أطلق الجمعة سراح الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا بعد أن أمر القضاء بإخلاء سبيله في ضوء قرار اتخذته المحكمة العليا الخميس. وأوضح القاضي الموكل بالقضية أنه لم “يعد هناك أي أساس لتنفيذ العقوبة”. وكان لولا قد اعتقل في أبريل 2018، ونفذ عقوبة بالسجن تجاوزت العام ونصف العام بسبب توجيه المحكمة له تهم فساد. وحرم بذلك من المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2018 والتي كان مرشحاً للفوز بها .
لقد خرج الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا من السجن وكان في استقباله حشد من أنصاره اليساريين في كوريتيبا (جنوب) بعد سجنه لأكثر من عام ونصف عام.وخرج لولا، البالغ من العمر 74 عاما، سيرا من مقر الشرطة الفدرالية حين كان مسجونا بعد إدانته بالفساد وعانق أنصاره وحياهم بقبضة مرفوعة، بحسب مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح القاضي في أمر الإفراج أنه لم يعد “هناك أي أساس لتنفيذ العقوبة” بسبب قرار المحكمة العليا وضع حد لاجتهاد قضائي يتيح السجن مع صدور أول حكم أمام الاستئناف، حتى لو لم يتم استنفاد كل الطعون.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأسبق بجولة في البلاد، يلقي خلالها خطابات أمام مؤيديه في مختلف أنحاء البرازيل.
يذكر أن لولا دا سيلفا، الذي شغل منصب الرئاسة في البرازيل من 2003 حتى 2010، ولا يزال من السياسيين الأكثر شعبية في البلاد، أدين بتهم تبييض الأموال والفساد في يوليو 2017، وصدر بحقه حكم بالسجن 12 عاما.
وفي أبريل الماضي تم تقليص مدة السجن له إلى 8 سنوات و10 أشهر.
بعد خروج دي سيلفا من السباق الرئاسي رشح اليسار فرناندو حداد للرئاسة في مواجهة مرشح اليمن جايير بولسونارو المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وفي الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية حصل بولسينارو علي 46% من أصوات الناخبين وحصل حداد علي 29% من الأصوات . وفي 28 أكتوبر 2018 تمت جولة الإعادة حيث حصل مرشح اليمين بولسونارو علي 56% من الأصوات مقابل 46% لحداد مرشح اليسار.
لذلك فإن عودة دي سيلفا للساحة السياسية يشكل دعم كبير لليسار الذي حصد 46% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة . فهل يستطيع دي سيلفا استعادة النفوذ الجماهيري لحزب العمال والعودة للسلطة في مواجهة اليمين المدعوم من الولايات المتحدة ؟! ذلك ما تفصح عنه الشهور القادمة.