الرئيسية » أخبار » 24 يناير.. ذكري استشهاد “شهيدة الورد” شيماء الصباغ

24 يناير.. ذكري استشهاد “شهيدة الورد” شيماء الصباغ

كانت هذة الكلمات ضمن مجموعة من”البوستات” التي كتبتها الشهيدة شيماء الصباغ أمين العمل الجماهيري لحزب التحالف الاشتراكي، والتي اغتيلت في الذكري الرابعة لثورة 25 يناير خلال فض المظاهرة التي نظمها الحزب في ميدان طلعت حرب.

 شيماء الصباغ “الصباغ محبوبة من الجميع، متمسكة بالتقاليد، مستقلة، ناجحة في عملها كما قال المحيطون بها، وشيماء من مواليد الرابع من يناير عام 1983،  من الإسكندرية، زوجة، أم لطفل صغير “6 سنوات”، وأخيرًا شهيدة. مقتلها غادرت الإسكندرية إلى القاهرة ملبية دعوة حزبها، للنزول إلى قلب الميدان لوضع الزهور بالميدان، تكريمًا لشهداء يناير في ذكرى الثورة الرابعة، وتمر الأحداث سريعًا، وبعد وصول الوفد إلى منطقة وسط البلد واقترابه من ميدان طلعت حرب، حدث ما لم يكن يتوقع، فالورود قابلتها الشرطة بطلقات الخرطوش.

وانتشر  على موقع “اليوتيوب”، مقاطع لاستعمال الشرطة الخرطوش في مواجهة المتظاهرين، بالرغم من تصريحات الداخلية بعدم حملها للسلاح أمام المتظاهرين، وكان بالمشهد لقطة لشرطي ملثم ولقطة أخري لشيماء غارقة في دمائها، محمولة علي أيدي رجل يحاول إنقاذها.

أصدقاؤها: الصديقة الجميلة الجدعة يبكي أصدقاؤها عند الحديث عنها ومنهم، يحيي الجعفري، الذي قال في تصريحات صحفية: “لم أتوقع أن أري وجه شيماء الباسم ملطخًا بالدماء، فضحكتها كانت تزيل الخصام بين الناس، وكان دائمًا رأيها ثابت لا يتغير، مضيفًا: هي “الصاحبة الجميلة والجدعة”. العقاب قررت محكمة النقض إلغاء حكم بحبس الضابط المتهم بقتل شيماء الصباغ وقضت بقبول الطعن المقدم منه، وإلغاء العقوبة المقررة على ضابط الشرطة، ياسين محمد حاتم، من محكمة جنايات القاهرة والتي تقضي بمعاقبته بالسجن المشدد 15 عامًا لاتهامه بقتل الصباغ في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011 وإعادة المحاكمة من جديد، وحتى الآن يتم تأجيل القضية لأسباب مختلفة.

ولدت شيماء الصباغ عام 1983 بالأسكندرية، كان شغفها كله ينصب إلى العمل السياسي وكتابة الشعر وإلقائه في نفس إطار حبها، إلى أن جاء الوقت الذي أنضمت فيه إلى حزب “التحالف الشعبي الإشتراكي”، لتمارس الحياة السياسية كاملة تشارك في التظاهرات والإحتجاجات وأنشطة الحزب من فعاليات وغيرها.

تزوجت شيماء كأي فتاة تحلم بأن يكون لها  بيتًا وأسرة صغيرة، وأنجبت طفلًا يبلغ من العمر 6 أعوام الآن، أجتهدت في أن تربيه تربية صحيحة وسليمة كغيرها من الأمهات التي تأمل بأن ترى أبنها في أبهى صورة، ولكن كان للقدر رآي أخر في ذلك حيث أهدها إلى طريق الموت التي سارت فيه دون رجعة منها.

بيتت نيتها في السفر إلى القاهرة صباح يوم 24 يناير لتحيي ذكرى من فارقوها منذ 3 أعوام في ثورة 25 يناير، وتضع الورود فوق قبورهم لعلهم يستشقون رائحة أشتياقها لهم، وصلت ظهر ذاك اليوم إلى مقر الحزب بـ وسط البلد، لحضور اجتماع انتهى بنزولها هي ومن معها في مسيرة حاملين ورود لوضعها على النصب التذكاري، مرددين هتافات إدانات ورفض لأحوال البلاد من بعد ثورة 30 من يونيو.

سارت المسيرة وأغلقت الشوارع بالأمن وبدأت الاشتباكات بينهم، خرطوش وأسلحة نارية لحظات من هذا المشهد المروع، مرت أمام عينيها وهي ترى زملاؤها يبتعدون كل في جهة ليفادون النار، ليأتي نصيبها هي برصاصة دخلت أعلنت مقتلها في لحظتها أمام الجميع شرطة وصحفيون ومارة، لترقد في سلام تام دون أية مقاومة.

وكأن قلبها قد استشعر اقتراب ساعة الرحيل بحوالي 10 أيام لتكتب تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” تتمنى فيها أن يكون باطن الأرض أفضل من العيش على ظهرها “البلد ديه بتوجع .. ومفيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها.. أوسع من سماها”

كانت من أنصار مقاطعة الانتخابات البرلمانية عام 2014 داخل حزبها، نادت كثيرًا بذلك ولكنها لم تنجح واضطرت إلى الالتزام بما أقره الحزب في المشاركة بصفتها عضوا فيه، بالإضافة إلى وجهة نظرها عن شكل عمل التيار اليساري في مصر بقولها ” “اختزال مسمى اشتراكي ثوري على حركة الاشتراكين الثوريين جريمة في حق التاريخ الحديث، يصنعها الأمن، ويرددها الجهلاء، ويفرح بها التنظيم، ويهدر من خلالها تاريخ اليسار الحديث”

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.