الرئيسية » عربي ودولي » 21 أغسطس.. عندما هتف الصهاينة: “محمد مات وخلف بنات” محتفلين بحرق الأقصى
ذكرى حرق المسجد الاقصى

21 أغسطس.. عندما هتف الصهاينة: “محمد مات وخلف بنات” محتفلين بحرق الأقصى

في يوم 21 أغسطس 1969، أشعل الاسترالي مايكل دينس النار في المسجد القبلي بالحرم القدسي، حيث أتت النيران على منبر صلاح الدين الإيوبي (محرر الأقصى من الصليبيين)،  وثنايا المسجد، وزخارفه العتيقة، وسط تجاهل من البلدية الإسرائيلية لمدينة القدس، والتي رفضت المشاركة في إطفاء الحريق، بالإضافة لقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، لكن عزيمة المسلمين وعاطفتهم تجاه ثالث الحرمين الشريفين، دفعت المقدسيين للدفاع عنه بأياديهم العارية، ومياه بئر لم تكف لإرواء عطش نيران الجهل والغدر تجاه المبنى العتيق، حتى وصلت سيارات الإطفاء من مدن الخليل ورام الله وبيت لحم المجاورة، واستغرق الأمر سنوات من الترميم، فيما عرف بذكرى “إحراق الأقصى”.
منفذ جريمة احراق الاقصى مايكل روهان

منفذ جريمة إحراق الأقصى مايكل روهان

47 عامًا مرت، ولا يزال الأقصى يحترق، والمجتمع الدولي صامت، والإعلام ساكت، وعاش المجرم “دينس” حرًا طليقًا في بلاده الأصلية التي جاء منها مستعمرًا ومحتلا لفلسطين، بعدما ادعت سلطات الغدر والخيانة الإسرائيلية أنه مجنون، ورحلته، إلى أن مات هناك، وخرج الجماهير العربية الغاضبة في جميع أنحاء العالم، مطالبين بتحرير القدس من الغاصبين، إلا أنه وكالعادة، اكتفت الشعوب بالشجب البارد، مكتفين بإنشاء منظمة “المؤتمر الإسلامي”، والتي غيرت اسمها فيما بعد لـ”منظمة التعاون الإسلامي”.

وشرعت سلطات الاحتلال باتخاذ سلسلة خطوات، رصدها صالح زيتون، الأمين العام لمبادرة “إعلاميون من أجل القدس”، تمثلت فيما يلي:
أولا: إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، أي الحاق القدس الشرقية التي سقطت عام 1976 بالقدس الغربية التي تم تهويدها عام 1948.
ثانيا: تهويد حائط البراق وتسميته رسميا بحائط المبكى، ضاربة بعرض الحائط قرار عصبة الأمم عام 1929 باعتبار الحائط وقفا إسلاميا وجزءا أصيلا من الحرم القدسي، وذلك أعقاب المذابح التي جرت آنذاك احتجاجا على محاولة تهويد الحائط.
ثالثا: الشروع في هدم حي المغاربة، وحي شرف الفلسطيني الملاصق للحائط الغربي للمسجد الأقصى، تمهيدًا لإقامة المساحة المخصصة لما يسمى “حائط المبكى”، تكريسا لتهويد حائط البراق.
رابعا: البدء الحثيث في سلسلة حفريات إسرائيلية داخل البلدة القديمة، خصوصا حول وأسفل الحرم القدسي للبحث عن آثار الهيكل المدمر منذ آلاف السنين. بحسب ادعاءاتهم.
خامسا : اتخاذ الإجراءات العاجلة لتوسيع مساحة المدينة المقدسة، وإطلاق خطة القدس الكبرى التي تمتد على مساحة 600 كم2 (10% من إجمالي مساحة الضفة الغربية) لتمتد من بيت شيمش (ديرابان) غربا حتى أريحا والبحر الميت شرقا ومن كفار عتصيون جنوبا  (الحدود الشمالية لمحافظة الخليل) حتى رام الله شمالا.
سادسا : قيام حثالات المحتلين من جنود ومستوطنين بتدنيس السجد الاقصى والاعتداء على المصلين والهتاف في أرجائه: «محمد مات وخلف بنات»، كما حرص موشيه دايان وزير الحرب آنذاك على التقاط الصور التذكارية أمام قبة الصخرة وصرح بوقاحة أن احتلال القدس يمهد الطريق لخيبر، حيث كان يقطن أجدادنا من بني قريظة والقينقاع وبني النضير.
سابعا :فرض عقوبات على المقدسيين الذين تمسكوا ببيوتهم ومتاجرهم بإلزامهم منذ اليوم الأول للاحتلال بدفع ضرائب الارنونا الباهظة عن أملاكهم، وفرض القوانين الإسرائيلية عليهم كأنهم مواطنون إسرائيليون لا يتمتعون بالمزايا بل ينالون العقوبات فحسب.
ثامنا :مصادرة أملاك الغائبين والعقارات التي يدعي الصهاينة أنها تعود ليهود على الفور، والاستيلاء على آلاف الدونمات لإقامة أحياء استيطانية.
تاسعا: تدمير قرى عمواس ويالو وبيت نوبا، وهي القرى الثلاث التي بقيت من بين قرى القدس الغربية التي شرد سكانها وهدمت منازلها عام 1948، ليستكمل المحتلون تهويد كامل المدينة.
عاشرا: تطويق المدينة المقدسة بطوق أمني بكافة أرجائها ومنع التواصل بينها وبين سائر ارجاء الضفة الغربية وفي وقت لاحق إقامة الجدار العنصري العازل.
واليوم، وبعد 47 عامًا، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل سعيه المجنون لتهويد المدينة، وهدم المسجد، إلا أن المقدسيون لا يزالون مرابطين في أقصاهم، متحدين العالم أجمع بشقيه العربي الشاجب، والغربي الغاصب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.