الرئيسية » تقارير وتحقيقات » هل تعوض المبادرات الشعبية العجز والغياب الحكومي؟!

هل تعوض المبادرات الشعبية العجز والغياب الحكومي؟!

انتشر تشكيل اللجان الشعبية في أعقاب ثورة 25 يناير وتنوعت اشكال اللجان والمبادرات الشعبية التي انتشرت في جميع انحاء مصر في القري والاحياء.ولكن في ظل حصار الثورة ومطاردة شبابها تراجعت واختفت العشرات والمئات من هذه اللجان . وظن البعض أنه من الصعب تشكيل مبادرات شعبية جديدة في ظل الاستبداد والقمع الذي تعيشه مصر في السنوات الأخيرة .

ربما لم تشهد مصر لحظة ساخنة منذ 30 يونية مثل انتشار وباء كورونا وانكشاف السياسة الصحية الحكومية وعجزها علي المواجهة . وعندما غابت الحكومة وفشلت خطتها في المواجهة تفجرت المبادرات الشعبية المتنوعة في مصر من شمالها الي جنوبها ومن شرقها الي غربها.في البداية تشكلت المبادرة الشعبية للتوعية بمخاطر فيروس كرونا وتأسس عدد من صفحات الفيس بوك للتوعية مثل مجموعة ” التوعية بمخاطر فيروس كورنا ” التي انشأها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك . ثم تطورت المبادرات لتشمل بجانب التوعية القيام بحملات التطهير والتعقيم ثم تطورت الي توزيع مستلزمات الحماية من كمامات وجوانتيات لعمال المخابز وعمال النظافة والعديد من المهن ذات العلاقة المباشرة بالجمهور.واستطاع حزب التحالف جمع كمية من المطهرات وادوات الحماية الشخصية سلمها الأمين العام للحزب طلعت فهمي الي نقابة الأطباء ، كما قامت أمانة التحالف بالدقهلية بعمل مشابه . كذلك قامت لجنة الحزب في مركز ميت غمر بتوزيع منشور للتوعية بمخاطر فيروس كورونا ثم تم توزيع وسائل حماية للعمالة التي تتعامل مع الجمهور وتطورت الحملة إلي دعم عمال اليومية المضارين من التوقف خلال مقاومة الفيروس.

 

الأمين العام لحزب التحالف يسلم تبرع الحزب لنقابة الأطباء

من اقصي جنوب مصر من أسوان انطلقت مبادرة “كمامة لكل مواطن”.. مبادرة أطلقها شباب الاتحاد النوبى بأسوان، برعاية أسامة النوبى، أحد أبناء النوبة، لتوزيع عدد كبير من الكمامات على المواطنين بالمجان بعد تجهيز المادة الخام للكمامة وتفصيلها يدويا داخل مقر الاتحاد، لمواجهة انتشار فيروس كورونا والمساهمة فى تخفيف العبء على المواطنين فى شراء الكمامات. وقال وليد تاج منسق المبادرة وأحد شباب النوبة، إن فكرة المبادرة جاءت بناء على طلب أحد أبناء النوبة “أسامة النوبى” التبرع بشئ للصالح العام ويخدم المواطنين فى الشارع الأسوانى، فمن هنا جاءت فكرة توفير كمية كبيرة من الكمامات وتوزيعها على المواطنين بالمجان، للمساهمة فى تخفيف العبء على المواطنين فى شراء الكمامات بعد أن أصبح استخدامها ضرورة لكل مواطن لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد واستخدام الكمامات أثناء النزول فى الشوارع والأماكن المزدحمة وكذلك الدخول للمصالح الحكومية والمستشفيات.

