وقعت عدة تفجيرات إرهابية نفذها انتحاريون في السعودية، الاثنين، أبرزها تفجير انتحاري وقع في مرآب سيارات تابع لمقر أمني قرب الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة.
وأشارت مصادر صحافية، إلى أن الداخلية السعودية باشرت بالتحقيق بشأن هذا الانفجار، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن مقتل 5 أشخاص وجرح 10 آخرين جراء التفجير.
فيما ذكرت مصادر أخرى، أن أسماء المصابين هي بدر ناهر الحربي (31 سنة)، وسعد فهد المطيري (24 سنة) وشقيقه موسي (32 سنة)، وعماد عباس المطيري (30 سنة) ومهند عبد الله المطيري، وسماح محمد السنوسي (20 سنة) ومهنا حامد الرحيلي (25 سنة) وحسام صالح الحربي (29 سنة)، ووائل مسلم السهلي (29 سنة) وجميعهم سعوديين.
فيما قالت قناة العربية في نبأ عاجل لها، إن الأمن منع المصلين من مغادرة الحرم النبوي لتفادي حدوث تدافع، مضيفًا أن المصلون يؤدون صلاتي العشاء والتراويح والحركة في الحرم النبوي تسير بشكل طبيعي .
في السياق، وقع تفجير انتحاري قرب أحد المساجد في مدينة القطيف شرقي السعودية، مساء الاثنين، دون أنباء عن إصابات سوى مقتل الانتحاري. بحسب ما نشرت “سكاي نيوز” عربية.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن شاهد عيان قوله، إنه رأى أشلاء بشرية بالقرب من المنطقة التي وقع فيها الانفجار بالقطيف.
يأتي ذلك عقب إحباط قوات الأمن السعودية محاولة تفجير، فجر اليوم الاثنين، قرب القنصلية الأميركية في جدة عبر انتحاري كان يرتدي حزاما ناسفا وأسفرت عن إصابة شخصين.
إدانات دولية
في سياق متصل، قال حزب الله في بيان له، إن هذه التفجيرات التي استهدفت أقدس الأماكن في بلاد الحرمين الشريفين، في أقدس الأوقات، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هي مؤشر آخر على استخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين وبكل ما أجمعوا على احترامه من أيام وأماكن، بما يؤكد انسلاخهم عن الأمة والدين الحنيف.
وأكد حزب الله في بيانه أن ما قام به هؤلاء الإرهابيون مساء اليوم، وما قاموا به خلال الأيام الماضية من جرائم بشعة في تركيا والعراق وبنغلادش ولبنان وغيرها، يؤكد أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره.
ولفت الحزب إلى أن “استفحال الإجرام التكفيري ينبغي أن يدفع الدول والحكومات و المنظمات الدولية والإقليمية إلى مراجعة فكرية شاملة لموقفها من الإرهاب وتسليحه و تمويله ودعمه سياسياً وإعلامياً وتغطية جرائمه وايجاد المبررات لها، خاصة بعدما تبين أن بعض الجهات الداعمة والمؤيدة له أصبحت بدورها من أبرز ضحاياه”.
وشدد بيان حزب الله على أن “العالم والمنطقة باتا أمام امتحان العمل بشكل متضامن، ضد الإرهاب والإرهابيين بدلا من استخدامهم في الصراع الإقليمي والدولي وتصفية الحسابات السياسية التي ترتد نتائجها السلبية على الجميع دون استثناء أو تمييز”.
مجلس نواب مصر
وفي السياق، قال مجلس النواب المصري، إن شعب مصر يدين بشدة هذه الأعمال الإرهابية المؤسفة التي ترشح عن تنامى الإرهاب الفكرى الأسود والتطرف المعنف الذى تتبناه تلك الجماعات الإرهابية، لتطال بنيرانها عظام الأقطار العربية وتفت فى عضدها.
وأضاف، في بيان له حول الأحداث الإرهابية بالمملكة العربية السعودية، أن البرلمان يتابع، رئيسًا ونوابًا، ببالغ الحزن والأسى نبأ الاعتداءات الإرهابية الغاشمة التى تعرضت لها الأراضى المقدسة فى المملكة العربية السعودية الشقيقة فى شهر رمضان المبارك، الذى تسمو فيه العبادات على غيرها، فلم ترع حرمة للدماء أو لبيوت الله، مهددة ومروعة للسجد الركع.
واختتم “النواب” بيانه داعيًا الله أن يسكن شهداء هذه الأحداث فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويعجل بشفاء المصابين.
الجامعة العربية
فيما أدان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية التي وقعت اليوم في السعودية خارج الحرم النبوي الشريف وفي مدينة القطيف، مقدما خالص تعازيه لخادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولحكومة وشعب المملكة، وأيضا إلى عائلات الضحايا الأبرياء، سائلا المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان.
وأشار الأمين العام، في بيان له اليوم، إلى أن هذه التفجيرات المشينة تأتي لتؤكد مرة أخرى على أن الإرهاب ليس له دين أو وطن خاصة، وأن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم أو حرمة المقدسات، مجددا في هذا الإطار الموقف الثابت والقوي لجامعة الدول العربية من إدانة الإرهاب في كافة صوره ومظاهره.
وشدد أبو الغيط على أن مثل هذه العمليات الإرهابية تعيد تسليط الضوء على ضرورة العمل لتكثيف الجهود على المستوى العربي والإسلامي والدولي، لمواجهة الخطر المستشري للإرهاب من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشتركة السريعة والقوية، للقضاء على هذه الظاهرة بشكل تام وبما يضمن إعادة كامل الأمن والاستقرار إلى كافة الدول العربية.
وقال أبو الغيط إن مثل هذه الأفعال الإجرامية إنما يجب أن توضح لشباب الأمة ضرورة التنبه لمخاطر الفكر المتطرف الذي يسهل الانزلاق إلى العنف والإرهاب، وهو ما يحتم لفظه من البداية درءًا لمخاطره وأضراره الجسيمة.
دار الإفتاء المصرية
فيما أدان مفتي مصر شوقي علام التفجيرات التي حصلت مساء اليوم الاثنين في السعودية، معتبرًا أن “التفجير قرب الحرم النبوي جريمة خسيسة لا يمكن تصورها”، مشدداً على أن “التفجيرات الأخيرة لن تثنينا عن مواصلة الجهد لمحاربة الإرهاب”.
وأضاف في مداخلة مع قناة “العربية” أن “إجرام الإرهابيين بلغ مداه، ومحاربة الإرهاب مسؤولية الجميع”، معتبراً أن “الأحداث الإرهابية لن يكون لها تأثير في مسيرة السعودية”.
وتابع المفتي: “الإرهاب خطير كمرض السرطان، ويجب تكامل كل الجهود للقضاء عليه. يجب أن يكون هناك تعامل أمني حازم وصارم ضد الإرهاب وأفكاره”، معتبراً أنه “لا يمكن أن نصف شيوخ التطرف بالشيوخ أو العلماء”.
الشيشان
وأدان رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قادروف الهجوم الإرهابي، الذي هز المدينة المنورة، الاثنين 4 يوليو، قائلا: لا يمكن هزيمة الإرهاب إلا عن طريق توحيد الجهود.
وأعرب الرئيس الشيشاني عن تعازيه للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود ووزير دفاع المملكة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
المصدر: وكالات