الرئيسية » مقالات » مشاركة النساء في ثورة 1919 لم تمنحهم حقوقهم السياسية والاقتصادية

مشاركة النساء في ثورة 1919 لم تمنحهم حقوقهم السياسية والاقتصادية

كتبت :أمال ممدوح
لقد خلعت نساء الطبقة الأرستقراطية والطبقة الوسطى اليشمك عقب ثورة 1919 والتحقت البنات بالمدارس والتحقن بالجامعة وسافرن الى أوربا لاستكمال دراستهن ,حيث أرسلت الجامعة المصرية عدد من البنات لدراسة الدكتوراة فى أوربا وبدأت البنات المتعلمات فى الدخول الى سوق العمل وبدأت النساء ترتدين أحدث صيحات الموضة ويرتادن المسارح ودور السينما ويخرجن للنزهة مع صديقاتهن فى الكازينونات ولكن هؤلاء كما قلنا هن بنات الطبقات الغنية والمتوسطة فماذا عن النساء الفقيرات فى المدن والريف ؟
كانت فقيرات المدن يعملن كخدم للمنازل وهؤلاء محظوظات مقارنة بالعاملات فى مصانع كمصانع النسيج أو فى مدابغ الجلود التى تنهى حياتهن مبكرا حيث تكثر الاصابة بالسل وأمراض سوء التغذية ورغم تلك المعاناة تمتلك هولاء حظا أوفر من جامعات اعقاب السجائر أو بائعات اليانصيب أو الفتيات اللائى يحترفن الجنس التجارى وكنت أشعر بالصدمة كلما قرأت عن هؤلاء المهمشات فى راويات نجيب محفوظ لكن بعدما توسعت قراءاتى أدركت أن هؤلاء الفتيات هن ضحايا الظلم الاجتماعى ويساورنى نفس شعور الصدمة كما رأيت مؤخرا صورة على الفيسبوك من صفحات الملك فاروق لنسوة يرتدين أروع الموضات ولشوارع غاية فى الجمال ومؤخرا صورا من داخل القطارات الفاخرة لكن الصور لشوارع الأثرياء وليست للأزقة والصور للثريات وتغيب المعدمات دوما عن الصورة حتى فى الريف فالبنات اللائى تلقين قسطا من التعليم هن بنات الأعيان أما الفقيرات فيخدمن فى المنازل ويحلبن المواشى نظير كسرات خبز تشبع بطون الصغار نصف شبعة .
والفقيرات فى الريف يعملن فى أرض الباشاوات والأعيان تحت وطأة الحر والكرباج ويذكر أن أحد أقطاعى الدقهلية كان يأمر بأن تذهب المرأة النفساء لجمع القطن بلا رحمة حتى لوماتت هى أو مولودها المهم ان تزداد أرباحه السنوية من محصول القطن وكان هذا هو الوضع شديد السوء حتى جاءت قوانين الاصلاح الزراعى التى أصدرتها ثورة يوليو فذهبت الفلاحة الى الحقل لتساعد زوجها فى زراعة أرضه ولكن بقى هناك ظلم تمثل فى ترك توزيع الأراضى فى يد عمد ومشايخ الفترة السابقة على الثورة فوزعوا الأراضى على من رضوا عنهم وظلت الكثير من النساء خاصة التى تخدم فى بيوت هؤلاء لاتملك حق الانتفاع بأراضى الاصلاح الزراعى فظللن فى خدمة الأعيان فهل يعطون لهن أراضى ليصبحن ملاكا ويتخلفن عن خدمتهم .
ولكن من أهم انجازات ثورة يوليو التوسع الكبير فى انشاء المدارس ومجانية التعليم فتمكن الفقراء من تعليم بناتهن وترقين فى درجات السلم الاجتماعى ولا يستطيع منصفا أن ينكر دور ثورة 1919 فى احداث تغيرات جذرية فى حياة الكثير من النساء خاصة نساء الطبقات الميسورة ونحن نقدر خروج المرأة للتعليم ولكن التعليم كان باهظ التكلفة ولا يقدر عليه غير الميسورات لكن التغيرات الاقتصادية التى صاحبت ثورة يوليو كانت بداية حقيقية لتعليم البنات وأن بقيت المهمشات فى المدن يعملن دون شروط عمل أدمية كما الحال مع خدم المنازل وخلاصة القول أن الدور الثقافى والاجتماعى للمرأة التى اكتسبته من مشاركتها فى ثورة 1919 جعل هناك أديبات وفنانات وصحفيات لكن دون مشاركة فى الحياة السياسية وبعد نضالات كبيرة قادتها عدد من النسويات وبعد اعتصام مفتوح للمطالبة بممارسة الحقوق السياسية حصلت النساء على حق الانتخاب والترشيح فى عام 1956وعينت كوزيرة وسفيرة لكن أقتصر الأمر على المقربات والمؤيدات لثورة يوليو فمثلا أمينة شفيق الرائدة النسوية أستبعدت من أى مشاركة رسمية وأختفت عن الأنظار عقب الاعتصام الشهير التى قادته لتحصل المرأة على حق الاقتراع والترشيح فى الانتخابات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.