الرئيسية » قبلي وبحري » هيثم الشيخ يكتب : الباعة الجائلون باهناسيا .. أزمة تتفاقم وحلول غائبة !

هيثم الشيخ يكتب : الباعة الجائلون باهناسيا .. أزمة تتفاقم وحلول غائبة !

 رغم أن الدستور كفل تكافؤ الفرص لجميع المواطنين على السواء ، إلا أن الباعة الجائلين ، تلك الفئة المهمشة فى المجتمع لا تجد من يدافع عنها أو يرعاها ، رغم أنهم أفراد فى المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات ، يقدرون بأعداد كبيرة وينتشرون فى كل مكان وأغلبهم يتحمل عبء إعالة عائلاتهم . ينظر البعض إليهم باعتبارهم كيان طفيلى ينمو فى الشارع ويتعاملون معهم باعتبارهم بلطجية يفرضون تواجدهم من منطلق القوة والبلطجة دونما حق ويشغلون الطرق مما يسيء إلى المظهر المتحضر للمدن ، بينما يرى آخرون أن لهم الحق فى أن يجدوا ما يسد رمقهم ويوفر لهم ولأسرهم حياة كريمة . وبين هذا وذاك لا يمكن لأحد أن ينكر حقهم فى البحث عن وسيلة رزق بطريقة مشروعة ، خاصة أن منهم حملة مؤهلات عليا ومتوسطة ويعمل عدد كبير منهم من النساء .
الباعة الجائلين أزمة ذات أبعاد إجتماعية وإقتصادية أكثر منها أمنية ، وتفضيل الخيار الأمنى كحل فى التعامل مع تلك الظاهرة ينم عن قصور فى الرؤية لدى صانع القرار ويخلق صداماً غير مستحب بين الشرطة والمواطن . فتطبيق القانون يمر من خلال قنوات سياسية لا أمنية ، فثمة فارق كبير بين الهيبة والقوة ، فهيبة الدولة واحترام القانون يترسخ من خلال إحترام المواطن وممارسة الحق لا من خلال التعسف فى تطبيق القانون .
جغرافيا المدينة الفرعونية اهناسيا تميزها عن غيرها من المدن فى حل مشكلة الباعة الجائلين بطريقة جذرية وحضارية ، بشرط توافر الإرادة السياسية وتكاتف القوى المجتمعية . ففى خضم الأحداث التى تلت الثورة ، تصدى اتحاد شباب اهناسيا لتلك الظاهرة ، حيث قام بجمع مبالغ تقدر بأحد عشر الفاً ردت إليه لاحقاً ، أنشئت بها أثاث عدد من الباكيات داخل سويقة اهناسيا لتسكين الباعة الجائلين الذين رحبوا بالمقترح آنذاك ولكن الظروف السياسية حالت دون ذلك ، وقبل عامين جدد الاتحاد مبادرته بالتواصل لتسكين الباعة الجائلين داخل السويقة بناء على طلب ورغبة الوحدة المحلية ووافق الباعة الجائلين ورفضت الوحدة المحلية بعد ذلك بسبب ضغوط أحد نواب الدائرة لأغراض سياسية رخيصة وجمد الملف برمته وتفاقم الوضع أكثر سوءً .
وهنا سأستشهد ببعض الحلول التى طرحها اتحاد شباب اهناسيا على الوحدة المحلية سابقاً ورفضتها ومنها :
• تفعيل سويقة اهناسيا كسوق واحد مفتوح يضم باعة اهناسيا الجائلين ويحقق لقاء البائع والمستهلك .
• تقسيم باكيات السويقة على عدد الباعة الجائلين باهناسيا بعد حصرهم وتنقية أسمائهم وإجراء قرعة علنية لتسليمهم الباكيات .
• تأجير الباكيات للباعة الجائلين بنظام اليوم أو الأسبوع أو الشهر تسهيلاً على المستفيدين بشرط الحفاظ على النظافة والنظام والأمن .
• دعم المجتمع المدنى للباعة الجائلين وتمكينهم من الحصول على حقهم المشروع فى الإستفادة من قانون التأمين الإجتماعى الشامل رقم 112 لسنة 1980.
• المساعدة فى تنظيمهم من خلال نقابة أو رابطة تدافع عن حقوقهم وترعى مصالحهم .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.