 

خطاب تسليم تبرع حزب التحالف في محافظة الدقهلية

كما ظهرت مجموعة علي الفيس بوك بعنوان ” كمامة لكل مواطن “ وقالت في تعريفها ” ذلك لأن مجتمعنا يواجه أوقاتًا صعبة بسبب جائحة فيروس كورونا ، فإن دورنا كأطباء مهنيين هو تقديم المعونة الطبية كل في تخصصه. يعد الطب الوقائي تخصص رئيسيً في إنقاذ الأرواح عن طريق الإجراءات الوقائية ومن ثم تتبنى المبادرة توفير كمامة لكل مواطن وفقًا لمواصفات مركز السيطرة ومكافحة الأمراض المعدية الأمريكي” .

رسالة التوعية التي وزعتها لجنة التحالف الشعبي في مركز ميت غمر

مبادرات الأطباء

كما بدأت بعض كليات الطب في إطلاق مبادرات هامة مثل ” مبادرة أطباء القصر العيني للتوعية والاستشارات الطبية المجانية عن بعد ” وتعرف المجموعة نفسها فتقول مبادره علاج مرضانا عن بعد من منطلق حمايه المجتمع من انتشار وباء الكورونا يقوم الساده الاساتذه و الاطباء المشاركون فى الجروب من التخصصات المختلفه بالرد على استفسارات المرضى الطبيه. #StaySafe #StayHome

وكذلك مبادرة ” كشفك مجانا خليك بالبيت ” ، ومبادرة ” أطباء الخير ”  وهي مبادرات طبية علي الفيس بوك تقدم استشارات طبية مجانية للمشتبهين في إصابتهم. كما أطلق الدكتور مجدي شهدي، مدرس مساعد الأمراض الصدرية بجامعة الأزهر، منذ 10 أيام حملة بهدف علاج مرضى فيروس كورونا المستجد بمحافظة قنا فى منازلهم بالمجان.وتحدث شهدي عن تفاصيل المبادرة قائلا إنه “يعالج الآن 76 حالة عن طريق الواتساب أو الماسنجر، وبتابع يومياً من 15 أو 20 حالة. وتابع شهدي، أنه يتابع مرضاه ويقدم له التوعية الصحية وأنواع العلاج وجرعاته وفى حال استدعاء حالتهم لأية تحاليل أو إشاعات يتم إبلاغهم والإطلاع عليها من خلال الإنترنت.

لم يتوقف الأداء الطبي علي مراكز الفحص والعزل والمستشفيات العامة بل أمتد إلي مبادرة لتقديم الدعم الطبي المجاني للمواطنين ومتابعة حالتهم بالمجان .

اللجنة الشعبية لمواجهة كورونا بأكتوبر وزايد

تعرف اللجنة نفسها عبر صفحتها علي الفيس بوك ” نحن مجموعة من أهالي مدينتي أكتوبر والشيخ زايد، المؤمنين بأهمية العمل الشعبي التضامني بين الأهالي بعضهم البعض، أنشأنا هذه المجموعة بغرض العمل من أجل مواجهة وباء كورنا، الذي أصبح الحدث الأهم والأخطر على مستوى العالم.

وذلك من خلال مجموعة من الآليات؛ تستهدف:

  • التوعية بخطورة الأمر، وكذلك ضرورة العمل على حماية أنفسنا وزوينا، خصوصاً كبار السن والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.
  • الدعوة إلى ضرورة إنضمام المستشفيات الخاصة بأكتوبر وزايد إلى المؤسسات الصحية الرسمية، لاستقبال الحالات المشكوك فيها، خصوصاً في ظل توارد أخبار حول رفضها للتعامل مع بعض الحالات الحاملة لأعراض شبيهة بأعراض الكورونا (كسخونة الجسم، أو الكحة …إلخ).
  • تحديد بعضاً من أهالي الأحياء المختلفة، لمساعدة أهالينا من كبار السن، في قضاء حاجتهم الأساسية، دون إضطرارهم للنزول والتعرض لخطر العدوى، على أن تعلن وسائل الاتصال للمتبرعين في كل حي للقيام بتلك المهمة.
  • مطالبة أصحاب العمل؛ ممن يمنحون عمالهم أجازة، أو تخفيض ساعات العمل، بالإستمرار في دفع كامل أجورهم، حتى لا تضطرهم ظروف الحاجة إلى النزول وعدم الإلتزام بالاحتياطات اللأزمة.

