كتب الأديب المصري الاستاذ محمود الورداني :
صمدت ميريت عشرين سنة واتمنى إنها تنهض من كبوتها. إحنا محتاجين لميريت اللي قدرت تعمل نموذج نادر لدار نشر مستقلة وطليعيةومقاتلة في وسط أحلك الظروف. ميريت نشرت عشرات الكتب المهمة والمحترمة وقدّمت أسماء استمرت. دار نشر فاجومية بجد وكتبها كسبت عشرات الجوائز عن حق كنا بنروح ميريت قبل الثورة عشان ناخد اللافتات اللي بنرفعها في المظاهرات قبل الثورة أيام أدباء وفنانين من أجل التغيير، وأيام الثورة كانت ميريت أحد أهم المقرات العلنية للثورة . الناس كانت بتبات هناك والبطاطين والأكل والدوا كانوا في حمى ميريت أنا مانساش في يوم أيام الثورة لما المستشفى الميداني اللي كان ورا شركة سفير بتاعة السياحة بعت لميريت إنهم محتاجين دوا، هاشم ومعاه شوية شباب لبسوا الأقنعة والخوذ، وانا- الراجل العجوز- قررت اروح معاهم وشوفت هاشم زي السهم بيخترق الميدان في نص الليل وسط الغاز وقوات الداخلية لحد ماوصل هو والشباب وانا بانهج للمستشفى ومعانا الدوا,, ده مشهد لايمكن الواحد ينساه .. الدور اللي لعبته ميريت في الثورة دور أساسي ويليق بهاشم وبالداروأيام مبارك تقدر تعد أكتر من عشرين كتاب بيهاجموا مبارك ونظامه بالإسم.. ميريت ماخافتش من حدّ وحصلها في الايام اللي فاتت اللي حصل لنا كلنا من إحباط وقرف من الزباله اللي احنا عايشين في وسطها واتمنى إنها تقوم من كبوتها بوقوفنا معاها .. ميريت دار نشر لينا كلنا مش لهاشم لوحده.
وعلق الناشر محمد هاشم علي حديث الورداني ” شكرًا لعمي وعم عيالي وكاتبنا الكبير”
تأسست دار ميريت للنشر ، عام 1998 بمبادرة من مؤسسها محمد هاشم وباحتضان عدد كبير من الرموز الثقافية المصرية، يتقدمهم الراحل إبراهيم منصور. سعت منذ بدايتها لترسيخ مفاهيم العقلانية وحرية الرأي والفكر والإبداع، من خلال إصدار الكتب وإقامة الندوات والمناقشات المحدودة، بعضها بالتعاون مع حركة كتاب وأدباء وفنانون من أجل التغيير. تعتبر التصدي للرقابة على العقل بكافة أشكالها السياسية والدينية واجب مقدس. تناهض التطبيع وكافة أشكال التعاون مع العدو الإسرائيلي. حملت الدار على عاتقها مهمة – رأت دائماً – أنها من أسمى مهامها، وهي تبنى الإبداع الجديد والطليعي، وقد استطاعت بالفعل تقديم العديد من هذه الأصوات التي باتت الآن في متن الثقافة المصرية.وحصلت دار ميريت علي العديد من الجوائز وقدمت العشرات من العناوين التي مثلت علامات ثقافية قبل ثورة 25 يناير.
كما كان الناشر محمد هاشم نجم مظاهرات الفنانين والأدباء قبل ثورة يناير .ونظمت الدار مئات من الندوات وحفلات توقيع الكتب التي كانت متنفس هام للثقافة المصرية في ظل حكم مبارك ومنذ يوم 25 يناير تحولت دار ميريت لمركز من مراكز دعم الثورة واعاشة الثوار.واليوم ونحن نحتفل بمرور عشرين سنة علي ميلاد ” ميريت ” نثق أنها مستمرة بدورها الوطني المتميز وكمنارة من منارات الثقافة المصرية.