الرئيسية » مقالات » 40 سنة علي كامب دافيد

40 سنة علي كامب دافيد

17 سبتمير 2018 يكون قد مر 40 سنة علي توقيع اتفاقية الخيانة والعار في كامب دافيد 17 سبتمبر 1978.ولكن هل بدأ التفريط في الكامب برعاية جيمي كارتر.وهل هي صدفة ان يوقع السادات مع زعيم عصابة الأرجون الصهيونية مناحم بيجين سفاح دير ياسين ؟!!

تري متي بدأت أولي خطوات التحول السياسي والاقتصادي في مصر والمنطقة العربية ؟! يرجعها البعض الي خطاب السادات خلال حرب أكتوبر عندما أعلن ” أنا مقدرش أحارب أمريكا ” و أن 99% من أوراق التسوية السياسية في أيد أمريكا.ويرجعها البعض الآخرإلي قرار السادات بزيارة القدس في 19 نوفمبر 1977 خلال كلمته أمام مجلس الشعب.

النكسة وبداية الانكسار العربي

لم يكن المشروع الناصري في التنمية والتحرر الوطني يخص مصر بل أمتد إلي كل الشعوب الساعية للتحرر والتي تجسدت في مؤتمر باندونج وبناء كتلة جديدة مما عرف بكتلة عدم الانحياز ودول العالم الثالث. لكن نكسة يونية 1967 لم تكن فقط هزيمة عسكرية وتوقف المشروع الناصري للتحرر والتنمية بل أكثر من ذلك.حيث بدأ الانزلاق علي الطريق الي كامب دافيد بقبول القرار 242 ثم مبادرة روجرز والتي اكتملت بمبادرة السادات عقب وفاة الرئيس ناصر.

السادات بكل تاريخه السياسي جاء لا ليكمل مشروع التنمية والتحرر بل ليقضي علي كل اسس الاستقلال النسبي عن المراكز الرأسمالية ومنظمات التمويل الدولية والبنك اللي بيساعد ويدي الذي رفض تمويل السد العالي .

بدء السادات تنفيذ خطته علي محورين :

المحور السياسي بعمل قضية مراكز القوي واعتقال كل كوادر الناصرية السياسية بحيث يقضي علي اي إمكانية لبعث المشروع الناصري، تواكب معه عودة الأخوان المسلمين لمواجهة صعود اليسار في الجامعات، وطرح مبادرة السادات وبداية الحديث عن السلام .

وعندما فشلت محاولات بناء نظام سياسي يعتمد علي الاتحاد الاشتراكي صدر قرار بتفكيكه إلي منابر ثم إلي أحزاب وانشاء حزب مصر العربي الاشتراكي وهو اكثر أحزاب تلك الفترة عداء للعروبة والاشتراكية. ثم الحزب الوطني الديمقراطي في مرحلة لاحقة.

كانت حرب أكتوبر مرحلة علي طريق تحول السياسة المصرية والعلاقة بالعدو الصهيوني.وكما سبق وذكرنا حديث السادات ” أنا مقدرش أحارب أمريكا”.  وعقب انتهاء الحرب دخلت مصر في مباحثات الكيلو 101 ثم الاتقافية الثانية لفض الاشتباك وبدأت العلاقات المباشرة مع العدو الصهيوني.علي صعيد آخر بدء الحوار في الرباط بين الوفد المصري برئاسة حسن التهامي والوفد الاسرائيلي برئاسة موشي ديان قاتل المصريين من 1948 وحتي 1967. وانتهت المفاوضات بالاتفاق علي نقل الحوار لمرحلة جديدة لم يحدد شكلها وموعدها حتي اعلن السادات استعداده الذهاب لإسرائيل ثم زيارة القدس وما تبعها من سير علي طريق الخيانة وبيع الأوطان تجسيداً لمفاوضات التهامي – دايان.

المحور الاقتصادي بدء بقانون استثمار رأس المال العربي والأجنبي سنة 1971 ثم القانون الثاني عام 1974 وتحويل بورسعيد إلي منطقة حرة وتسخير كل شئ لخدمة المستثمرين. وعودة مصر الي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتفجر انتفاضة الخبز في يناير 1977. بدء الحديث عن إطلاق يد القطاع الخاص وبيع القطاع العام الفاشل وإلغاء الدعم وقبول روشتة صندوق النقد الدولي وإلغاء الحراسات وعودة الاقطاع .وبدء خطة تدمير الزراعة والصناعة المصرية .

إذن ونحن نتذكر ذكري كامب دافيد لا يجب ان ننخدع بأن السادات طرح فجأة زيارة اسرائيل وانهاء الحروب وهو ما اثبتت الوثائق المنشورة والشهادات والمذكرات انها كانت نتيجة مفاوضات طويلة مع الصهاينة برئاسة ديان وقد تبع الزيارة توقيع كامب دافيد ثم معاهدة السلام مع العدو الصهيوني.

خلال تلك الفترة كانت المقاومة الفلسطينية شوكة في طريق التسوية فكانت حرب لبنان والتي انتهت بنزع سلاح المقاومة وخروجها من بيروت الي عدن ثم الجزائر واغتيال العديد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية واللعب علي شق الصف الفلسطيني ليتم تمرير حل الدولتين والقبول بالتسوية.

إن طريق الخراب الذي بدأ في مثل هذا اليوم عام 1978 والذي تبعه اتفاق اوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 13 سبتمبر أيضا عام 1993.

وكأن المصير العربي وانهيار المقاومة العربية قد قطعت خطوات كبيرة من سبتمبر 1978 إلي سبتمبر 1993 وما ترتب عليها من اثار تالية في العراق والسودان وسوريا واليمن وليبيا.

لذلك يظل 17 سبتمبر يوم أسود في التاريخ العربي وذكري تجسيد النكسة والهزيمة وبدء مرحلة الانحطاط والتبعية .

إلهامي الميرغني 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.