الرئيسية » أخبار » هل تتجه البرازيل يميناً؟!

هل تتجه البرازيل يميناً؟!

أظهرت نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في البرازيل حصول مرشح اليمين المتطرّف جايير بولسونارو (63 عاماً) على 46% من الأصوات مقابل 29% حصل عليها منافسه فرناندو حداد ( 55 عاماً ) مرشح حزب العمّال اليسار ذو الأصل اللبناني. وأشار بولسونارو ليل الأحد أن مشاكل في “ماكينات التصويت الإلكترونية” حرمته الفوز من الدورة الأولى. وتطلق بعض المصادر علي بولسونارو لقب ” ترامب البرازيل).

معروف أن حداد سياسى يسارى لبنانى الأصل ينتمي إلي حزب العمال البرازيلي، شغل منصب عمدة مدينة ساو باولو بين 2013 – 2017، كما عين وزيرًا للتعليم سابقا ولكن شعبيته أقل من لولا دي سيلفا.

بنى مرشح اليمين المتطرف حملته الانتخابية على وعود أبرزها الحدّ من معدلات الجريمة المرتفعة في البلاد وعدم تورطه بالفساد.ويرغب بولسونارو في الحدّ من الدين العام المتزايد عبر تطبيق إجراءات خصخصة واسعة النطاق والتقرّب من الولايات المتحدة وإسرائيل، كما يتبنّى مواقف قوية حيال الحدّ من ارتفاع معدلات الجريمة مع تعهّده بحماية القيم الأسرية التقليدية.لكن كثيرين من الناخبين البالغ عددهم الإجمالي 147 مليونا يعارضون بشدّة بولسونارو الذي يطلق باستمرار تصريحات مهينة ضد النساء والمثليين جنسياً والفقراء، كما يبدي إعجاباً شديداً بالحكم الديكتاتوري العسكري في البرازيل (1964-1985).

في الدورة الثانية المرتقبة، سيخوض بولسونارو الانتخابات ضد حداد الذي رشّحه حزب العمال اليساري بدلا من الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يقضي حكما بالسجن في قضية فساد منذ أبريل الماضي.وفي وقت شهدت فيه البرازيل ازدهارا اقتصاديا غير مسبوق خلال عهد لولا دا سيلفا بين عامي 2003 و2010، عانت أيضا من أسوأ حالة ركود خلال حكم خليفته التي اختارها ديلما روسيف، التي اختارها لولا لخلافته وتولّت السلطة في 2010 واعيد انتخابها لولاية ثانية في 2014 لكن البرلمان أقالها بعد عامين بتهمة تجميل الحسابات العامة للتخفيف من وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة وفضائح فساد عديدة.وحكم حزب العمال البرازيل من 2003 إلى 2016 قبل أن ينتهي حكمه بشكل مفاجئ مع عزل روسيف.

كتب الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف :أعلنت نتائج الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة فى البرازيل ، وقد أسفرت عن جولة إعادة بين بولسينارو مرشح اليمين المتطرف و فرناندو حداد ، مرشح حزب العمال البرازيلى اليسارى الذى يتزعمه الرئيس السابق لولا دى سلفا . لاحاجة بالطبع للإشارة أن إنتخابات الرئاسة البرازيلية التى لاتحظى بأى تغطية عندنا تقريبا ، لها على الصعيد العالمى، أهمية ليس على صعيد أمريكا اللاتينية فحسب ، بل على الصعيد العالمى ، لأن هذا البلد أحد أهم الإقتصادات الكبرى الناشئة.وقد أجريت تلك الإنتخابات فى ظل احتدام الصراع الإجتماعى و السياسى فى ذلك البلد ، ومن معالمه صدور حكم بحبس الرئيس السابق لولا دى سيلفا ، وهو حكم يتشكك الكثيرون فى عدالته ، ولكنه منعه من الترشح ، رغم انه المرشح الذى اعتبرته كل الإستطلاعات الاوفر حظا فى الفوز ، و أيضا تعرض مرشح اليمين لطعنة سكين ألزمته المستشفى شهرا كاملا . ورغم أن النتيجة المعلنة تشير إلى تقدم ملحوظ للمرشح اليمينى المتطرف إذ حصل على 46 فى المائة من الأصوات مقابل 29.2 فى المائة لحداد ، فإن ردود الفعل من داخل المعسكرين المتنافسين عكست قدرا من خيبة أمل فى معسكر المرشح المتقدم الذى كان يأمل فى تجنب انتخابات إعادة تضعه فى منافسة تتسم بالإستقطاب الشديد ، بينما طغت مظاهر الحماسة على معسكر حداد . ومن المتوقع ألا يحصل مرشح اليمين المتطرف سوى على نسبة محدودة من أصوات ال11 مرشحا الذين خاضوا الإنتخابات فى الجولة الأولى ، حيث تسود تخوفات من آرائه المتطرفة ضد الفقراء وضد النساء حيث بتبنى سياسة أجر أقل للنساء ، وعدم تشغيلهن فى حالة ما إذا كن ينتوين الإنجاب ، مما أثار مظاهرات نسائية عارمة ضده فى البرازيل و أوربا.وفى هذا السياق فمن المعتقد أنه من الصعب التكهن بدقة بنتيجة الجولة الثانية للإنتخابات،التى ربما يكون لحداد فرصة أفضل قليلا فيها،ولكن ليس على نحو آكيد “.

وهنا نتساءل هل أخفق اليسار بعد 13 سنة من الحكم في البرازيل ؟! وبعد كل المكتسبات الاقتصادية التي تحققت خلال حكم لولا 2003 – 2010 . أم ان الاخفاقات والركود الذي حدث خلال حكم ديلما روسيف التي حكمت بين 2010-2016 ستحسم التصويت. لقد خاض الجولة الأولي من الانتخابات 13 مرشح ولكن انتخابات الإعادة ستكون بين مرشح اليمين ومرشح حزب العمال فرناندو حداد فهل تتغير النتائج لصالح حزب العمال أو لصالح تحسين نسبة التصويت له ولسياساته ؟! ذلك ما يمكن أن توضحه لنا نتائج جولة الإعادة والتي يتحدد بعدها إلي أين تتجه البرازيل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.