نعم معا نستطع مواجهة الكورونا الأمر يحتاج إلى جهد كل منا، إلى جهد جماعى، ولكن لأبد من:

  • التعامل مع الأمر بجدية، ولا داعي للخوف والهلع حياة كل منا مهمة، ولكن علينا أن نمتنع عن كل شيئ يعرضنا للخطر، ما يحدث يتطلب منا جميعاً التضامن.
  • ماذا يستطيع كل منا أن يقدم فى سبيل حمايتنا وحماية المجتمع.
  • سنواجة صعوبات كثيرة فلنواجهها معاً بتضامننا، سنواجه أوقات عصيبة، فلنواجهها معاً من أجل حياتنا.”

#نعم_معاً_نستطيع_مواجهة_الكورونا

وقد بدأت اللجنة نشاطها بدعم تسجيل العمالة غير المنتظمة المتضررة من الإغلاق والعزل لدي وزارة القوي العاملة ، ومع حلول شهر رمضان طورت اللجنة نشاطها بعمل شنط رمضان وتوصيلها للأسر والعمال الغير قادرين علي النزول للعمل . ولم تتوقف جهودهم عند ذلك مع بدأ مرحلة العزل والعلاج المنزلي فبدأت المبادرة بتجميع وإعداد وجبات للأسر المصابة والمعزولة وتوصيلها لهم في منازلهم .

مبادرة ” وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل”

أطلقت الصحفية بسمة مصطفي نداء عبر صفحتها علي فيس بوك لمن يمكنه التبرع مادياً لعمل وجبات لمصابي كورونا المعزولين وتوالي تسجيل المتبرعين وبدأ اعداد الوجبات ثم توالي دعم المبادرة مثل تبرع الفنان خالد لطفي بتكلفة 50 وجبة للعائلات المصابة بكورونا ومعزولين في المنزل . كما تبرعت السيدة سمية الاسيوطي صاحبة مطعم (فسحة سمية) بإعداد الوجبات وتكفلت بكل متسلتزمات الخضار لاي حالة على حسابها الشخصي . وكتبت بسمة عن المبادرة ” طيب احنا محتاجين نعرف احنا محتاجين ايه؟ بشكل مبدئي كدا.

الصحفية بسمة مصطفي صاحبة مبادرة

وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين

اولا- محتاجين نتبلغ بحالات مصابة بكورونا في العزل المنزلي، بشكل مبدئي احنا بنستهدف الحالات اللي (عايشة لوحدها) ركزوا اللي (عايشة لوحدها) ومعندهاش حد يقدر يساعدها او يعملها اكل، لو جنبكم حد مصاب عايش لوحده، دا اللي بندور عليه، ولو انت جاره، قريبه، وعاوز تساعده فانت ممكن توصلنا بيه ولو تقدر تتكفل بتغطية نفقات الاكل بتاعته عظيم.

ثانيا- تطوع بالتوصيل، ومن امبارح ناس كتير كلمتني عشان تغطي منطقتها في موضوع توصيل الوجبات في حال ظهور حالة محتاجة مساعدة عندهم.

ثالثا- موضوع التبرعات مازال اشكالي شوية، احنا مش هنستقبل اي تبرعات غير لما نكون عندنا حالة، هنكتب ساعتها ونقول عندنا حالة محتاجين لها الخامات دي عشان نقدر نعمل الوجبات، وكل اشكال التبرعات مفتوحة، لو حد حابب ينزل يشتري الحاجات بنفسه ويوصلها لينا، هيبقى عظيم، لو حد حابب يتبرع بشكل مادي، هنبعتلوا بعدها فاتورة بالحاجات اللي جبنها. فاحنا ماشين حالة حالة، ولغاية دلوقتي الحالتين اللي عندي جيرانهم تكفلوا بتغطية نفقات الوجبات.

