الإنحياز لأقلية محدودة من رجال الاعمال و المال ، و تخلى الحكومة عن واجباتها الإجتماعية المعروفة تاريخيا و المضمونة دستوريا ، بعدما أقدمت على عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولى لاقتراض 12 مليار دولار ، فى إطار سياستها للتوسع فى الإقتراض الخارجى و الداخلى ، و إغراق البلاد فى الديون التى تنوء بحملها وتنذر بعجز ها عن السداد ، بعد ان تجاوز الدين العام الداخلى و الخارجى رقم 4 تريليون جنيه . وقد تجاهلت الحكومة الطريق الدستورى السليم لعقد مثل تلك القروض  ، و أغفلت مبدا الشفافية ، وتمسكت بالتعتيم للتغطية على توقيعها مع الصندوق على مجموعة من الشروط و الإجراءات بالغة الضرر بإقتصاد البلاد ومصالح وحياة المواطنين  و التى تقودها سياسة تقشفية و انكماشية ، منها تعويم الجنيه ، بما أدى لانهيار الجنيه المصرى ، و إلغاء الدعم عن السلع الأساسية و الطاقة و الكهرباء ، وتجميد الأجور و المعاشات  ، وتفليص العمالة الحكومية ، وخصخصة المشروعات الرابحة المتبقية فى قطاعات حيوية كالبنوك وشركات البترول  ، ناهيك عن بيع المستشفيات وخصخصة الصحة و التعليم . وقد ادت تلك السياسات لركود إقتصادى عام مصحوب بارتفاعات غيرمسبوقة فى الأسعار ، وهو مايعرف بالركود التضخمى ، ووصل الغلاء لأعلى معدل له حيث بلغ التضخم 32.5 فى المائة ، و الزيادة فى السلع الغذائية التىينفق عليها المواطنون البسطاء غالبية دخلهم 43 فى المائة . وحيث أدخلت تلك السياسات البلاد لأسوأ وضع إقتصادى تشهده فى تاريخها المعاصر ، وتعرض فى ظلها المصريون لإفقار متزايد ارتفعت نسبته حتى اقتربت من ثلثى السكان ، فى حين أصبحت شرائح واسعة تعانى للحصول على قوتها اليومى ، ومعرضة للجوع بامعنى الحقيقى . وفى مواجهة هذا الوضع المتردى رات اللجنة المركزية عقد مؤتمرنا العام الثانى المقبل فى الفترة 12-23 يوليو القادم ، دورة الشهيدة شيماء الصباغ ، تحت شعار ” نحو بديل للإنقاذ الوطنى ” ، وذلك فى إطار مبادرتنا ل ” مصر 2018 ” .
رابعاً : المواطنة لأبناء سيناء ولا توطين غير المصريين 
  وامتدت المناقشات للتطورات الإقليمية الراهنة و التى تبعث بدورها على القلق الشديد ، وخاصة مايتردد عما يسمى ” صفقة القرن ” ، وهى صفقة يتم التعامل معها أيضا بعدم شفافية وغموض كبيرين كسابقاتها . و أكدت المناقشات فى هذا الصدد التحذير من أن تكون مصر جزءا من شرطة دولية فى الشرق الاوسط ، ورفض أى مبادلة للأراضى تكون مصر طرفا فيها ، أو أى خطط لتوطين غير المصريين على الاراضى المصرية ،  على الأخص سيناء الحبيبة . و أكدت فى هذا السياق إدانة كل أفكار تهجير أهالى سيناء و السياسات التى من شأنها تفريغ سيناء من السكان  ، والتمسك بكافة حقوق المواطنة لاهالينا فى سيناء ، و التضامن و الدعم الكامل لجهود اللجنة الشعبية للدفاع عن سيناء . وعبر ت المناقشات عن القلق الكبير على الحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل ، و أمنها المائى ، بوصفه قضية حياة او موت للمصريين ، مستشعرا أيضا نقص المعلومات وغياب الشفافية فى هذا المجال ، بينما يتسرب الوقت بدون ان تبدو معالم إتفاق واضح للمصريين ، و أكد على ضرورة  إحاطة و إشراك الراى العام المصرى بمسؤولية وموضوعية  فى تلك المسألة . و أدان الإجتماع العدوان الأمريكى على سوريا و أى خطط للتدخل الامريكى فى هذا القطر العربى الشقيق ، و رأى ضرورة التمسك بالحل السياسى الديموقراطى فى سوريا . كما أكد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية بوصفها الأساس لأى موقف لاستعادة الحق 
      القاهرة 16 أبريل 2017 
 بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
				 
 
		 
											 
											