رابعا- انا مبسوطة جدا اني ناس في مناطق تانية عاوزة تساعد في انها تطبخ، بس الموضوع مسئولية كبيرة برضه، انا مقدرش اختار ناس تساعدني في الطبخ بشكل عشوائي، والناس اللي ممكن تطبخ معايا لازم اعرفها بشكل شخصي عشان نظافة وجودة الاكل لانها مسئولية فعلا، او على الاقل لغاية دلوقتي مدام معندناش انفجار في عدد ضخم من الحالات عايشة لوحدها، ساعة لما يكون في ضغط كبير ممكن نوسع دايرة الناس اللي عاوزة تطبخ. بس حتى الآن ممكن نقول اننا اربعة اللي هنطبخ والاربعة اعرفهم بشكل شخصي تماما.

خامسا- على حسب الضغط اللي ممكن نتعرض له هنحدد اذا كنا محتاجين نتعاون مع مطاعم ولا لا، لغاية دلوقتي احنا معندناش غير حالتين، والفكرة اصلا في حد ذاتها قائمة على ان البني ادمين اللي بيحبوا المطبخ زي وهي بالنسبة لهم فعل مقاومة ونجاة في الظروف الصعبة دي، انها كمان تساعد نفسها وتساعد غيرها.

سادسا- محتاجة بشكل عاجل ناس تكون منظمة جدا تتولى معايا ادارة الجروب لان هيكون صعب عليا اعمل كل الحاجات، في الآخر اي فكرة بتنجح بروح الفريق، محتاجة مساعدة في ادارة الجروب .

دورة العمل باختصار هتاخد الشكل الاتي (اننا نتبلغ بحالات عايشة لوحدها، هنعلن اننا عندنا حالة، ثم نلاقي متكفل بالوجبات، ثم هنطبخ ونغلف، ثم هنطلب متطوعين يوصلوا).اول خطوة دلوقتي ساعدونا نلاقي حالات مصابة عايشة لوحدها ومحتاجين الدعم دا. شكرا لكم مرة تانية واهلا باي اقتراحات” .

وبدأ التفاعل مع المبادرة فكتب أحد الأعضاء ” انا عايز اساعد بس والله انا مش معايا فلوس و واقع مديا بس الحمدلله صحتي مسعداني لو حد عايزني اوصالوا حاجه انا تحت امره مثل وجبات من حد ل للمصابين او متابعه و تواصيل طلبات المصابين” . وكتب آخر احنا ماشاء الله طلعنا كتير من حدائق اكتوبر .أ.ولاء من كومباوند بيتا ، أ.نهى من كومباوند اللوتس، أ.دينا جارتنا فى حدائق اكتوبر، وانا وزوجتى كومباوند اليكو سيتى ، عاااااااااااااااااش.

انا و زوجتى متطوعين . بإعداد و توصيل الاكل و اى احتياجات يومية لاى حاله مؤكده فى نطاق حدائق اكتوبر . هى هيتطبخ وانا هوصل. وبدأ التفاعل مع مختلف المبادرات في كل احياء ومحافظات مصر.

مؤكد أن اللجان الشعبية والمبادرات عوضت انسحاب الحكومة وفشلها في مواجهة الأزمة. ولكن من المتوقع علي ضوء خبرات اللجان الشعبية بعد ثورة 25 يناير ان تسعي بعض أجهزة الدولة وأحزابها التابعة لطرح مبادرات لامتصاص طاقات التبرع لدي الشباب ولكي ينسب لهم الفضل وربما في حالات اخري تخريب بعض المبادرات الوليدة .

والمؤكد أن التجربة تعلم الجميع ، والخبرات المكتسبة لا تقدر بثمن . ولكن هل تعوض المبادرات الشعبية العجز والغياب الحكومي؟!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.